إسرائيل في حالة حرب - اليوم 648

بحث

مصادر خليجية: السعودية تحذر إيران من مخاطر الحرب مع إسرائيل إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة

ولي العهد السعودي قال لطهران إن المنطقة لا يمكنها تحمل تصعيد آخر، "وول ستريت جورنال": الولايات المتحدة تعد ”وثيقة شروط“ تتضمن حظرا على تخصيب اليورانيوم

وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان (إلى اليسار) يتحدث مع الرئيس مسعود بزشكيان خلال لقائهما في طهران، إيران، 17 أبريل 2025.  (Iranian Presidency Office via AP)
وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان (إلى اليسار) يتحدث مع الرئيس مسعود بزشكيان خلال لقائهما في طهران، إيران، 17 أبريل 2025. (Iranian Presidency Office via AP)

بعث وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان برسالة صريحة للمسؤولين الإيرانيين في طهران الشهر الماضي، وهي أن يقبلوا عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتفاوض بجدية على اتفاق نووي لأنه يمثل السبيل لتجنب خطر الحرب مع إسرائيل.

ووفقا لمصدرين خليجيين مقربين من الدوائر الحكومية ومسؤولين إيرانيين أوفد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز (89 عاما)، الذي يساوره القلق من احتمال زيادة عدم الاستقرار في المنطقة، ابنه الأمير خالد لتحذير الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

وذكرت المصادر أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري ووزير الخارجية عباس عراقجي حضروا الاجتماع المغلق الذي عقد يوم 17 أبريل نيسان في المجمع الرئاسي بطهران.

ورغم أن وسائل الإعلام غطت زيارة الأمير خالد (37 عاما) لطهران، إلا أن مضمون رسالة الملك سلمان السرية لم يعلن عنها من قبل.

وأفادت المصادر الأربعة بأن الأمير خالد، الذي كان سفير السعودية في واشنطن خلال ولاية ترامب الأولى، حذر المسؤولين الإيرانيين من أن صبر الرئيس الأمريكي لا يدوم كثيرا خلال المفاوضات المطولة.

وأعلن ترامب بشكل مفاجئ قبل أكثر قليلا من أسبوع عن إجراء محادثات مباشرة مع إيران بهدف كبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وأعلن ذلك في حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي سافر إلى واشنطن أملا في الحصول على دعمها في شن هجمات على المواقع النووية الإيرانية.

وقالت المصادر الأربعة إن الأمير خالد أبلغ مجموعة من كبار المسؤولين الإيرانيين بأن فريق ترامب يريد التوصل بسرعة إلى اتفاق، وأن نافذة الدبلوماسية ستغلق سريعا.

المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي (إلى اليمين) يستمع إلى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، في الوسط، خلال اجتماع بحضور رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد حسين باقري في طهران، إيران، 17 أبريل 2025. (Office of the Iranian Supreme Leader via AP)

وذكر المصدران الخليجيان أن وزير الدفاع السعودي قال إن من الأفضل التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بدلا من مواجهة احتمال التعرض لهجوم إسرائيلي إذا انهارت المحادثات.

وقال المصدران الخليجيان ودبلوماسي أجنبي رفيع المستوى مطلع على المناقشات إن الأمير خالد أكد أن المنطقة، التي مزقتها بالفعل الصراعات الأخيرة في غزة ولبنان، لا يمكنها تحمل تصعيد آخر للتوتر.

ولم ترد السلطات في السعودية أو إيران على طلبات التعليق.

كانت زيارة الأمير خالد، الشقيق الأصغر لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هي الأولى لعضو كبير في الأسرة الحاكمة السعودية إلى إيران منذ أكثر من عقدين.

وتتنافس الرياض وطهران على النفوذ في المنطقة منذ فترة طويلة وغالبا ما يدعمان أطرافا متنافسة في حروب بالوكالة، إلى أن ساعدت الصين في عام 2023 في تخفيف التوترات بينهما ليستأنفا العلاقات الدبلوماسية.

على مدار العامين الماضيين، تعرض النفوذ الإقليمي لإيران لهزة كبيرة بفعل الضربات العسكرية التي وجهتها إسرائيل لحركة حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان، إلى جانب الإطاحة بحليفها المقرب الرئيس السوري السابق بشار الأسد. في الوقت نفسه، أثرت العقوبات الغربية بشدة على اقتصاد إيران المعتمد على النفط.

وقال مهند حاج علي الخبير في الشؤون الإيرانية بمركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت إن ضعف طهران منح السعودية الفرصة لممارسة نفوذها الدبلوماسي سعيا لتجنب صراع إقليمي.

