مصادر: رئيس الوزراء “يراهن بشكل خطير على حياة الرهائن” بتشديد موقفه التفاوضي
رئيس الموساد ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومسؤولون قطريون ومصريون سيجتمعون في روما؛ المتحدث باسم البيت الأبيض: نحن "أقرب" من أي وقت مضى لصفقة
يعتقد أعضاء الفريق الإسرائيلي الذي يتفاوض من أجل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس أن الشروط التي أضافها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤخرا إلى اقتراح وقف إطلاق النار المطروح حاليا على الطاولة “تهدف إلى التسبب في أزمة” من شأنها أن تجبر الحركة على الانحناء بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية يوم الجمعة عن مصادر قريبة من المحادثات الجارية. لكنهم يخشون أن يكون هذا رهانا محفوفا بالمخاطر وقد يؤدي إلى تأخير الصفقة ويكلف الرهائن حياتهم.
ونقلت وسائل إعلام من بينها هيئة البث الإسرائيلية “كان” وموقع “واينت” الإخباري عن المصادر قولها: “إن [نتنياهو] يعتقد أنه إذا شدد مواقفه، فسوف تنكسر حماس، لكنه يراهن بشكل خطير على حياة الرهائن”.
وقالت المصادر “لم يعد هناك وقت”.
وأضافت أن نتنياهو “بنى توقعات قبل رحلته إلى الولايات المتحدة حتى نتمكن من تحسين موقفنا بعد ذلك”.
وتابعت المصادر بالقول إن “نتنياهو أحادي التفكير، وموقفه لا يسمح ببدء المفاوضات”، مضيفة “ليس من الواضح ما إذا كان يريد التوصل إلى اتفاق”.
قبل ثلاثة أسابيع أصدر نتنياهو أربعة مطالب رئيسية غير قابلة للتفاوض والتي لم تُطرح بشكل محدد في اقتراح إسرائيل الرسمي الأخير، الذي تم نقله إلى حماس وطرح الرئيس الأمريكي جو بايدن تفاصيلة في أواخر شهر مايو. تشمل هذه المطالب آلية لمنع المسلحين من العودة إلى شمال غزة، وسيطرة إسرائيلية مستمرة على الممر الحدودي بين غزة ومصر. وقال نتنياهو إن حماس قدمت 29 تغييرا تسعى إلى إدخالها على العرض الإسرائيلي. كما أفادت تقارير أن رئيس الوزراء سيسعى للحصول على التزام من الرئيس بايدن بأن يكون لإسرائيل الحق من حيث المبدأ باستئناف الحرب ضد حماس بعد المرحلة الأولى من الصفقة المقترحة المكونة من ثلاث مراحل والتي تستمر 42 يوما.
ويتواجد رئيس الوزراء حاليا في الولايات المتحدة، حيث قام بإلقاء خطاب أمام جلسة مشتركة للكونغرس والتقى مع بايدن ونائبته كامالا هاريس في واشنطن يوم الخميس، ويوم الجمعة التقى مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ولقد خيب خطاب رئيس الوزراء أمام الكونغرس الأمريكي آمال أقارب الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة منذ هجمات السابع من أكتوبر، والذين كانوا يأملون بأن يلتزم خلال خطابه بصفقة تتضمن وقف إطلاق للنار مقابل الرهائن، والتي قال بعض المسؤولين الكبار إن المحادثات بشأنها تقترب من نهايتها.
وقالت عائلات الرهائن الأمريكيين-الإسرائيليين الذين التقوا مع بايدن ونتنياهو في البيت الأبيض يوم الخميس إنه قيل لهم إن إسرائيل ستقدم لحركة حماس اقتراحا محدثا لاتفاق في غضون أيام.
وعندما سُئل المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، عن صفقة محتملة قال لهيئة البث الإسرائيلية يوم الجمعة “نحن أقرب الآن من أي وقت مضى”.
قبل التحدث أمام الكونغرس، أرجأ نتنياهو مغادرة فريق التفاوض لإجراء محادثات في قطر، رغم أنه قال خلال خطابه إنه يفعل كل ما في وسعه لإعادة الرهائن إلى الديار.
وفي محادثات مع ترامب في فلوريدا الجمعة، قال نتنياهو إنه سيرسل فريقا للتفاوض إلى روما “ربما في بداية الأسبوع”.
وفي وقت سابق من اليوم، أفيد أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز من المقرر أن يجتمع في العاصمة الإيطالية مع رئيس الموساد دافيد برنياع، إلى جانب رئيس المخابرات المصرية ورئيس الوزراء القطري، لإجراء محادثات حول وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.
بحسب تقرير في موقع “أكسيوس” فإن اللقاء ركز على استراتيجية المضي قدما وليس على سد الفجوات المتبقية في الصفقة المطروحة حاليا على الطاولة.
في الوقت نفسه، ناقش بايدن والعاهل الأردني الملك عبد الله الجهود المبذولة لضمان اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة خلال مكالمة هاتفية يوم الجمعة، حسبما قال الجانبان.
في بيان، قال البيت الأبيض إن بايدن أطلع الملك عبد الله على “الاستعدادات لزيادة المساعدات الإنسانية خلال فترة وقف إطلاق النار”. وقال البيت الأبيض إن الزعيمين ناقشا أيضا الإصلاحات في السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية وضمان حصولها على الإيرادات.
وقال الديوان الملكي الأردني إن الرجلين ناقشا ما وصفها بـ”المستجدات الخطيرة في غزة”.
وجاء في بيان صدر عن الديوان الملكي أن الملك عبد الله أكد مجددا “على أهمية دور الولايات المتحدة في إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين”.
اختطف مسلحو حماس 251 شخصا خلال هجومهم في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، والذي شهد أيضا مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين.
ويُعتقد أن 111 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 39 منهم أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وأطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما تم إطلاق سراح أربعة من المختطفين قبل ذلك. وأنقذت القوات الإسرائيلية سبع رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 24 رهينة، بما في ذلك ثلاثة مختطفين قُتلوا عن طريق الخطأ على يد الجيش أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.
كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
وتحتجز حماس أيضا مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جندييّن إسرائيلييّن قُتلا في عام 2014.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 39 ألف شخص في القطاع قُتلوا أو يُفترض أنهم قُتلوا في القتال حتى الآن، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من هذا العدد وهو لا يفرق بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 15 ألف مقاتل في المعارك وحوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر.
وبلغت حصيلة قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع 330 قتيلا.