مصر ترفض التنسيق مع إسرائيل بشأن دخول المساعدات إلى رفح – قناة إعلام رسمية
مصادر إسرائيلية تقول للقناة 12 إنها لا تستطيع إدخال المساعدات دون تعاون مصري، وتخشى أن يؤدي الرفض إلى الإضرار بقدرة الجيش الإسرائيلي على العمل في المنطقة
ترفض مصر التنسيق مع إسرائيل بشأن دخول المساعدات إلى غزة من معبر رفح بسبب “التصعيد الإسرائيلي غير المقبول”، حسبما ذكرت قناة “القاهرة” الإخبارية التابعة للدولة في مصر يوم السبت نقلا عن مسؤول كبير.
وأضاف المسؤول أن مصر تحمّل إسرائيل المسؤولية عن تدهور الوضع في قطاع غزة.
في 7 مايو، استولت القوات الإسرائيلية على المعبر الحدودي الرئيسي في رفح، مما أدى إلى إغلاق طريق حيوي لإيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر. وقد فعلت إسرائيل ذلك عندما بدأت عملياتها ضد حماس في منطقة رفح، ومع تعثر المفاوضات بشأن صفقة الرهائن والهدنة.
ويقول الجيش إن حماس استخدمت المعبر “لأغراض إرهابية”. ويُعتقد على نطاق واسع أن الأسلحة والمواد المحظورة الأخرى يتم تهريبها إلى القطاع من مصر.
وقالت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية أخرى إن إغلاق المعبرين المؤديين إلى جنوب غزة – رفح ومعبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) الذي تسيطر عليه إسرائيل (بعد هجمات صاروخية استهدفت ذلك المعبر) – أدى فعليا إلى عزل الجيب عن الخارج.
وقالت مصادر في الهلال الأحمر في مصر إن الشحنات توقفت تماما.
وقالت مصادر إسرائيلية للقناة 12 إن إسرائيل تريد إدخال المساعدات لكنها لا تستطيع القيام بذلك دون تعاون مصري. وتخشى إسرائيل أن يؤدي الرفض المصري لتنسيق دخول المساعدات إلى فرض ضغوط دولية مكثفة على إسرائيل والإضرار بقدرتها على العمل في رفح.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، يوم الجمعة: “في كل يوم لا يكون فيه المعبر متاحا وقابلا للاستخدام للمساعدة الإنسانية، سيكون هناك المزيد من المعاناة، وهذا مصدر قلق عميق لنا. نحث الإسرائيليين على فتح هذا المعبر أمام المساعدات الإنسانية على الفور. هناك حاجة ماسة إلى هذه المساعدات، ونحن نحثهم على… توخي الحذر والدقة والتمييز قدر الإمكان”.
في غضون ذلك، أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء جديدة في رفح وطلبت من عشرات الآلاف من السكان الابتعاد بينما تستعد لتوسيع عمليتها العسكرية بالقرب من المنطقة الوسطى المكتظة بالسكان في تحد للضغوط المتزايدة من حليفتها المقربة الولايات المتحدة وآخرين.
وفي منطقة الإخلاء الأولية ومناطق أخرى من رفح، قام حوالي 300 ألف فلسطيني بإخلاء المنطقة متوجهين إلى “منطقة إنسانية” محددة، وفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي.
ونشر اللفتنانت كولونيل أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، صباح السبت قائمة بالمناطق الجديدة التي يجب إخلاؤها. كما أسقط الجيش الإسرائيلي منشورات وأرسل رسائل نصية وأجرى مكالمات هاتفية تتضمن تعليمات الإخلاء.
وقال الجيش أيضا إنه يتحرك إلى مناطق أخرى في شمال غزة حيث أكد أن حماس أعادت ترسيخ نفسها. وطلب أدرعي من الفلسطينيين في جباليا وبيت لاهيا والمناطق المحيطة بهما مغادرة منازلهم والتوجه إلى مناطق آمنة في غرب مدينة غزة، محذرا من أن السكان موجودون في “منطقة قتال خطيرة”، وأن إسرائيل ستضرب بقوة كبيرة.
وقد قامت إسرائيل الآن بإخلاء الثلث الشرقي من رفح. وقد حذرت الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات من أن الاجتياح الإسرائيلي الواسع لرفح من شأنه أن يشل العمليات الإنسانية ويتسبب في ارتفاع كارثي في عدد الضحايا المدنيين.
وتقول إسرائيل إنها وضعت خططا لإخلاء المدنيين من مناطق القتال، وإن عليها التعامل مع كتائب حماس المتبقية في رفح لإلحاق الهزيمة الكاملة بالحركة في القطاع.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لن يقدم أسلحة هجومية لإسرائيل في رفح. وردت القدس بتحد، قائلة إنها ستعمل ضد الحركة وحدها إذا لزم الأمر.