وأضاف لرويترز “إنهم يريدون تجنب الحرب لأن الحرب والمواجهة مع إيران ستكون لهما آثار سلبية عليهم وعلى رؤيتهم الاقتصادية وطموحاتهم”.

إيران تريد اتفاقا

لم تتمكن رويترز من تحديد تأثير رسالة الأمير على القيادة الإيرانية.

وقالت المصادر الأربعة إن بزشكيان رد أثناء الاجتماع بأن إيران تريد اتفاقا لتخفيف الضغوط الاقتصادية من خلال رفع العقوبات الغربية.

ومع ذلك، أضافت المصادر أن المسؤولين الإيرانيين عبروا عن قلقهم من نهج إدارة ترامب “الذي لا يمكن التنبؤ به” في المفاوضات، والذي تحول من السماح بتخصيب محدود لليورانيوم إلى المطالبة بتفكيك برنامج التخصيب بشكل كامل.

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (الثاني من اليمين) ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي (يمين) خلال احتفالات “اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية” في طهران، 9 أبريل 2025. (Iranian Presidency / AFP)

كما هدد ترامب أيضا باستخدام القوة العسكرية إذا أخفقت الدبلوماسية في كبح الطموحات النووية الإيرانية.

وقال أحد المصدرين الإيرانيين إن بزشكيان أكد حرص طهران على التوصل إلى اتفاق، لكنها في الوقت نفسه ليست مستعدة للتضحية ببرنامج التخصيب لمجرد أن ترامب يريد اتفاقا.

وخاضت المحادثات الجارية بين واشنطن وطهران بالفعل خمس جولات لحل أزمة برنامج إيران النووي المستمرة منذ عقود، لكن لا تزال هناك عدة عقبات قائمة بما في ذلك قضية التخصيب الرئيسية.

وول ستريت جورنال: الولايات المتحدة تعد ”وثيقة شروط“ تتضمن حظر تخصيب اليورانيوم

أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” في وقت مبكر من يوم الجمعة أن إسرائيل قلقة من أن تتخلى الولايات المتحدة عن مطلبها بأن توقف إيران تخصيب اليورانيوم بالكامل.

وأكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى لم يذكر اسمه أن البلدين لا يتفقا على أفضل طريقة للتعامل مع اتفاق نووي جديد، وقال للصحيفة إن هناك ”بعض الخلافات مع إسرائيل حول كيفية التعامل مع هذا الأمر في الوقت الحالي“.

لكن المسؤول أشار على ما يبدو إلى أن الولايات المتحدة قد تدعم في نهاية المطاف سعي إسرائيل لاتخاذ إجراءات عسكرية ”إذا لم ترغب [إيران] في التوصل إلى اتفاق“.

من اليسار: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست في القدس، في 28 مايو 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)؛ من اليمين: المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض في واشنطن، 28 مايو 2025.

وذكر التقرير أيضا أن الولايات المتحدة تعمل على إعداد ”ورقة شروط“ كجزء من إطار مؤقت لاتفاق، مع تقدم المحادثات، وأن الورقة ستشمل حظرا تاما على التخصيب.

وقال المسؤول الأمريكي البارز للصحيفة: ”إذا لم يقبلوا هذه الشروط، فلن يكون يوما جيدا للإيرانيين“.

وأشار التقرير أيضا إلى أن إيران، مع استمرار المفاوضات، تقوم بأعمال حفر تحت مصنع التخصيب الرئيسي في نطنز.

ونقل التقرير عن أشخاص مطلعين على البرنامج النووي الإيراني قولهم إن العمل ”لم يكتمل بعد، لكنه قد يسمح لإيران في نهاية المطاف بإنتاج وقود للأسلحة النووية بعيدا عن متناول الضربات الجوية“، مشيرا إلى أن هذا قد يدفع إسرائيل إلى شن هجوم، حتى مع استمرار المفاوضات.

وقال ترامب يوم الأربعاء إنه حذر نتنياهو الأسبوع الماضي من اتخاذ أي إجراءات من شأنها تعطيل المحادثات النووية مع إيران، مضيفا أن الجانبين ”قريبان جدا من التوصل إلى حل الآن“.

ووفقا لمسؤولين أمريكيين، تأمل الولايات المتحدة أن يعالج إطار عمل مؤقت مخاوف إسرائيل وأن يمنع أي هجوم وشيك.

وذكرت وول ستريت جورنال أن ”لا أحد في إدارة ترامب لديه الصبر على مفاوضات مطولة تستمر لسنوات، خاصة مع خطر شن إسرائيل هجمات على إيران“.

اقرأ المزيد عن