مصدر يقول إن مصير رهينتين أجنبيتين وآخر إسرائيلي لا يزال مجهولا؛ والعائلات تطالب بتوضيح الموقف
مع تكثيف الحملة على غزة بهدف التوصل إلى اتفاق، مسؤول إسرائيلي يقول إنه لا توجد أي إشارات حياة من الثلاثة منذ بداية الحرب، بعد أن أعلن رئيس الوزراء شكوكه بشأن عدد الرهائن الأحياء
بعد يوم من تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تعتقد أن 21 رهينة محتجزين لدى حماس في قطاع غزة على قيد الحياة وأن هناك شكوك جدية بشأن مصير ثلاثة رهائن آخرين، قال مسؤول مطلع على التفاصيل يوم الخميس إنه ”لم ترد أي إشارات حياة [من الرهائن الثلاثة] منذ الفترة التي أعقبت اندلاع الحرب“.
وقال المسؤول إن اثنين من الرهائن هم من الرعايا الأجانب وواحد إسرائيلي، مضيفا: ”تم إطلاع عائلاتهم على هذا الوضع منذ ذلك الحين“.
وتحتجز حماس وجماعات أخرى 59 رهينة، تم تأكيد وفاة 35 منهم، من بينهم 32 إسرائيليا و3 أجانب.
وقال المسؤول إن ”أسر الرهائن يتم إطلاعها بشكل مستمر وشامل على حالة أحبائها“، مضيفا أن ”جميع المعلومات ذات الصلة“ يتم نقلها إلى أسر الرهائن من قبل ضباط المخابرات.
وأضاف المسؤول أن السفارات المعنية في إسرائيل تبقي على اتصال مع أسر الرهائن الأجانب.
هناك رهينتان أجنبيتان، هما بيبين جوشي من نيبال وبينتا ناتابونغ من تايلاند، ولم تعلن إسرائيل وفاتهما رسميا.

وهناك رهينتان إسرائيليتان، هما الجندي تمير نمرودى والمدني أريئيل كونيو، ولم تظهر أي إشارات حياة منهما منذ اختطافهما على يد مسلحين فلسطينيين في 7 أكتوبر 2023.
لكن حيروت نمرودي، والدة تمير، قالت لصحفيين مساء الخميس إن ابنها هو الرهينة الإسرائيلية الذي تشير إليه السلطات.
وقالت نمرودي للصحفيين في لقاء عبر تطبيق ”زووم“ نظمه منتدى عائلات المختطفين: ”ليس هناك معلومات جديدة. إنهم يذكرون فقط المختطفين الثلاثة الذين لم ترد أي أنباء عنهم منذ 7 أكتوبر“.
وأضافت: ”مع عودة المختطفين إلى ديارهم، كنا نأمل في الحصول على بعض التفاصيل عن تمير، لكن لم يصلنا شيء… لا توجد أي مؤشرات حتى الآن وما زلنا ننتظر“.
وأشارت نمرودي إلى أنه لم ترد أي معلومات جديدة عن تمير خلال الأشهر الـ 19 الماضية، لكن في الأيام الأخيرة، ”أثارت تصريحات سارة نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب التساؤلات حول مصيره“.
وقالت: ”كأم، أنا قلقة للغاية. هل هو على قيد الحياة؟ هل هو محتجز بمفرده؟ لا أستطيع حتى وصف ما يعنيه ذلك بالنسبة لي“.

غضب عائلات الرهائن
جاء إعلان نتنياهو يوم الأربعاء عن المخاوف بشأن مصير الرهائن الثلاثة بعد تصريحات منفصلة من زوجته ومن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي شككت في التقدير الرسمي لإسرائيل بأن 24 رهينة على قيد الحياة لا يزالون في القطاع.
وقال نتنياهو في رسالة فيديو نشرها على حسابه على منصة X: ”نحن نعلم على وجه اليقين أن هناك 21 [رهينة] أحياء، ولا خلاف على ذلك“، لكن ”هناك ثلاثة آخرين هناك شك، للأسف، في أنهم على قيد الحياة“.
وأضاف ”لن نتخلى عن أي منهم“.
وخلال مؤتمر صحفي باللغة الإنجليزية عقده مكتب رئيس الوزراء يوم الخميس، كرر متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء رسالة نتنياهو، قائلا: ”هناك ثلاثة [رهائن] نحن قلقون للغاية بشأنهم. إسرائيل لن تستسلم. إسرائيل لن تستسلم أبدا. سنعيدهم جميعا إلى الوطن“.

