إسرائيل في حالة حرب - اليوم 366

بحث

مصرع أربعة مهاجرين على الأقل بعد غرق مركبهم في بحر المانش

عملية واسعة نفذها خفر السواحل البريطاني بمساعدة البحرية الفرنسية لإنقاذ 40 شخصا

وصول ضباط من شرطة الأدلة الجنائية إلى المرسى في دوفر، جنوب شرق إنجلترا ، في 14 ديسمبر 2022 لتفقد جثث المهاجرين التي يُعتقد أنها وُضعت داخل خيمة (على اليسار) خارج مكتب المعهد الملكي الوطني لقوارب النجاة في المملكة المتحدة (RNLI) بعد وفاتهم أثناء الليل خلال محاولتهم عبور  القناة الانجليزية. ( CARLOS JASSO / AFP)
وصول ضباط من شرطة الأدلة الجنائية إلى المرسى في دوفر، جنوب شرق إنجلترا ، في 14 ديسمبر 2022 لتفقد جثث المهاجرين التي يُعتقد أنها وُضعت داخل خيمة (على اليسار) خارج مكتب المعهد الملكي الوطني لقوارب النجاة في المملكة المتحدة (RNLI) بعد وفاتهم أثناء الليل خلال محاولتهم عبور القناة الانجليزية. ( CARLOS JASSO / AFP)

أ ف ب – أدى غرق قارب صغير يقل مهاجرين يحاولون الوصول إلى المملكة المتحدة عبر بحر المانش إلى مصرع أربعة أشخاص على الأقل يوم الأربعاء، مذكرا بمخاطر هذه الرحلات المتزايدة.

في حين تشهد إنجلترا وشمال فرنسا موجة صقيع، سمحت العملية الواسعة التي نفذها خفر السواحل البريطاني بمساعدة البحرية الفرنسية بإنقاذ 40 ناجيا، حسب ما نقلت وسائل الإعلام عن مصدر حكومي.

بعد مرور أكثر من عام بقليل على مصرع 27 مهاجرا في غرق قاربهم، تثير المأساة من جديد مسألة التنسيق ومسؤولية المملكة المتحدة وفرنسا بشأن هذا الملف، في خضم التوترات المتكررة بين لندن وباريس.

وقال المتحدث بإسم الحكومة البريطانية: “تأكدت أربع حالات وفاة نتيجة هذا الحادث”، بينما أعرب رئيس الوزراء ريشي سوناك عن “أسفه” إزاء هذه “الخسائر المأساوية في الأرواح”.

تُظهر الصور التي بثتها قناة “سكاي نيوز” عملية انقاذ في منتصف الليل لمهاجرين في زورق أسود، يبدو أنه لا يتسع لنقل عشرات الركاب.

وقال قبطان قارب صيد كان في البحر الليلة الماضية للشبكة أن زميله أيقظه وأخبره بوجود “مهاجرين حول القارب”.

وأوضح أنه “كان هناك أشخاص مبعثرين في المياه يصرخون”، مضيفا أن طاقمه أمضى ساعتين في إغاثة المهاجرين وأنقذ 31 منهم.

منذ بداية العام، قام حوالي 45 ألف شخص بعبور القناة، مقارنة بنحو 30 ألفا في العام الماضي.

وصول ضباط من شرطة الأدلة الجنائية إلى المرسى في دوفر، جنوب شرق إنجلترا ، في 14 ديسمبر 2022 لتفقد جثث المهاجرين التي يُعتقد أنها وُضعت داخل خيمة (على اليسار) خارج مكتب المعهد الملكي الوطني لقوارب النجاة في المملكة المتحدة (RNLI) بعد وفاتهم أثناء الليل خلال محاولتهم عبور القناة الانجليزية. ( CARLOS JASSO / AFP)

 خطر انخفاض حرارة الجسم 

تم تخصيص زوارق وفرق إنقاذ من عدة مدن في جنوب شرق إنجلترا ومروحيتين بريطانيتين ومروحية من البحرية الفرنسية، بحسب خفر السواحل.

