مصر تسعى لوقف سريع لإطلاق النار مع اقتراب “مسيرة الأعلام”
القاهرة تخشى أنه في حال استمر القتال بين إسرائيل و"الجهاد الإسلامي" حتى يوم الخميس المقبل، فسيكون احتوائه أكثر صعوبة بمجرد مرور "مسيرة الأعلام" في الحي الإسلامي
قال مسؤول مصري مطلع على المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الجمعة إن مصر عازمة على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل مسيرة مثيرة للجدل يوم الخميس للقوميين المتدينين الإسرائيليين والتي تمر عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة بالقدس، والتي تخشى القاهرة أن تؤجج التوترات وتصل بها إلى نقطة اللاعودة.
وقال المسؤول “هذه المسيرة تشكل بالفعل تهديدا للاستقرار، ولكن إذا كان القتال لا يزال مستمرا بحلول ذلك الوقت، فسيكون من الأصعب بكثير التوقف ومن المحتمل أن تركب حماس هذه الموجة وتنضم [للقتال] أيضا”.
تقام ما تُسمى بـ”مسيرة الأعلام” كل عام في “يوم أورشليم” حيث يسير آلاف المشاركين فيها، ومعظمهم من الأرثوذكس، من حديقة “الاستقلال” وصولا إلى الحائط الغربي للاحتفال بذكرى توحيد إسرائيل للقدس بشطريها، الشرقي والغربي، خلال حرب “الأيام الستة” في عام 1967. اكتسبت المسيرة سمعة سيئة على مر السنين، حيث غالبا ما يشوبها خطاب كراهية وأحيانا أعمال عنف من قبل المشاركين اليهود تجاه الفلسطينيين.
في العامين الماضيين، حثت إدارة بايدن إسرائيل على تغيير مسار المسيرة والمرور عبر باب الخليل في البلدة القديمة، بدلا من باب العامود، وبالتالي تجنب الحي الإسلامي، الذي تسكنه غالبية فلسطينية.
في مايو 2021، وافق نتنياهو على تغيير مسار “مسيرة الأعلام” بعيدا عن الحي الإسلامي، على الرغم من أنه انتظر حتى ساعات قبل انطلاق المسيرة لاتخاذ القرار، مما سمح بتراكم التهديدات ضد إسرائيل من حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في غضون ذلك. على الرغم من القرار، أطلقت حماس وابلا من الصواريخ على القدس أثناء المسيرة التي تم تغيير مسارها. بعد ذلك بوقت قصير، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية “حارس الأسوار” في غزة، والتي استمرت 11 يوما.
في العام التالي، تعرض بينيت لضغط مماثل من الولايات المتحدة، لكنه قرر في النهاية السماح للمسيرة بالمضي قدما في مسارها الأصلي مما أدى إلى مشاهد أثارت انتقادات دولية ظهر فيها المشاركون في المسيرة وهم يغنون “فلتحترق قريتكم” ويرقصون خارج باب العامود. ومع ذلك، تجنبت الفصائل الفلسطينية في غزة إلى حد كبير الرد بالطريقة التي ردت فيها قبل عام.
أعرب المسؤول المصري عن أمله يوم الجمعة في أن تقوم إدارة بايدن بإقناع إسرائيل بتغيير مسار المسيرة هذا العام، بالنظر إلى الوضع المتوتر بالفعل في غزة، والذي بدأ يوم الثلاثاء عندما شن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الضربات الجوية اغتال فيها قياديين في حركة الجهاد الإسلامي، التي ردت بإطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل.
في الأسبوع الماضي، قال مسؤول إسرائيلي كبير لتايمز أوف إسرائيل إن الحكومة المتشددة من غير المرجح أن تغير مسار المسيرة.
قال المسؤول المصري يوم الجمعة: “لسنا متفائلين بشكل خاص، ولهذا من المهم أن ينتهي القتال في أقرب وقت ممكن”، مضيفا أن القاهرة ستسعى للحصول على تأكيدات من الجانبين لضمان صمود الهدنة حتى لو تقرر أن تمر “مسيرة الأعلام” في الحي الإسلامي.
بينما كان هناك تفاؤل حذر بأن وقف إطلاق النار كان قريبا بعد توقف القتال في العاشرة من ليل الخميس وحتى الصباح، إلا أن وابلا من الصواريخ التي أطلقت من غزة بعيد الساعة 11 صباحا أوقف هذا الهدوء.
ورفض المسؤول التكهن متى قد تنجح مصر في التوسط في وقف إطلاق النار، وأقر بأن الجهود تعقدت بسبب الرفض الإسرائيلي حتى الآن الإفراج عن رفات خضر عدنان، العضو البارز في الجهاد الإسلامي، والذي توفي في وقت سابق من هذا الشهر بعد إضراب عن الطعام لمدة 86 يوما في أحد السجون الإسرائيلية احتجاجا على احتجازه دون توجيه تهم إليه. أشعلت وفاته جولة قصيرة من القتال الأسبوع الماضي أطلق خلالها الجهاد الإسلامي أكثر من 100 صاروخ على إسرائيل. خلال ذلك الوقت، قالت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنها سمحت بشن غارات جوية على ثلاثة من كبار القادة العسكريين في الجهاد الإسلامي فجر الثلاثاء.
قُتل ما لا يقل عن 31 شخصا في غزة – نصفهم تقريبا من المدنيين – منذ أن شنت إسرائيل الهجوم، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة، وأصيب 93 آخرون على الأقل.
وقُتل اسرائيلي عندما سقط صاروخ أطلقه الجهاد الاسلامي على مبنى سكني في مدينة رحوفوت بوسط البلاد يوم الخميس. وأصيب 57 اسرائيليا على الاقل منذ بدء القتال.
قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته شنت سلسلة من الغارات الجوية في وقت متأخر من ليل الخميس وفجر الجمعة ضد أهداف مرتبطة بحركة الجهاد الإسلامي.