مصادر: مصر تتهيأ لاحتمال تدفق اللاجئين الفلسطينيين من غزة
على الرغم من أن معبر رفح لا يزال مغلقا، ورد أن القاهرة تعزز انتشارها العسكري على طول حدود غزة في سيناء، وتحدد مواقع لإيواء النازحين الفلسطينيين
تستعد مصر لاحتمال تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين من قطاع غزة عبر معبر رفح، الممر البري الوحيد لها مع القطاع الفلسطيني الساحلي، بحسب مصادر مختلفة.
وبينما لا يزال المعبر الذي يربط بين القطاع الفلسطيني وشبه جزيرة سيناء في مصر مغلقا، تجري القاهرة استعدادات لتجنب أن يؤدي الدخول المحتمل لآلاف الفلسطينيين إلى أراضيها إلى زعزعة استقرار المنطقة الحدودية، التي شهدت خلال السنوات الماضية اشتباكات بين الجيش المصري والمتمردين الإسلاميين.
وتم اتخاذ هذه الإجراءات بعد أن أمرت إسرائيل يوم الجمعة بإخلاء جميع السكان في شمال القطاع – أكثر من 1.1 مليون شخص – باتجاه الجنوب، حيث تقع رفح، تحسبا لغزو بري كبير للمنطقة. وبحسب ما ورد، تم إجلاء ما لا يقل عن 600 ألف شخص حتى الآن.
وأعلنت إسرائيل الحرب على حركة حماس بعد أن تسلل مسلحون من غزة الحدود في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي، واختطاف ما يقدر بنحو 200 شخص إلى غزة.
وبعد تعرضها للهجوم الأكثر دموية في تاريخها، أطلقت إسرائيل حملة قصف متواصلة على قطاع غزة قبل العملية البرية المتوقعة، والتي هدفها المعلن هو القضاء على حماس.
ولليوم الثالث على التوالي، أعلنت القوات الإسرائيلية عن إنشاء ممر آمن لحركة الناس بين شمال غزة وجنوبها بين الساعة الثامنة صباحا وحتى الظهر.
ولا يزال معبر رفح جنوب القطاع مغلقا يوم الاثنين، حيث نفت إسرائيل تقارير تفيد بأنها وافقت على وقف إطلاق النار في المنطقة للسماح بإعادة فتح المعبر ودخول المساعدات الإنسانية.
ويقف المئات من الأجانب والفلسطينيين من حاملي الجنسية المزدوجة في طوابير على الجانب الفلسطيني من المعبر في انتظار مغادرة القطاع المحاصر.
وفي حين أن سكان غزة لا يسعون حاليا إلى الخروج من القطاع بشكل جماعي، وبينما دعت كل من مصر وحماس السكان المدنيين إلى البقاء على الرغم من الهجوم الإسرائيلي، أشارت مصادر مختلفة إلى أن القاهرة تستعد لاستقبال جزء من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وأفادت تقارير خلال الأيام الماضية أن وزارة الدفاع المصرية أرسلت قوافل تضم المئات من حرس الحدود والقوات الخاصة إلى مدينة رفح الحدودية المصرية، والتي تحمل نفس اسم المدينة الفلسطينية في الجهة الأخرى من الحدود في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصادر بدوية محلية قالت إن مصر تقوم ببناء حاجز من أكياس الرمل لتعزيز الجدار القائم الذي يفصلها عن غزة.
ويجري بناء حاجزين إضافيين من أكياس الرمل على مسافة أبعد من الحدود، أحدهما على مسافة كيلومتر واحد والآخر خارج مدينة رفح في الطريق إلى مدينة الشيخ زويد المجاورة.
وبحسب ما ورد، تم نشر آلاف الجنود بالإضافة إلى الدبابات وناقلات الجنود المدرعة على طول الحواجز الثلاثة، مع وجود فتحات في الحواجز للسماح لقوات الجيش بالتحرك بينها.
وهدف الحواجز هو السيطرة على حركة الفلسطينيين في حال دخولهم إلى سيناء، ومنعهم من الخروج من المنطقة الحدودية.
بالإضافة إلى ذلك، أفادت مصادر مختلفة أن مصر قامت بوضع كتل خرسانية على بوابة معبر رفح بدلا من البوابة الحديدية القائمة، كعائق إضافي أمام الفلسطينيين.
ويأتي الإغلاق في الوقت الذي أرسلت فيه دول مختلفة مساعدات إنسانية لغزة إلى مصر عبر مطار سيناء المحتجز على الجانب المصري من الحدود.
وبالإضافة إلى الحواجز الوقائية وانتشار الجيش، تجري مصر استعدادات طارئة لاحتمال قدوم عدد معين من اللاجئين إلى البلاد. وأفادت صحيفة الـ”غارديان” أن محافظ شمال سيناء، اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، وجه السلطات المحلية لوضع قائمة بالمباني الحكومية والمدارس والوحدات السكنية والأراضي الشاغرة التي يمكن استخدامها كملاجئ للفلسطينيين، مضيفة أنه يجري إنشاء مخيمات اللاجئين في مدينتي رفح والشيخ زويد الحدوديتين.
انتشار الجيش المصري في سيناء محدود نظريًا بموجب معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1978، والتي سمحت بنشر ما يصل إلى 22 ألف جندي على طول قناة السويس. لكن قامت القاهرة في السنوات الأخيرة بتعزيز قواتها في أنحاء شبه الجزيرة بموافقة إسرائيل لمحاربة الجهاديين في الشمال، حيث تنشط خلايا تنظيم الدولة الإسلامية.
وقدمت مصر على مدى العقد الماضي مئات الطلبات لتجاوز القيود التي تفرضها المعاهدة على عدد الجنود والأسلحة في سيناء، ووافقت إسرائيل على كل منها، وفقا لمصادر نقلتها مجلة “فورين بوليسي”. ولدى مصر اليوم على الأقل ضعف عدد القوات المسموح به أصلاً في معاهدة السلام.