ومن الجانب الفرنسي، ذكرت الإدارة البحرية للقناة وبحر الشمال أن دوريات من البحرية الوطنية جاءت أيضا كتعزيزات.

وتم ابلاغ السلطات الساعة 03:05 بتوقيت غرينتش، بحسب الحكومة البريطانية.

وذكرت جمعية “يوتوبيا 56” الفرنسية لمساعدة المهاجرين لوكالة فرانس برس أنه تم الاتصال بها عند الساعة 02:53 (01:53 ت.غ) عبر رسالة صوتية مصحوبة بموقع في المياه الفرنسية.

وقال نيكولاي بوسنر من المنظمة “في الساعة 03:40 (02:40 ت.غ)، تبلغنا من خفر السواحل الفرنسي أن البريطانيين سيتولون الأمر”، مشيرا إلى أننا “لا نستطيع أبدا التأكد حقا من أن الأمر يتعلق فعلا بغرق قارب رغم العناصر المتطابقة”.

واضاف: “إن خطر انخفاض حرارة الجسم الذي تعقبه الوفاة كبير جدا. عندما يكون هناك مثل هذه المأساة لا يمكننا الانتظار للتدخل”.

وصول ضباط من شرطة الأدلة الجنائية إلى المرسى في دوفر، جنوب شرق إنجلترا ، في 14 ديسمبر 2022 لتفقد جثث المهاجرين التي يُعتقد أنها وُضعت داخل خيمة (على اليسار) خارج مكتب المعهد الملكي الوطني لقوارب النجاة في المملكة المتحدة (RNLI) بعد وفاتهم أثناء الليل خلال محاولتهم عبور القناة الانجليزية. ( CARLOS JASSO / AFP)

 نظام لجوء مثقل 

في نوفمبر 2021، لقي 27 مهاجرا تتراوح أعمارهم بين السابعة و47 عاما حتفهم، بينهم 16 كرديا عراقيا وأربعة أفغان وثلاثة إثيوبيين وصومالي ومصري وفيتنامي مصرعهم أثناء محاولتهم عبور المانش في زورق مطاطي.

بينما يعمل المحققون على كشف ملابسات الغرق، تشير وثائق كشفت عنها مؤخرا صحيفة “لوموند” واطلعت عليها وكالة فرانس برس إلى تورط رجال الإنقاذ الفرنسيين والبريطانيين الذين تبادلوا اللوم دون مساعدة القارب.

وتأتي هذه المأساة الجديدة غداة إعلان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حزمة واسعة من الإجراءات لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وبعد توقيع اتفاق بين باريس ولندن في منتصف نوفمبر للعمل معا حول هذا الملف.

الملف حساس للغاية بالنسبة للمحافظين الذين وعدوا منذ بريكست “باستعادة السيطرة” على الحدود، في حين لم يكن عدد الذين يحاولون عبور القناة مرتفعا إلى هذا الحد، مما جعل نظام اللجوء يتجاوز استطاعته.

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان التي أثارت الجدل مؤخرا عندما وصفت بـ”الغزو” قدوم المهاجرين، إنه “من الأهمية بمكان أن نضع حدًا لعمليات العبور غير القانونية في المانش”.

وأضافت أن إجراءات لندن “سيكون لها تأثير رادع وستنقذ الأرواح”، بينما تدعو منظمات دعم اللاجئين على العكس إلى فتح طرق هجرة آمنة.

وقال أليكس فريزر المسؤول بالصليب الأحمر البريطاني: “طالما لا يوجد طرق أكثر أمانا تسمح لطالبي اللجوء سلوكها، فمن المحتمل أن نشهد المزيد من هذه الحوادث”.

ولقي أكثر من 205 أشخاص مصرعهم أو فقدوا، في محاولة للوصول إلى إنجلترا من الساحل الشمالي لفرنسا منذ 2014، وفق المنظمة الدولية للهجرة.

اقرأ المزيد عن