ويلجأ أكثر من 1.4 مليون فلسطيني – نصف سكان غزة – إلى رفح، معظمهم بعد فرارهم من الهجمات الإسرائيلية في أماكن أخرى. وتجبر عمليات الإخلاء الناس على العودة إلى الشمال حيث دُمرت المناطق من الهجمات الإسرائيلية السابقة.
في تقرير مرتقب للكونغرس، قالت إدارة بايدن يوم الجمعة إنها وجدت تأكيدات إسرائيلية “موثوقة وذات مصداقية ” بأنها ستستخدم الأسلحة الأمريكية وفقا للقانون الإنساني الدولي، مما يسمح بنقل المزيد من الأسلحة الأمريكية وسط حرب إسرائيل مع حماس في غزة.
ومع ذلك، في أقوى تصريح في هذا الشأن لمسؤولي بايدن، ذكر تقرير وزارة الخارجية الأمريكية أيضا أنه “من المعقول” تقييم أن إسرائيل استخدمت الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر في حالات “تتعارض” مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، لكن الوزارة لا تملك معلومات كاملة للتحقق من قيام القوات الإسرائيلية بذلك.
وقال البيت الأبيض يوم الجمعة إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن العملية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في رفح في الأيام الأخيرة ترقى إلى عملية عسكرية واسعة النطاق.
عرضت الولايات المتحدة دعما فاترا للعملية المحدودة لإخراج حماس من منطقة معبر رفح، لكنها حذرت من أن موقفها قد يتغير إذا اتسع نطاق الهجوم ليشمل المناطق المدنية أو إذا تم إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية لفترة طويلة، حيث حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأربعاء من احتمال وقف عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل إذا شنت الأخيرة هجوما كبيرا على رفح. وجاء ذلك بعد أن أكد البيت الأبيض تعليق نقل قنابل تزن 2000 و500 رطل إلى إسرائيل بسبب مخاوف من أن الجيش الإسرائيلي يمكن أن يستخدمها في رفح، كما فعل في أجزاء أخرى من غزة.
يوم الاثنين، زعمت حماس أنها قبلت اتفاق الهدنة مع إسرائيل، على الرغم من أنه تبين لاحقا أن الاقتراح الذي قالت إنه جاء من وسطاء مصريين وقطريين يتضمن عدة عناصر تختلف جوهريا عما وافقت عليه إسرائيل. ورفضت إسرائيل بسرعة الاقتراح لعدم تلبيته “مطالبها الأساسية”، لكنها وافقت على إرسال وفد على مستوى العمل إلى المحادثات غير المباشرة في القاهرة.
تفاصيل الاقتراح الذي قالت حماس إنها قبلته يوم الاثنين (النص باللغة العربية) تختلف في جوانب عديدة عن الشروط المعلنة لما أشادت به الولايات المتحدة باعتباره عرضا إسرائيليا “سخيا للغاية”.
تجدر الإشارة إلى أن حماس قالت ليل الإثنين إنها تعتبر نفسها قبلت شروط إنهاء الحرب، في حين أن النص الذي حظي بدعم إسرائيل ورد حماس يشيران إلى استعادة “الهدوء المستدام”. وفي فقرة تمهيدية، يقول نص حماس إن “الاتفاق الإطاري يهدف إلى … العودة إلى الهدوء المستدام وبما يحقق وقف إطلاق النار الدائم”.
وأضافت حماس الجمعة أنها تجري مشاورات لإعادة النظر في استراتيجيتها التفاوضية في ضوء رفض إسرائيل لاقتراحها المضاد في المحادثات، وتوسيع عمليات الجيش الإسرائيلي في شرق رفح.
لقد قالت إسرائيل باستمرار إنها لن تقبل صفقة تنطوي على وقف دائم لإطلاق النار، وأنها ستستأنف حملتها العسكرية بعد أي اتفاق هدنة مقابل الرهائن من أجل استكمال هدفي الحرب المعلنين: تحرير الرهائن وتدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية.
اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي شهد قيام مسلحين بقتل حوالي 1200 شخص، واختطاف 252 آخرين.
ويعتقد أن 128 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعا على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك. كما أنقذت القوات ثلاث رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 12 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 36 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستندا إلى معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
وتحتجز حماس أيضا رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى مواطنيّن إسرائيلييّن، وهما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عام 2014 و2015 تباعا.
وأدى الهجوم الإسرائيلي ضد حماس إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني في غزة، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة. ولا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل وهو لا يفرق بين المدنيين ومقاتلي الحركة. وتقول إسرائيل إنها قتلت أكثر من 13 ألفا من مقاتلي حماس في غزة منذ بدء الحرب وحوالي 1000 مسلح في الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر.
وقد قُتل 271 جنديا خلال الهجوم البري ضد حماس ووسط العمليات على طول حدود غزة.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد