إسرائيل في حالة حرب - اليوم 644

بحث

مصادر فلسطينية: مقتل 20 فلسطيني بالقرب من موقع إغاثة؛ والجيش الإسرائيلي يقول أنه أطلق النار على أشخاص شكلوا تهديدا

الجيش يقول إن الحصيلة التي أوردتها وسائل الإعلام الفلسطينية لا تتطابق مع بياناته؛ اعتراض صاروخ أُطلق من شمال غزة؛ الجيش الإسرائيلي يقول إنه دمر 1200 "بنية تحتية إرهابية" في ضواحي خان يونس

فلسطينيون نازحون يسيرون بين أنقاض المباني المدمرة على طول ساحل مدينة غزة، 9 يونيو 2025. (AP Photo/Jehad Alshrafi)
فلسطينيون نازحون يسيرون بين أنقاض المباني المدمرة على طول ساحل مدينة غزة، 9 يونيو 2025. (AP Photo/Jehad Alshrafi)

قال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إن قواته أطلقت طلقات تحذيرية على فلسطينيين اقتربوا منها بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في غزة قبل ساعات من افتتاحه، بينما أسقطت في وقت منفصل صاروخا أطلق من شمال القطاع باتجاه إسرائيل.

وأفاد الجيش أن الجنود أطلقوا طلقات تحذيرية باتجاه الفلسطينيين الذين اقتربوا منهم، وشكلوا تهديدا، في منطقة محور نتساريم بالقرب من المنشأة التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية.

وأضاف الجيش أن الفلسطينيين اقتربوا من القوات ”على الرغم من التحذيرات بأن المنطقة منطقة قتال نشطة“.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية إن نحو 20 شخصا قُتلوا وأصيب العشرات في الحادثة – وهو عدد لا يمكن التحقق منه.

وقالت التقرير إن الأشخاص كانوا ينتظرون استلام إمدادات في الموقع.

وقال مسعفون إن المصابين نقلوا على وجه السرعة إلى مستشفيين هما مستشفى العودة في مخيم النصيرات بوسط غزة ومستشفى القدس في مدينة غزة شمال القطاع.

فلسطينيون يصطفون لتلقي الطعام المتبرع به في مطبخ مجتمعي في مدينة غزة، 10 يونيو 2025. (AP Photo/Jehad Alshrafi)

وقال الجيش إنه على علم بالتقارير التي أفادت بوقوع إصابات جراء إطلاق النار في المنطقة، لكن ”عدد الإصابات المبلغ عنه لا يتطابق مع المعلومات المتوفرة لدى جيش الدفاع“.

وأضاف الجيش أنه يواصل التحقيق في الحادث.

في الأسبوع الماضي، حذر الجيش الفلسطينيين من الاقتراب من الطرق المؤدية إلى مواقع مؤسسة غزة الإنسانية بين الساعة السادسة مساء والسادسة صباحا بالتوقيت المحلي، ووصف هذه الطرق بأنها مناطق عسكرية مغلقة.

فلسطينيون يحملون مساعدات إنسانية من نقطة توزيع في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة، في وقت مبكر من يوم 9 يونيو 2025. (Eyad BABA / AFP)

ولم يصدر عن مؤسسة غزة الإنسانية أي تعليق فوري على حادثة الثلاثاء.

بالإضافة إلى ذلك، لم يتضح عدد المواقع التي فتحت أبوابها.

وقال محمد أبو عمرو وهو أب لطفلين يبلغ من العمر 40 عاما “أنا توجهت هناك الساعة خمسة الصبح على أمل أجيب شوية أكل لكن وأنا رايح لقيت الناس مروحين ما معاهم شي، وقالوا إنه كل المساعدات خلصت في خمس دقايق… جنون هادا ومش كافي”.

وأضاف لرويترز عبر تطبيق للتراسل، “عشرات الآلاف من الناس بييجوا من المنطقة الوسطى ومن شمال غزة وبعضهم بيمشي مسافة 20 كيلومترا وبعد كل هيك بيروحوا خيبانين (مُحبطين) ومقهورين”. وذكر أنه سمع دوي إطلاق النار لكنه لم ير ما حدث.

واتهم منتقدون أيضا مؤسسة غزة الإنسانية بوضع طالبي المساعدة في طريق الخطر، حيث شهدت عملياتها حوادث مميتة لعدة أيام متتالية.

زعمت سلطات حماس أن ما لا يقل عن 10 أشخاص قُتلوا بعد أن أغلقت مؤسسة غزة الإنسانية أحد مراكزها في تل السلطان بسبب ”فوضى الحشود“ يوم الاثنين.

نساء يندبن رجلا قُتل في غارة جوية على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة في 10 يونيو 2025.(Omar AL-QATTAA / AFP)

وألقى شهود عيان باللوم على قوات الجيش الإسرائيلي وجماعة أبو شباب، التي أكدت مصادر دفاعية يوم الخميس أن إسرائيل تزودها بالسلاح. وقد ارتبطت هذه الميليشيا في الماضي بعمليات تهريب مع جماعات جهادية مصرية.

وتقول الجماعة، التي تُعرف أيضا باسم ”القوات الشعبية“، إنها تحرس محيط مراكز مؤسسة غزة الإنسانية في جنوب غزة. ويقول عمال الإغاثة إن للجماعة تاريخ طويل في نهب شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة. وقد نفت مؤسسة غزة الإنسانية تعاونها مع جماعة أبو شباب.

