مصدر رسمي سوري: الحديث عن توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل “سابق لأوانه”
تصريحات منسوبة لمصدر رسمي مجهول تقول إن التطبيع غير ممكن "إلا إذا انسحب الاحتلال... من المناطق التي اخترقها" والتزم باتفاق فك الاشتباك في السبعينيات

قال مصدر رسمي سوري الأربعاء إن التصريحات بشأن توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل هي “سابقة لأوانها”، وفق ما نقل عنه التلفزيون الرسمي غداة إبداء الدولة العبرية اهتماما بتطبيع العلاقات مع سوريا ولبنان.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر رسمي لم يسمّه قوله إن “التصريحات المتعلقة بتوقيع اتفاقية سلام مع الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الراهن تُعدّ سابقة لأوانها”.
وأضاف المصدر “لا يمكن الحديث عن احتمالية التفاوض حول اتفاقيات جديدة إلا بعد التزام الاحتلال الكامل باتفاقية فكّ الاشتباك لعام 1974 وانسحابه من المناطق التي توغّل فيها”.
وكان وزير الخارجية جدعون ساعر قد قال في مؤتمر صحفي بالقدس الاثنين “لدينا مصلحة في ضم دول مثل سوريا ولبنان، جيراننا، إلى دائرة السلام والتطبيع، مع الحفاظ على مصالح إسرائيل الأساسية والأمنية”.
وجاءت تصريحات ساعر في خضم تحوّلات كبرى تشهدها المنطقة، بما في ذلك سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر وتكبّد حليفه حزب الله اللبناني المدعوم من طهران، خسائر كبرى في حربه الأخيرة مع إسرائيل.
وبعد الإطاحة بالأسد، دخلت قوات إسرائيلية المنطقة العازلة الخاضعة لإشراف الأمم المتحدة على خط وقف إطلاق النار لعام 1974 في مرتفعات الجولان، ومناطق أخرى في عمق جنوب سوريا، فيما وصفت السلطات الإسرائيلية في البداية حكام سوريا الجدد بـ”الإرهابيين” بسبب ماضيهم المرتبط بتنظيم القاعدة، وشن سلاح الجو الإسرائيلي حملة قصف جوي عنيفة استهدفت ما وصفته بأهداف عسكرية في مختلف أنحاء البلاد.
وتراجعت حدة الأعمال العدائية بعد أن قلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوداً من السياسة الأمريكية رأساً على عقب برفع العقوبات عن سوريا ولقائه الرئيس أحمد الشرع في الرياض في مايو. وقد أكدت السلطات السورية الجديدة أنها أجرت محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لخفض منسوب التوتر.
وقال الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع مرارا إن بلاده لا تريد نزاعا مع جاراتها، ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها.
وتقول سوريا إن الهدف من المفاوضات الجارية هو إحياء اتفاقية العام 1974 لفك الاشتباك بين البلدين، والتي أنهت حرب يوم الغفران في العام الذي سبقه.
وقال ساعر إن مرتفعات الجولان – التي استولت إسرائيل على معظمها في حرب الأيام الستة عام 1967 وضمّتها لاحقًا في خطوة رفضتها الأمم المتحدة ولكن اعترفت بها الولايات المتحدة – “ستظل جزءا من دولة إسرائيل” بموجب أي اتفاق سلام مستقبلي.
ولطالما شكّلت السيطرة على الهضبة مصدر توتر بين إسرائيل وسوريا، علما بأن البلدين ما زالا تقنيا في حالة حرب. وقبل أن يتولى السلطة بعد الإطاحة بالأسد، كان الشرع يُعرف باسم “أبو محمد الجولاني”، وهو اسم حركي قال إنه يشير إلى أصول عائلته في الجولان، مدعيا أن جده نزح من المنطقة بعد استيلاء إسرائيل عليها عام 1967.