إسرائيل في حالة حرب - اليوم 424

بحث

مصر تبدي مرونة بشأن بقاء قوات الجيش الإسرائيلي على طول حدودها مع غزة لمنع تهريب الأسلحة

القاهرة تقترب من الموقف الإسرائيلي رغم التصريحات، مما قد يضر بجهود حماس لضمان الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي ضمن صفقة الرهائن، بحسب ما قاله مسؤولون لتايمز أوف إسرائيل

محور فيلادلفيا، المنطقة الحدودية بين مصر وغزة في رفح، 18 يونيو، 2024. (Emanuel Fabian/Times of Israel)
محور فيلادلفيا، المنطقة الحدودية بين مصر وغزة في رفح، 18 يونيو، 2024. (Emanuel Fabian/Times of Israel)

بعد رفض الفكرة علناً لفترة طويلة، تتحرك القاهرة خلف الكواليس نحو السماح لقوات الجيش الإسرائيلي بالبقاء في شريط حدودي رئيسي تستخدمه حماس لتهريب الأسلحة من مصر إلى غزة، بحسب ما قاله مسؤول إسرائيلي كبير ومسؤول ثان مطلع على الأمر لتايمز أوف إسرائيل يوم الثلاثاء.

ومن المرجح أن يؤدي التغير المحتمل في موقف مصر إلى تعقيد موقف حماس في مفاوضات الرهائن الجارية، حيث تطالب الحركة بانسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال المسؤولان إن المفاوضين الإسرائيليين ناقشوا منذ مايو الانسحاب من الشريط الحدودي الذي يبلغ طوله نحو 14 كيلومترا، حيث تقود الولايات المتحدة مناقشات ثلاثية مع إسرائيل ومصر بشأن إنشاء جدار تحت الأرض على طول المحور الواقع جنوب القطاع وتركيب نظام مراقبة لإحباط أي تهريب للأسلحة إلى غزة.

ولكن ساعيا لاستغلال تعزيز موقف إسرائيل على ساحة المعركة في وقت سابق من هذا الشهر، غير نتنياهو مساره وأعلن أن بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا أمر غير قابل للتفاوض.

ويبدو أن هذا الطلب يتناقض مع اقتراح صفقة الرهائن الذي وافق عليه رئيس الوزراء في مايو، والذي ينص على انسحاب إسرائيل من قطاع غزة بأكمله في المرحلة الثانية من من اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل تستمر ستة أسابيع.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعرب أحد أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي، بالإضافة إلى وسيط عربي، عن قلقهما لتايمز أوف إسرائيل من أن طلب نتنياهو الجديد – إلى جانب طلب جديد آخر لإنشاء آلية لمنع تهريب الأسلحة إلى شمال غزة – يهدد محادثات الرهائن.

وسيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من محور فيلادلفيا في مايو الماضي ضمن هجومها على مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة. وفي الأشهر التي سبقت هذه العملية، حذرت مصر من أنها قد يهدد معاهدة السلام التي وقعتها القاهرة والقدس في عام 1979.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يمين) يتحدث إلى الصحافة قبل مغادرته إلى واشنطن العاصمة، في مطار بن غوريون، 22 يوليو 2024. (Amos Ben Gershom/GPO)

وفي البداية، استغلت مصر دورها كأحد الوسطاء في مفاوضات الرهائن لمحاولة دفع إسرائيل إلى الانسحاب من المحور ضمن اتفاق وقف إطلاق النار. لكن المسؤول الإسرائيلي أوضح أن القاهرة تراجعت تدريجياً عن هذه الجهود في الأسابيع الأخيرة، حيث شددت القدس مواقفها في المفاوضات.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي في إشارة إلى مصر “إنهم أيضا لا يريدون أن تستأنف حماس التهريب عبر الحدود”.

وأوضح المسؤول أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن، وأن إسرائيل تسعى إلى البقاء في محور فيلادلفيا لفترة طويلة، ولكن ليس بشكل دائم.

وقد تم حفر أنفاق تهريب تحت الحدود بين غزة ومصر للالتفاف على الحصار الذي فرضته إسرائيل ومصر بعد سيطرة حماس على قطاع غزة في عام 2007. وكانت بعض الأنفاق كبيرة بما يكفي لمرور المركبات. وكانت حماس تستخدمها لتهريب الأسلحة والإمدادات، بينما استخدمها سكان غزة لتهريب السلع التجارية، من الماشية إلى مواد البناء.

ولكن تغير ذلك خلال العقد الماضي، حيث خاضت مصر معارك ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء. وشن الجيش المصري حملة صارمة ضد الأنفاق ودمر المئات منها. ولكن الأنفاق لم تختف كلها، إذ تقول إسرائيل إنها كشفت عن العشرات منها منذ اجتياحها المحور في مايو.

معبر رفح الحدودي في جنوب قطاع غزة، في صورة تم التقاطها تحت إشراف قوات الجيش الإسرائيلي، 15 يوليو 2024. (Oren Cohen/Flash90)

وفي حين بدأت مصر الاقتراب من موقف إسرائيل فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا، اقتربت إسرائيل من موقف القاهرة فيما يتعلق بإدارة معبر رفح الحدودي المجاور، بحسب المسؤولين.

وأغلقت مصر معبر رفح بعد أن سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر في أوائل مايو، واشترطت إعادة فتحه بتولي السلطة الفلسطينية أدارته بدلا من الجيش الإسرائيلي.

ورفضت إسرائيل في البداية أي تدخل للسلطة الفلسطينية في إدارة المعبر، حيث شبه نتنياهو الحكومة في رام الله بحماس وتعهد بعدم منح الأولى موطئ قدم في القطاع.

ولكن أعادت القدس النظر في موقفها بشأن هذه القضية في الأسابيع الأخيرة، مع اعتراف دائرة نتنياهو بأن السلطة الفلسطينية هي البديل الواقعي الوحيد في الوقت الراهن، وفقا للمسؤولين.

وعلاوة على ذلك، فإن إعادة فتح معبر رفح يشكل جزءا لا يتجزأ من نجاح صفقة الرهائن، نظرا لأن الاقتراح الأخير ينص على السماح لمقاتلي حماس الجرحى بالمرور عبره لتلقي العلاج الطبي خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

ولم ترد السفارة المصرية في واشنطن على طلب التعليق.

ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن