إسرائيل في حالة حرب - اليوم 648

بحث

مصادر: الوسطاء متفائلون بأن حماس ستقدم قريبا اقتراحا مخففا بشأن صفقة الرهائن

ويتكوف متفائل خلال لقائه بعائلات الرهائن بشأن فرص تحقيق انفراجة بحلول نهاية الأسبوع، لكن لا يزال هناك حاجة لإجراء جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة لحسم التفاصيل

عائلات الرهائن تلتقي مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز في البيت الأبيض، 3 يونيو 2025. (Hostage Family Forum)
عائلات الرهائن تلتقي مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز في البيت الأبيض، 3 يونيو 2025. (Hostage Family Forum)

أعرب وسطاء عن تفاؤلهم بأن حماس ستقدم قريباً اقتراحاً محدثاً بشأن صفقة الرهائن سيكون أقرب إلى ما عرضه المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف الأسبوع الماضي، بحسب ثلاثة مصادر مطلعة تحدثت إلى “تايمز أوف إسرائيل” الأربعاء.

وكانت حماس قد قدمت ردا سابقا على اقتراح ويتكوف يوم السبت، والذي رفضه المبعوث الأمريكي واعتبره غير مقبول.

ومنذ ذلك الحين، يعمل الوسطاء المصريون والقطريون — إلى جانب ممثل ويتكوف في الدوحة، رجل الأعمال والناشط السياسي الفلسطيني-الأمريكي بشارة بحبح — مع مسؤولي حماس لتخفيف أو إزالة بعض التعديلات التي أدخلتها الحركة على الاقتراح الأمريكي، بحسب مسؤول عربي ومصدر ثانٍ مطلع.

وقال مصدر ثالث إن ويتكوف متفائل بإمكانية تحقيق انفراجة قبل عيد الأضحى، المتوقع أن يبدأ يوم الجمعة. وقد عبر عن هذا التفاؤل خلال اجتماع عقده مع مجموعة من العائلات في البيت الأبيض يوم الثلاثاء.

وانضم إلى ويتكوف من إدارة ترامب في هذا الاجتماع كل من وزير التجارة هوارد لتنك، والسكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز.

وضم الوفد الإسرائيلي الرهينة السابقة تال شوهام، وأقارب الرهينة غاي غلبوع دلال، ووالدي الرهينة إفياتار دافيد، ووالدي الرهينة القتيل عومر نيوترا.

وقالت عائلات الرهائن في بيان: “أعربت وايلز وليفيت وويتكوف عن تضامن عميق مع العائلات وأكدوا على التزام إدارة ترامب الكامل بتحرير جميع الرهائن الـ58. وأكدوا أن الإدارة ستواصل العمل بلا كلل حتى يعود كل رهينة إلى بيته”.

وقالت ليفيت: “نحن ملتزمون تماماً بتحرير جميع الرهائن ونؤمن بأن عودتهم أمر أساسي، ليس فقط لأسباب إنسانية وأخلاقية، بل أيضاً كخطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار الإقليمي. لقاء [مارس] بين الرئيس وناجين من الأسر كان له أثر عميق عليه وعزز تصميمه على إعادة كل رهينة إلى الوطن”.

وحتى لو قدمت حماس اقتراحاً مخففاً كما يتوقع الوسطاء، سيظل الطرفان بحاجة إلى إجراء جولة من المفاوضات غير المباشرة لحسم التفاصيل النهائية، بما في ذلك المعايير الدقيقة لانسحاب إسرائيل الجزئي من غزة خلال الهدنة المؤقتة لمدة 60 يوما الجاري مناقشتها.

ولا تزال القضية الشائكة الرئيسية في المفاوضات هي ما إذا كانت الهدنة المؤقتة المطروحة تتيح لإسرائيل استئناف القتال بعد انتهائها، أم أن ضمانات إدارة ترامب كافية لإقناع حماس بأن وقف إطلاق النار سيكون دائما.

