مشرعون أمريكيون يهددون بالانتقام من المحكمة الجنائية الدولية إن تصدر أوامر اعتقال لإسرائيليين
موقع أكسيوس يفيد أنه يجري العمل على التشريعات بالفعل؛ عدة دول تحث المحكمة على عدم توجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب لمسؤولين إسرائيليين خشية أن يعرض ذلك اتفاق الهدنة والرهائن للخطر
أفادت تقارير أن أعضاء في الكونجرس الأمريكي من كلا الحزبين حذروا المحكمة الجنائية الدولية من أن واشنطن ستنتقم من المحكمة إذا أصدرت أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين، في ظل المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى انهيار اتفاق الرهائن مقابل الهدنة بين إسرائيل وحماس.
وذكر موقع “أكسيوس” الإخباري يوم الاثنين أنه يجري العمل بالفعل على تشريع أمريكي بشأن مذكرات الاعتقال المبلغ عنها، وأضاف أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مايكل ماكول، وهو جمهوري من ولاية تكساس، يتوقع مشروع قانون لمعاقبة مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية.
ونقل عن مكول قوله: “نأمل ألا يصل الأمر إلى هذا الحد”.
وانتقد رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون نية المحكمة الجنائية الدولية المزعوومة لإصدار “مذكرات اعتقال لا أساس لها ولا شرعية” لجرائم حرب مزعومة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي.
وقال جونسون يوم الاثنين إن “مثل هذا الإجراء غير القانوني من قبل المحكمة الجنائية الدولية من شأنه أن يقوض بشكل مباشر مصالح الأمن القومي الأمريكي. إذا لم تتحداه إدارة بايدن، يمكن للمحكمة الجنائية الدولية أن تنشئ وتتولى سلطة غير مسبوقة لإصدار أوامر اعتقال ضد القادة السياسيين الأمريكيين والدبلوماسيين الأمريكيين والعسكريين الأمريكيين، وبالتالي تعريض السلطة السيادية لبلادنا للخطر”.
كما انتقد النائب ريتشي توريس، وهو ديمقراطي مؤيد بشدة لإسرائيل، أوامر الاعتقال المحتملة، داعيا إلى “عواقب وخيمة من كل من الكونجرس والرئيس”، وفقا لتقرير “أكسيوس”.
المحكمة الجنائية الدولية هي محكمة جنائية قائمة على المعاهدات تركز على المسؤولية الجنائية الفردية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
ونقل تقرير لصحيفة “بلومبيرغ” يوم الإثنين عن أشخاص مطلعين على الأمر لم تذكر أسماءهم إن الولايات المتحدة والدول الحليفة تخشى من أن يؤدي إصدار المحكمة لأوامر اعتقال إلى انهيار اتفاق الرهائن مقابل الهدنة بين إسرائيل وحماس، والذي سيشهد وقفا للقتال لمدة 40 يوما واحتمال إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل 33 من الرهائن المحتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر.
وقال التقرير إن دول مجموعة السبع أطلقت حملة خلف الكواليس لإثناء المحكمة عن إصدار أوامر الاعتقال، دون تحديد الدول المشاركة في هذه الجهود.
وقال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل يوم الإثنين أنه إذا أصدرت المحكمة أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين، فسيؤدي ذلك إلى “موجة من معاداة السامية في جميع أنحاء العالم” ويمكن أن يؤدي إلى نسف صفقة رهائن محتملة.
وأوضح المسؤول أن هذا لم يكن تهديدا إسرائيليا بالانسحاب من المحادثات في حالة صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية، ولكنه يعكس اعتقاد إسرائيل بأن الضغط الدولي على إسرائيل سيزيل الضغط على حماس لتقديم التنازلات الضرورية للتوصل إلى اتفاق.
ومن المقرر مناقشة مسألة أوامر الاعتقال المحتملة من المحكمة الجنائية الدولية في اجتماع الكابينت بعد ظهر الثلاثاء، حيث ستتصدر جدول الأعمال.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن البند أضيف متأخرا، وأن نتنياهو نفسه سيقدم عرضا حول هذا الموضوع.
أعرب مسؤولون دبلوماسيون أجانب، مثل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، عن آمالهم خلال عطلة نهاية الأسبوع في أن تقبل حماس العرض الإسرائيلي الأخير “السخي للغاية” لصفقة الرهائن.
بالإضافة إلى ذلك، قال متحدث باسم البيت الأبيض في وقت لاحق اليوم الاثنين “ليس للمحكمة الجنائية الدولية اختصاص النظر في هذا الوضع، ولا ندعم تحقيقها”.
وفي الوقت نفسه، قال خمسة مسؤولين إسرائيليين وأجانب لصحيفة “نيويورك تايمز” يوم الجمعة إنهم يعتقدون أن المحكمة الجنائية الدولية تدرس إصدار أوامر اعتقال بحق قادة حماس أيضًا.
ويقوم مكتب المدعي العام بالمحكمة كريم خان بالتحقيق في هجوم الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر، وكذلك سلوك إسرائيل في الحرب التي شنتها في أعقابه.
ويعمل فريق إسرائيلي منذ أسابيع لمحاولة منع المحكمة الجنائية الدولية من إصدار أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين.
وقال مسؤول في الفريق لموقع “واينت” يوم السبت إن هناك مخاوف من أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال سرية، وأن المسؤولين لن يعرفوا أنهم مطلوبون إلا عندما يسافرون إلى دولة أخرى.
وشهد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على البلدات وقواعد الجيش في جنوب إسرائيل قيام مسلحين بقتل حوالي 1200 شخص، واحتجاز 253 رهينة.
وتعتقد إسرائيل أن 129 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس، رغم أنهم ليسوا جميعهم على قيد الحياة. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 34 منهم، في حين نشرت حماس الأسبوع الماضي مقاطع فيديو تظهر هيرش غولدبرغ بولين، وكيث سيغل، وعمري ميران على قيد الحياة.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة أن إسرائيل قتلت أكثر من 34 ألف فلسطيني في الحرب. ولا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل ويعتقد أنه يشمل المقاتلين والمدنيين.
ويقول الجيش أنه قتل أكثر من 13 مسلح مسلح في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 قتلوا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر. ويقول الجيش أيضا إن 263 جنديا قتلوا منذ بدء الغزو البري في نهاية أكتوبر. وإلى جانب الجنود الذين قُتلوا في 7 أكتوبر أو بعده مباشرة، يصل عدد قتلى الجيش إلى أكثر من 600 قتيل.
ساهم لازار بيرمان في إعداد هذا التقرير