مشاهد الدمار تتزايد مع استهداف إيران للمدن الإسرائيلية رغم نشر منصات الصواريخ الاعتراضية
الجيش الإسرائيلي يقول إن معدل اعتراض الصواريخ مشابه لمعدل هجمات عام 2024، وينفي أن تكون طهران تمتلك صواريخ قابلة للمناورة؛ الصواريخ تحمل رؤوس حربية وزنها نحو 500 كلغم
أطلقت إيران حوالي 280 صاروخا باليستيا على إسرائيل في عدة رشقات صاروخية منذ أن بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته ضد برنامج الجمهورية الإسلامية النووي فجر الجمعة، وفقا لإحصاءات محدثة قدمها الجيش يوم الأحد.
وقال الجيش الإسرائيلي إن معظم الصواريخ تم اعتراضها بواسطة الدفاعات الجوية بمعدلات اعتراض مماثلة لتلك التي سُجلت في هجمات إيران على إسرائيل في أبريل وأكتوبر 2024.
وبحسب الجيش فإن عشرات الصواريخ لم يتم اعتراضها ”وفقا للبروتوكول“، وسُمح لها بالسقوط في مناطق مفتوحة دون التسبب في أضرار لأي بنية تحتية حيوية. ويهدف ذلك إلى الحفاظ على الصواريخ الاعتراضية لاستخدامها ضد الصواريخ التي من المتوقع أن تسبب أضرارا.
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
مع ذلك، فقد ”اخترقت“ عدة صواريخ الدفاعات الجوية، وفقا للجيش، وضربت مناطق سكنية في تل أبيب ورمات غان وريشون لتسيون وبات يام ورحوفوت في وسط إسرائيل، وحيفا وطمرة في الشمال، مما أسفر عن سقوط قتلى وإلحاق أضرار.

وقد أكد الجيش بشكل روتيني أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، رغم جودتها المتعددة المستويات، ليست محكمة الإغلاق، وحث الإسرائيليين على الالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية باللجوء إلى الغرف الآمنة والملاجئ عند تلقي تحذيرات من صواريخ قادمة.
في المجموع، قُتل حتى يوم الأحد ما لا يقل عن 14 شخصا وأصيب المئات في الهجمات الصاروخية. ووفقا لقيادة الجبهة الداخلية، فإن جميع القتلى والجرحى لم يكونوا في الملاجئ.

تُعزى مشاهد الدمار في مواقع الارتطام إلى حد كبير إلى الرؤوس الحربية المتفجرة الكبيرة التي تحملها الصواريخ. بحسب تقديرات الجيش فإن الصواريخ الباليستية الإيرانية تحمل رؤوسا حربية تزن 500 كيلوغرام، وهي من نفس النوع الذي أطلقته إيران على إسرائيل في أبريل وأكتوبر 2024. ويستخدم الحوثيون المدعومون من إيران، الذين يطلقون صواريخ إيرانية على إسرائيل منذ أشهر، رؤوسا حربية أصغر حجما لتمكين الصواريخ من الوصول إلى إسرائيل.
على عكس مزاعم إيران، قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل غير قابلة للمناورة.
يوم الأحد، زعمت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية أن إسرائيل تعرضت لضربة من ”صاروخ باليستي موجه من طراز الحاج قاسم“، الذي كشفت عنه إيران في مايو الماضي وقالت إنه مزود برأس حربي قابل للمناورة.
بحسب مسؤولين في الجيش الإسرائيلي فإن الصواريخ التي أطلقتها إيران في اليومين الأخيرين مشابهة لتلك التي أطلقتها على إسرائيل في أبريل وأكتوبر 2024. وكان الجيش قد صرح سابقا أن إيران لا تمتلك ”صواريخ تفوق سرعة الصوت“، وأن الصواريخ التي أطلقتها على البلاد غير قابلة للمناورة.
ومع ذلك، على عكس الهجمات الإيرانية في عام 2024، التي استهدفت في الغالب قاعدة نيفاطيم الجوية في صحراء النقب – وهي منطقة قليلة السكان – ركزت القذائف الأخيرة على منطقة غوش دان في وسط إسرائيل، وبدرجة أقل، منطقة حيفا في الشمال، وهي مناطق أكثر كثافة سكانية. وهذا يعني أن القذائف القليلة التي لم يتم اعتراضها من المرجح أن تسبب أضرارا.

وقال مسؤول عسكري لـ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الأحد إن صواريخ إيران ”ليست شيئا لا نعرف كيفية اعتراضه“، لكن لا يزال من المتوقع وقوع بعض الضربات.
كما قال الجيش إن جميع قواعده، بما في ذلك القواعد الجوية، تعمل كالمعتاد دون أي ضرر لوظائفها.
يوم الأحد، قال الجيش الإسرائيلي إن هجمات إيران حتى الآن كانت أقل من ”السيناريو المرجعي“، أو ما توقعه الجيش الإسرائيلي في حرب مع إيران. وكان الجيش قد قدر عدد الضحايا بأعداد أكبر بكثير والأضرار بأن تكون أكثر جسامة.
لا يزال يُعتقد أن إيران تمتلك آلاف الصواريخ الباليستية.
كما أسقط سلاحا الجو والبحرية الإسرائيليان عشرات الطائرات المسيرة التي أُطلقت من إيران منذ يوم الجمعة، ولقد تم إسقاط جميعها تقريبا قبل وصولها إلى حدود البلاد، وفقا لما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
مساعدة دولية
ساعدت أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية ومدمرة تابعة للبحرية الأمريكية إسرائيل في إسقاط صواريخ باليستية قادمة يوم الجمعة، وفقا لما صرح به مسؤولون أمريكيون.
تم نشر منظومة الدفاع الجوي الصاروخي THAAD (أرض-جو) الأمريكية في إسرائيل، وهي قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية. كما أسقطت مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية في شرق البحر المتوسط صواريخ إيرانية كانت متجهة نحو إسرائيل، وفقا لما صرح به أحد المسؤولين.

ومع ذلك، وبصرف النظر عن الولايات المتحدة، فإن حلفاء إسرائيل في المنطقة غير قادرين على إسقاط الصواريخ الباليستية، التي تتميز بوقت تحليق قصير يبلغ حوالي 10 دقائق ويصعب اعتراضها، مما يتطلب أنظمة دفاع جوي متطورة مثل نظام ”السهم“ (Arrow) الإسرائيلي أو نظام ”ثاد“ الأمريكي.
وقالت وسائل إعلام رسمية أردنية يوم الجمعة إن الأردن اعترض عددا من الطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي للبلاد.
تستغرق الطائرات المسيرة التي تُطلق من إيران عدة ساعات للوصول إلى إسرائيل، وتحتاج أولا إلى عبور دول مثل العراق أو سوريا أو الأردن أو السعودية، حيث يمكن إسقاطها إما من قبل إسرائيل أو حلفائها.