وأضاف المتحدث ”سيتم تدمير القدرات العسكرية والحكمية لحماس، وإزالة التهديد الإرهابي من غزة، ولن نتوقف حتى تحقيق هذه الأهداف“.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي مساء الثلاثاء: ”حتى اليوم، هناك 21 [رهينة لا تزال على قيد الحياة]. توفي ثلاثة“، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل تشعر بخيبة أمل من تعليق ترامب على هذه القضية الحساسة وتناقضه مع الرقم الرسمي الذي أعلنته إسرائيل في ذلك الوقت، قال مكتب رئيس الوزراء لـ ”تايمز أوف إسرائيل“: ”نرحب بشدة بالتزام الرئيس ترامب والشعب الأمريكي بأمن وسلامة ومستقبل هذا البلد. نحن متفقون تماما في كل شيء. لا يوجد أي خلاف بين حكومتينا لأننا ننسق جميع إجراءاتنا معا“.
أثارت تصريحات ترامب صدمة بين عائلات الرهائن، الذين طالبوا يوم الأربعاء بتزويدهم بأي معلومات استخباراتية جديدة عن أحبائهم.
وسط تجدد القلق بشأن وضع الرهائن، كشفت صحيفة “هآرتس” يوم الأربعاء أن الجيش الإسرائيلي صنف عودة الرهائن على أنها أقل أولوياته في وثيقة عسكرية تحدد خطط هجوم جديد على غزة.
وقد وضعت الوثيقة، التي قُدمت إلى القادة يوم الثلاثاء، الرهائن المحتجزين لدى حماس في المرتبة السادسة والأخيرة، وهو ما يتعارض مع تأكيدات مسؤولي الجيش الإسرائيلي السابقة للجمهور الإسرائيلي بأن عودة الرهائن هي أهم أهداف الجيش الإسرائيلي في الحرب.

الافاق بشأن التوصل إلى صفقة رهائن بينما تلوح الحملة العسكرية في غزة في الأفق
كما دعت عائلات المختطفين نتنياهو في بيانها يوم الأربعاء إلى وقف الحملة العسكرية في غزة إلى حين عودة الرهائن، ووصفت إطلاق سراحهم بأنها “المهمة الوطنية الأهم والأكثر إلحاحا”.
وكانت إسرائيل قد شنت حملة برية واسعة النطاق في مارس للضغط على حماس لقبول شروطها لصفقة جديدة لإطلاق سراح الرهائن في غزة.
ورأى الجيش الإسرائيلي أن حماس لن تتزحزح عن موقفها، فأعلن خلال نهاية الأسبوع أنه سيستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لزيادة الضغط على حماس. ويوم الأحد، وافق المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) على خطط الجيش الإسرائيلي لاجتياح غزة والاستيلاء على أراضيها.
وقال مسؤول إسرائيلي لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ في وقت مبكر من يوم الخميس إن عدة دول عربية تضغط على حماس لقبول صفقة أخرى لإطلاق سراح الرهائن من أجل منع توسيع الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقال المسؤول ”هناك الآن ضغوط كبيرة، بما في ذلك من الأردن“.
”المنطقة بأسرها تضغط عليهم للتوصل إلى اتفاق من نوع ما“.

يوم الإثنين، صرح مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل“ أن القدس تحاول ”الاستفادة“ من زيارة ترامب إلى المنطقة الأسبوع المقبل، إلى جانب استدعاء أعداد كبيرة من جنود الاحتياط، لدفع حماس إلى قبول صفقة إطلاق سراح الرهائن.
بالإضافة إلى ذلك، قال المسؤول إن قطر لم تعد ”تضع عراقيل“ أمام المقترح المصري للتوصل إلى اتفاق.
وقال المسؤول: ”نأمل أن تتضافر جميع هذه العوامل في الأيام المقبلة وربما تؤدي إلى التوصل إلى اتفاق. نحن نمنح حماس هذا الوقت. نقول لها: اقبلوا هذا الاتفاق الآن، لأننا إذا بدأنا حربا وكان هناك اتفاق، فستكون الظروف أسوأ بكثير بالنسبة لكم. اقبلو الاتفاق، لأن الفرصة سانحة الآن، وهناك نافذة مفتوحة“.
وردا على سؤال حول مدى تأثير زيارة ترامب المقبلة إلى الشرق الأوسط على الخطط العسكرية والاستراتيجية لإسرائيل في غزة، قال مكتب رئيس الوزراء لـ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الخميس إن ”واشنطن والقدس تعملان جنبا إلى جنب، كتفا إلى كتف. هناك تنسيق تام بيننا، ونحن نتعاون بشكل كامل، كما يليق بعلاقتنا الوثيقة والقيم المشتركة، وكذلك التهديدات المشتركة التي نواجهها“.
كما قال مكتب رئيس الوزراء إن “إسرائيل تدرس حاليا سبلا يمكن من خلالها ايصال المساعدات إلى غزة ووصولها إلى الناس الذين يحتاجون إليها وليس إلى حماس، التي تسرقها. ونحن نعلم أنهم يستخدمون هذه المساعدات لتمويل عملياتهم الإرهابية”.