مشجعو “بيتار القدس” يهاجمون سائقي حافلات عرب بعد خسارة الفريق، ولا اعتقالات حتى الآن
أحد الضحايا يقول إن العشرات انقضوا عليهما فور معرفتهم بهويتهما الإثنية، الشرطة استغرقت 20 دقيقة للوصول؛ نقابة العمال: كل يوم يقرّبنا من مقتل سائق
هاجم عشرات من مشجعي فريق بيتار القدس لكرة القدم سائقيّ حافلات عرب في القدس ليلة الخميس، عقب بث مباشر لخسارة الفريق في نهائي كأس إسرائيل.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي المشجعين وهم يوجهون لكمات لسائق. وتُظهر لقطات أخرى السائق وهو يرمي سلة قمامة صغيرة على المعتدين دفاعا عن نفسه. كما أظهر مقطع آخر سائقا آخر يدفع المعتدين عند باب الحافلة بينما يضربونه.
حتى ظهر الجمعة، لم يتم اعتقال أي شخص على خلفية الحادثة، ولم تعلن الشرطة عن أي مشتبه بهم.
وقال أحمد قراعين، سائق الحافلة الذي تعرض للهجوم، لصحيفة هآرتس أنه كان يقود خط 77 الذي ينتهي عند مركز المالحة التجاري بالقرب من ملعب تيدي، معقل الفريق، حيث كان يتم عرض المباراة عبر شاشة من استاد بلومفيلد في تل أبيب.
“وصل العديد من مشجعي بيتار القدس الشباب؛ تعرفت عليهم من الملابس والأوشحة”، بحسب قوله.
“لاحظوا أنني عربي بعد أن تحدثوا معي، وبدأوا فجأة بالصراخ ‘الموت للعرب’، والشتم والاعتداء عليّ. وكلما مر الوقت، كان المزيد منهم ينضمون”، أضاف.
תיעוד: אוהדי בית"ר מכים נהג אוטובוס@eli_zil pic.twitter.com/SLIxGM3Qic
— גלצ (@GLZRadio) May 29, 2025
وقال قراعين لهآرتس أن سائق حافلة عربي آخر، محمد سياج، وصل إلى المكان وساعده، لكن سياج تعرض أيضا للاعتداء.
“لم يساعدني أحد سوى هذا السائق”، تابع قراعين.
“وصلت الشرطة بعد 20 دقيقة، وربما نصف ساعة، وأنقذوني من هناك ونقلوني إلى نجمة داوود الحمراء التي حولتني إلى المستشفى. كنت خائفا على حياتي. خشيت ألا أخرج من هناك حيا”، قال.
وأضاف: “ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها السائقون للاعتداء، لكنها كانت الحادثة الأكثر وحشية”.
وقال سياج، وهو من سكان القدس الشرقية، لموقع “واينت”: “رأيت قراعين يتعرض للاعتداء من قبل عشرات من مشجعي بيتار القدس. توقفت ونزلت وساعدته، لكنني تعرضت للاعتداء أيضا”.
وتذكر قائلا: “شتموني قائلين العرب أبناء عاهرات، كلاب، سنحرقكم، اخرجوا من هنا، وغيرها من العبارات العنصرية”.
חלק 2: בזמן ששרת התחבורה בחו"ל ושר התרבות והספורט עסוק בשלו, זה מה שקורה בין אוהדי בית"ר לנהג אוטובוס
???? סעיף 27א' pic.twitter.com/vjOX9raN44
— Adi Laskar – NWS חדשות (@adilaskar) May 29, 2025
وقالت شرطة إسرائيل في بيان: “ننظر بخطورة إلى أعمال الهمجية والعنف في الساحة العامة، خصوصا عندما تُرتكب ضد موظفي الخدمة العامة وسائقي الحافلات”.
“فور تلقي البلاغ، وصل أفراد الشرطة إلى المكان، وبحثوا عن مشتبهين وفتحوا تحقيقا. سنواصل العمل بإصرار وبكافة الوسائل المتاحة لتحديد هوية المشتبهين وملابسات الحادث”، اختتم البيان.
السائقان اللذان تعرضا للاعتداء، وكلاهما من سكان القدس الشرقية، يعملان في شركة سوبر باص.
وفي بيان صدر يوم الجمعة، قالت سوبر باص إن هذه الحوادث “تنضم إلى العديد من الحوادث العنيفة الأخرى التي تحدث بشكل يومي ضد سائقي الحافلات في القدس”.
“في مقاطع الفيديو من أحداث العنف الليلة الماضية، يظهر المجرمون بشكل واضح، ونتوقع ونطالب جميع الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون وإدارة نادي بيتار القدس بتقديم المخالفين للعدالة فورا”، ورد في البيان.
فريق بيتار القدس ومشجعوه، وخاصة المجموعة المتشددة المعروفة باسم “لا فاميليا”، لهم تاريخ طويل من العنصرية، ويهتفون بشكل روتيني “الموت للعرب” في المباريات ويرفضون دمج لاعبين عرب أو مسلمين في الفريق.
“كل يوم يقرّبنا من مقتل سائق”
قالت نقابة “قوة للعمال” إنها “تدرس اتخاذ خطوات كتنظيم”، مؤكدة في بيان أنها “لن تقبل بأن يكون عمال المواصلات العامة بمثابة أكياس ملاكمة للركاب”.
وقالت إيتي كوهين، رئيسة فرع موظفي المواصلات في النقابة: “كل يوم يقرّبنا من مقتل سائق أو مفتش تذاكر”.
وأضافت: “الخط 77 معرض دائما للخطر في نهاية كل مباراة لبيتار. لقد حذرنا الشرطة والإدارة من هذا أكثر من مرة، والتهديد يزداد سوءا”، وطالبت وزارة المواصلات بتوفير حماية أكبر للعاملين في المواصلات العامة.

رئيس بلدية القدس: الهجمات العنصرية تتعارض مع “قيمنا اليهودية”
أدان رئيس بلدية القدس موشيه ليون الاعتداء على سائقي الحافلات — في أول إدانة يصدرها لحادثة من هذا النوع، بحسب هيئة البث العامة “كان”.
وقال ليون في بيان: “العنف ضد سائقي الحافلات تجاوز خطًا أحمر. لا يمكننا قبول واقع يخشى فيه العمال المجتهدون والمخلصون على حياتهم أثناء أداء عملهم”.
“الاعتداء على شخص بسبب أصله أو جنسه أمر خطير وغير مقبول ويتعارض مع قيمنا اليهودية”، أضاف.
ودعا رئيس البلدية “الشرطة ووزارة المواصلات للعمل بإصرار على اجتثاث هذه الظاهرة وحماية أمن السائقين والركاب على حد سواء”.

وحتى صباح الجمعة، لم تعلق وزيرة المواصلات ميري ريغيف على الحادثة، ما أثار انتقادات من عضو الكنيست نعما لازيمي من حزب الديمقراطيين اليساري.
وكتبت لازيمي على منصة (إكس)، “مر أكثر من 12 ساعة منذ أن هاجمت مجموعة من المشاغبين بعنف سائق حافلة بعد نهائي الكأس، ووزيرة المواصلات، التي يبدو أنها مشغولة بالبحث عن رحلتها القادمة، لم تقل حتى الآن كلمة عن الاعتداء على السائق، وشرطة [وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار] بن غفير لم تعتقل أحدًا”.