مصدر: قطر تتوقع طلبا أمريكيا بطرد قادة حماس، وهي لا تستبعد تلبيته
مسؤول أمريكي يقول إن بلينكن أبلغ آل ثاني الشهر الماضي أنه يتعين على الدوحة طرد مسؤولي الحركة إذا استمروا في رفض الصفقات المقترحة
قطر مستعدة لقبول طلب من الولايات المتحدة لطرد قادة حماس من الدوحة وتتوقع أن يتم تقديم الطلب قريبا، حسب ما قال مصدر مطلع على الأمر لتايمز أوف إسرائيل.
وقال مسؤول أمريكي إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أبلغ رئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني الشهر الماضي أنه يتعين على الدوحة طرد قادة حماس إذا استمرت الحركة في رفض المقترحات لصفقة الرهائن، مؤكدا ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست”.
ويبدو أن المفاوضات على وشك الوصول إلى انفراجة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع وصول مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز إلى القاهرة يوم الجمعة ووصول وفد من حماس في وقت لاحق من يوم السبت، بينما تنتظر الأطراف رد الحركة على الاقتراح الأخير الذي طرحه الوسطاء المصريون والقطريون والأميركيون ووافقت عليه إسرائيل.
وحملت الولايات المتحدة حماس المسؤولية لرفضها قبول العروض السابقة وتقول إن حماس هي العقبة الوحيدة أمام التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يشهد إطلاق سراح العشرات من الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع على الأقل.
وأشار المصدر المطلع على الأمر إلى أن طلب الولايات المتحدة من الدوحة طرد قيادة حماس قد يأتي إذا رفضت الحركة العرض الأخير المطروح على الطاولة.
ويقول مسؤول إسرائيلي انه من غير المتوقع أن ترفض حماس العرض تماما، بل سترد بمقترح من جانبها.
ولكن نظرا لنفاذ الصبر مع حماس في واشنطن، فقد يكون أي رد غير الموافقة على الصفقة المطروحة كافيا لدفع الولايات المتحدة إلى مطالبة قطر رسميا بطرد الحركة، كما قال المصدر.
وفي شهر مارس، قال مسؤولان مطلعان على الأمر لتايمز أوف إسرائيل إن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني اقترح طرد قادة حماس من الدوحة خلال لقاء مع بلينكن بعد أيام من الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر.
وقد تم تقديم هذا الاقتراح بطريقة غير مباشرة خلال الكلمة الافتتاحية للأمير في اجتماع مغلق في 13 أكتوبر في الدوحة مع بلينكن. وبدأ آل ثاني بإدانة هجوم حماس الذي اسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل واختطاف 253 آخرين في غزة. ثم سأل عما إذا كان الوقت قد حان لكي تطلب الولايات المتحدة من قطر طرد قادة حماس، حسبما قال المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما.
ولم يرد بلينكن في تصريحاته بشكل مباشر على اقتراح الأمير، لكنه قال إنه يعتقد أنه سيكون من الأفضل لقطر استخدام اتصالاتها مع حماس – من خلال المكتب الذي سمحت للحركة بإقامته في الدوحة في عام 2012 بناء على طلب من واشنطن – للتوسط بين أطراف الحرب في غزة لتأمين صفقة الرهائن، حسبما قال المسؤولان، وأضافا أن وزير الخارجية الأمريكي أوضح أيضا أنه لن تكون الأمور “كالمعتاد” بالنسبة لحماس في قطر بعد الحرب.
كما أضاف المسؤول أنه حتى لو تم طرد قادة حماس، فمن غير الواضح ما سيكون تأثير ذلك، بالنظر إلى أن المسؤولين الذين استضافتهم الدوحة أمضوا معظم وقتهم منذ 7 أكتوبر في تركيا حيث تقيم عائلاتهم.
وتعرضت تركيا أيضا لانتقادات بسبب استضافتها مسؤولين من حماس. ولكن بينما ورد إن السلطات التركية أمرت بعض أعضاء الحركة بمغادرة البلاد من حين إلى آخر، فقد أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارًا وتكرارًا عن دعمه للحركة.
وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية الشهر الماضي إنه لا يوجد مبرر لإنهاء وجود مكتب حركة حماس في الدوحة بينما تستمر جهود الوساطة في حرب غزة.
وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحفي أن قطر لا تزال ملتزمة بالوساطة لكنها تعيد تقييم دورها في ظل “إحباطنا من الهجمات ضد قطر”.
ورفضت الدوحة الانتقادات المتكررة لوساطتها من إسرائيل، بما في ذلك من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وجاءت هذه التعليقات بعد أن ورد أن قادة المكتب السياسي للحركة يدرسون نقل مقرهم خارج قطر، حيث تواجه الدولة الخليجية ضغوطا متزايدة بشأن نفوذها مع حماس في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين عرب إن حماس أجرت اتصالات مؤخرا مع دولتين في المنطقة بشأن استضافة قادتها، إحداهما عمان.
وأشارت الصحيفة إلى أن مغادرة قادة حماس الدوحة قد يزيد من صعوبة إجراء المفاوضات.
وتستضيف قطر قادة المكتب السياسي لحماس، بما في ذلك هنية، منذ عام 2012.
وتجري الدولة الخليجية، بالشراكة مع الولايات المتحدة ومصر، منذ أشهر محادثات خلف الكواليس بهدف التوصل إلى هدنة في حرب غزة التي اندلعت في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، بالإضافة إلى اتفاق لإطلاق سراح 132 مختطف ما زالوا محتجزين لدى الفصائل المسلحة في غزة.
ووهناك علاقة طويلة ومعقدة بين إسرائيل وقطر، التي كانت من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات تجارية مع القدس في عام 1996.
وعلى الرغم من قطع هذه العلاقات بعد 13 عامًا في ظل حرب غزة عام 2009، فقد نسقت القدس مع الدوحة على مر السنين لتوصيل بمئات الملايين من الدولارات من التبرعات القطرية لتمويل المشاريع الإنسانية في غزة ورواتب الموظفين الحكوميين في القطاع.
ويدعي البعض إن الأموال القطرية ساهمت في تعزيز مكانة حماس على حساب السلطة الفلسطينية الأكثر اعتدالا وسمحت للدوحة بإنشاء موطئ قدم في القطاع من خلال دعم جماعة إسلامية يعارضها حلفاء إسرائيل العرب.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب الهجوم الصادم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، عندما اجتاح آلاف المقاتلين جنوب إسرائيل، وقتلوا حوالي 1200 شخص، واختطفوا 253 رهينة.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب على حماس، وشنت هجوما يهدف إلى الإطاحة بالحركة الحاكمة في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن.
وقدرت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة عدد القتلى الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر بأكثر من 34,500 فلسطيني، رغم أنه لا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل وهو لا يفرق بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 13 ألف من مسلحي حماس في المعركة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
ويقول الجيش أيضا إن 263 جنديا قُتلوا منذ بداية العملية البرية.