وتضمن رد حماس السبت على مقترح ويتكوف سلسلة تعديلات على المقترح الأمريكي، منها تعديل يجعل من الأصعب على إسرائيل استئناف القتال إذا لم تُستكمل المفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار مع نهاية هدنة الستين يوما التي نص عليها المقترح، بحسب مصدر مطلع على المفاوضات.

متظاهرون يحملون لافتات ويرفعون الأعلام خلال مظاهرة مناهضة للحكومة تطالب باتخاذ إجراءات لتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين منذ هجمات 7 أكتوبر 2023، أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، 31 مايو 2025. (Jack GUEZ / AFP)

كما ينص مقترح حماس المعدل على أن يتم الإفراج عن الرهائن العشرة على مراحل طوال فترة الهدنة الممتدة لشهرين، وليس على دفعتين في اليومين الأول والسابع كما اقترح ويتكوف، بحسب المصدر.

ويهدف هذا التغيير لمنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الانسحاب من المفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار بعد الإفراج عن الرهائن العشرة أو رفض المشاركة في المحادثات من الأساس، كما حدث في الهدنة السابقة التي انتهت في شهر مارس مع استئناف إسرائيل هجومها المكثف على غزة.

كما ينص تعديل آخر من حماس على السماح باستئناف توزيع المساعدات في غزة عبر آليات تدعمها الأمم المتحدة والتي كانت إسرائيل قد منعتها إلى حد كبير منذ مارس، بزعم أن حماس كانت تستولي على جزء كبير من المساعدات — وهو ما تنفيه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وتروج إسرائيل والولايات المتحدة لنموذج بديل تديره “مؤسسة غزة الإنسانية”، معتبرة أنه بإمكانه فعليا إبعاد حماس عن عملية توزيع المساعدات. لكن هذه المبادرة الجديدة تعرضت لانتقادات متزايدة، إذ لم تشمل سوى ثلاثة مواقع توزيع، ويتم تشغيل واحد منها فقط في معظم الأيام منذ إطلاقها في 26 مايو، ما أجبر سكان غزة على السير لمسافات طويلة، أحياناً تحت نيران الجيش الإسرائيلي، للحصول على صناديق طعام جافة تتطلب معدات طبخ لتحضيرها.

وقال مكتب نتنياهو الأحد إن إسرائيل وافقت على مقترح ويتكوف. لكن مجلس الوزراء لم يصوت عليه بعد، كما أعرب العديد من الوزراء اليمينيين المتطرفين عن معارضتهم له.

وقال المصدر الثاني المطلع أن حماس مستاءة من تنسيق ويتكوف الوثيق مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بشأن اقتراح الهدنة قبل إرساله إلى حماس الأسبوع الماضي، إذ رأت الحركة أن التعديلات التي أدخلها ديرمر تتعارض مع التفاهمات السابقة.

صبي يحمل صندوق مساعدات من “مؤسسة غزة الإنسانية” في وسط قطاع غزة، 29 مايو 2025. (Eyad BABA / AFP)

وبحسب نسخة من اقتراح ويتكوف الأخير، والتي أكد مصدران مطلعان على المفاوضات صحتها لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، فإن حماس ستُفرج عن 10 رهائن إسرائيليين أحياء، وتسلم جثامين 18 رهينة آخرين، خلال وقف لإطلاق النار مدته 60 يوما.

وفي المقابل، ستُفرج إسرائيل عن 125 أسيرا فلسطينيا من المحكومين بالمؤبد، و1111 معتقلا من غزة اعتقلوا منذ 7 أكتوبر 2023، وتسلم جثامين 180 فلسطينيا تحتجزهم حاليا.

كما سينسحب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق التي ينتشر فيها حاليا، على أن يتم تحديد معايير الانسحاب ”خلال مفاوضات سد فجوات“.

ويُحتجز حاليا 58 رهينة في غزة، بينهم 35 شخصا أكد الجيش وفاتهم، و20 رهينة يُعتقد أنهم أحياء، وهناك قلق شديد بشأن مصير ثلاثة آخرين، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

اقرأ المزيد عن