على الرغم من أن الأمم المتحدة واصلت توزيع المساعدات في القطاع بينما تحاول مؤسسة غزة الإنسانية إيجاد موطئ قدم لها، إلا أنها اشتكت من عدم قدرتها على تسليم الكثير من إمداداتها الإنسانية بسبب القيود التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على الحركة ولأن الطرق التي يخصصها الجيش لشاحناتها غير آمنة وعرضة للنهب.

تتهم إسرائيل والولايات المتحدة حركة حماس بسرقة المساعدات، بينما تنفي الأمم المتحدة وجود أي تحويل منهجي للمساعدات عن المدنيين. وتقول الأمم المتحدة إن النظام الجديد غير قادر على تلبية الاحتياجات المتزايدة ويسمح لإسرائيل باستخدام المساعدات كسلاح من خلال تحديد من يمكنه الحصول عليها وإجبار الناس على الانتقال إلى الأماكن التي توجد فيها مواقع المساعدات.

فتاة فلسطينية تنظر من غرفة مدمرة في منزل عائلة شاهين، في حي الصفطاوي، غرب جباليا، في شمال قطاع غزة، بعد أن استهدفته غارة إسرائيلية، 9 يونيو 2025. (BASHAR TALEB / AFP)

في غضون ذلك، أعلن الجيش أن الدفاعات الجوية اعترضت صاروخا أُطلق من شمال غزة يوم الثلاثاء.

ودوّت صفارات الإنذار في شاطئ زيكيم.

عقب إطلاق الصواريخ، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا إضافيا بإخلاء منطقة الإطلاق، وهي منطقة خاضعة بالفعل لأمر عسكري صادر في أواخر مايو.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، العقيد أفيخاي أدرعي، على منصة X: ”جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل بقوة شديدة جدا في مناطق وجودكم لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية“.

ودُعي المدنيون إلى التوجه إلى ”المآوي المعروفة“ في مدينة غزة.

تدمير 1200 “بنية تحتية إرهابية” في خان يونس

هدمت قوات الجيش الإسرائيلي أكثر من 1200 ”بنية تحتية إرهابية“ في خزاعة بضواحي خان يونس خلال عملية شنتها مؤخراً في المنطقة، في إطار جهود توسيع المنطقة العازلة الإسرائيلية على طول الحدود مع قطاع غزة، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء.

وقاد العملية في خزاعة خلال الأسابيع الأخيرة اللواء 188 المدرع.

وقال الجيش الإسرائيلي إن “القوات عملت على تحديد مواقع وتدمير البنية التحتية الإرهابية في منطقة [خزاعة]، التي كانت بمثابة معقل رئيسي لحركة حماس الإرهابية“.

انطلق مئات من مسلحي حماس من خزاعة خلال الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر 2023، متجهين بشكل خاص إلى كيبوتس نير عوز.

كان نير عوز من أكثر التجمعات السكانية تضررا خلال الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر. في المجموع، قُتل 47 شخصا في الكيبوتس واختطف المسلحون 76 آخرين إلى غزة.

خلال عمليات سلاح الهندسة القتالي والغارات الجوية، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل عشرات من العناصر المسلحة ودمر 1200 موقع، فوق الأرض وتحتها، من أجل ”إزالة التهديد الذي يواجه البلدات الحدودية“.

وأضاف الجيش أن من بين البنى التحتية التي دُمرت نفق طوله 500 متر وعمقه 25 مترا.

بالإضافة إلى ذلك، قال مدير منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين إن مستشفى الأمل في غزة أصبح الآن ”خارج الخدمة تقريبا“ بسبب الأنشطة العسكرية المكثفة.

وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على منصة X إن ”الوصول إلى المستشفى معوق، مما يمنع وصول المرضى الجدد إلى الرعاية، ويؤدي إلى المزيد من الوفيات التي يمكن منعها“.

وقال تيدروس إن فريقين طبيين طارئين – أحدهما محلي والآخر دولي – ”لا يزالان يبذلان قصارى جهدهما لخدمة المرضى المتبقين بالمستلزمات الطبية المحدودة المتبقية في المبنى“.

وأضاف: ”مع إغلاق مستشفى الأمل، أصبح مجمع ناصر الطبي هو المستشفى الوحيد المتبقي الذي يضم وحدة عناية مركزة في خان يونس“.

وقالت منظمة الصحة العالمية في 5 يونيو إن مستشفيي ناصر والأمل غير قادرين على علاج الجرحى الذين يتوافدون بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية بعد الحصار الشامل الذي انتهى الآن.

أضواء مشاعل تضيء السماء بينما يتجمع الفلسطينيون لاستقبال شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية في نقطة توزيع في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة، فجر 9 يونيو 2025.(Eyad BABA / AFP)

وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 54 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في الحرب حتى الآن، إلا أنه لا يمكن التحقق من عدد القتلى وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 20 ألف مقاتل في القتال حتى يناير، و1600 مسلح آخر داخل إسرائيل خلال الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر.

شنت إسرائيل حربها على غزة عقب هجوم حماس على جنوب إسرائيل الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن. تواصل الجماعات المسلحة في غزة احتجاز 55 رهينة، بينهم جثث 33 أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم، و20 آخرين يُعتقد أنهم أحياء. وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم البالغ إزاء سلامة اثنين من الرهائن.

وتقول إسرائيل إنها تسعى إلى التقليل من عدد الضحايا في صفوف المدنيين وتشدد على أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية، بما في ذلك من المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.

بلغت حصيلة قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع إلى 429 قتيلا.

اقرأ المزيد عن