مصدر: إسرائيل ستبحث مع كبار المسؤولين الأمريكيين فرض السيطرة العسكرية الكاملة على غزة
ورد إن وزير الشؤون الاستراتيجية ديرمر يخطط لمناقشة سيطرة الجيش الإسرائيلي على القطاع، بما في ذلك إدارة المساعدات الإنسانية؛ نتنياهو يتحدث مع روبيو

قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر سيناقش مع كبار المسؤولين الأمريكيين خلال زيارته إلى واشنطن هذا الأسبوع خطة لفرض السيطرة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة. وستشمل الخطة قيام الجيش الإسرائيلي بتوزيع المساعدات في القطاع الذي دمرته الحرب.
ورفض مكتب رئيس الوزراء التعليق على هدف اجتماعات ديرمر مع مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز وغيره من كبار مسؤولي الاستخبارات والدفاع والدبلوماسيين الأمريكيين.
وقال المكتب إن رئيس الوزراء تحدث هاتفيا يوم الأحد مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.
وقال مكتب نتنياهو إنهما ناقشا الجهود لتحرير الرهائن من الأسر في غزة، واستئناف القتال في القطاع. وأضاف البيان الإسرائيلي أن روبيو أعرب عن “دعم أمريكا المطلق لإسرائيل وسياساتها”.
وكان من المقرر الأسبوع الماضي أن يسافر مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي أيضا إلى واشنطن، ولكن مكتب رئيس الوزراء قال أنه لن يقوم بالرحلة، دون أن يقدم سببا لهذا التغيير.
وتوجه ديرمر إلى واشنطن في وقت لاحق من يوم الأحد.
وأفاد لموقع “واللا” الإخباري إن ديرمر يقود وفدا من مجلس الأمن القومي والجيش الإسرائيلي والموساد ووزارة الخارجية ووكالة الطاقة الذرية الإسرائيلية.
وتجنبت إسرائيل حتى الآن الدفع باتجاه الحكم العسكري لقطاع غزة، ولكن مع رئيس جديد لأركان الجيش الإسرائيلي ووزير دفاع جديد – ناهيك عن رئيس جديد في البيت الأبيض – يبدو أن الموقف الإسرائيلي قد تغير، حسبما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين، وآخرين مطلعين على التطورات.
في سبتمبر الماضي، طلب نتنياهو من الجيش الإسرائيلي النظر في تولي توزيع المساعدات لمنع حماس من سرقة الإمدادات، لكن وزير الدفاع آنذاك يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك هرتسي هاليفي عارضا الفكرة.
ومع ذلك، بحلول شهر فبراير، كان المسؤولون الإسرائيليون قد أخبروا وكالات الإغاثة الدولية بخطط لفحص المساعدات الإنسانية في “مراكز لوجستية” إسرائيلية، حسبما قال بعض مسؤولي الوكالات للصحيفة الأمريكية.
وقال أمير أفيفي، نائب قائد فرقة “غزة” العسكرية سابقًا، للصحيفة إن الخلافات بين القادة السياسيين والعسكريين، بالإضافة إلى حذر إدارة بايدن من سقوط ضحايا مدنيين في غزة، أعقات الحملة العسكرية في غزة في السابق. ولكن التغييرات في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، إضافة إلى إدارة ترامب في واشنطن، خففت من هذه القيود.
وقال أفيفي: “الآن هناك قيادة جديدة، وهناك دعم من الولايات المتحدة”، وأشار إلى أن إسرائيل لم تعد مشغولة بالصراع مع حزب الله في لبنان. “الخطط [للحملة العسكرية الإسرائيلية المستأنفة ضد حماس في غزة] حاسمة. سيكون هناك هجوم شامل، ولن يتوقفوا حتى يتم القضاء على حماس تماما”.
وقالت مصادر أخرى لم تذكر اسمها إن التكتيكات ستشمل استهداف قيادة حماس المدنية مع إجلاء النساء والأطفال وغير المقاتلين الذين يتم فحصهم إلى “فقاعات إنسانية”، ثم التركيز على القضاء على عناصر حماس المتبقين.
كما قال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة “واشنطن بوست” إن غزو غزة واحتلالها سيتطلب ما يصل إلى خمس فرق من الجيش الإسرائيلي، وهو ما قد يثقل كاهل الجيش الذي يواجه بالفعل المعارضة من بعض جنود الاحتياط بشأن احتمال الخوض في حرب مفتوحة.
وأكد مسؤولون آخرون أن مثل هذا الاجتياح ضروري لتحقيق الهدف الذي حدده نتنياهو للحرب، المتمثل في القضاء على حماس.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما قادت حركة حماس أكثر من 5 آلاف مسلح لاجتياح جنوب إسرائيل، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف 251 كرهائن إلى قطاع غزة.
في اليوم التالي، بدأ حزب الله المدعوم من إيران بشن هجمات عبر الحدود الشمالية، مما أشعل صراعًا تصاعد إلى حرب شاملة انتهت باتفاق هدنة في نوفمبر الماضي، بعد أن وجهت إسرائيل ضربات موجهة للحركة.
ثم في يناير، توصلت إسرائيل إلى وقف إطلاق النار مع حماس. وشهدت الاتفاق المعقد المكون من ثلاث مراحل إطلاق سراح عشرات الرهائن في مرحلته الأولى، لكنه تعثر في ظل اتهامات متبادلة بانتهاكه.
وفي الأسبوع الماضي، شنت إسرائيل غارات جوية واسعة النطاق على غزة، متهمة حماس برفض تمديد إطار وقف إطلاق النار.
وأشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير كان مختلفا لأنه استهدف أيضاً أعضاء الإدارة المدنية لحماس وليس فقط العناصر العسكرية.
في غضون ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون إنهم يراقبون سير المفاوضات حول تمديد وقف إطلاق النار وأنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد بشأن تصعيد الهجوم الحالي أو الشكل الذي سيتخذه التصعيد. حتى الآن، هامت إسرائيل غزة في الغالب من الجو، على الرغم من شن بعض العمليات البرية أيضًا.
وطوال فترة الحرب، واجه نتنياهو انتقادات – بما في ذلك من إدارة بايدن السابقة – لعدم تقديمه خطة “اليوم التالي” لغزة لما بعد انتهاء الحرب. وعلى الرغم من التقارير عن دراسة أفكارًا مختلفة، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرض في فبراير رؤيته لإخلاء غزة من سكانها حتى تتمكن الولايات المتحدة من تطوير القطاع كـ”ريفييرا”.
وعلى الرغم من رفض الفلسطينيين والدول العربية لهذه الفكرة رفضًا قاطعًا، إلا أن نتنياهو وخاصة أعضاء ائتلافه الذين يسعون إلى إعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في غزة قد تبنوها.