إسرائيل في حالة حرب - اليوم 346

بحث

“مسيرة الزهور” لنشر “الحب والاحتواء” وتوجيه رسالة مضادة لـ”مسيرة الأعلام” المثيرة للجدل

منظمة "تاغ مئير" توزع الزهور في البلدة القديمة، وتدعو إلى إبقاء المسيرة ذات التابع القومي المتشدد بعيدة عن الحي الإسلامي؛ أخد المنظمين في اليمين يصر على أن المسار غير إشكالي ويدين الهتافات العنصرية

ناشطة في مجال التعايش من "تاغ مئير" تعطي زهرة لسيدة مسلمة خلال "مسيرة الزهور" السنوية التاسعة للمنظمة عبر البلدة القديمة في القدس والتي تهدف إلى نشر رسالة "الحب والاحتواء والتضامن" قبل "مسيرة الأعلام" ذات الطابع القومي المتشدد في القدس، 18 مايو، 2023.(Yossi Zamir/Tag Meir)
ناشطة في مجال التعايش من "تاغ مئير" تعطي زهرة لسيدة مسلمة خلال "مسيرة الزهور" السنوية التاسعة للمنظمة عبر البلدة القديمة في القدس والتي تهدف إلى نشر رسالة "الحب والاحتواء والتضامن" قبل "مسيرة الأعلام" ذات الطابع القومي المتشدد في القدس، 18 مايو، 2023.(Yossi Zamir/Tag Meir)

نظمت منظمة “تاغ مئير” التي تدعو إلى التعايش “مسيرة الزهور” التاسعة التي تسير عبر شوارع البلدة القديمة في القدس صباح الخميس لتوجيه رسالة مضادة لـ”مسيرة الأعلام” ذات الطابع القومي المتشدد والتي من المقرر إجراؤها في وقت لاحق من اليوم.

وقالت المنظمة اليسارية إن المئات شاركوا في المسيرة، وقاموا بتوزيع الزهور على سكان الأحياء الإسلامي والمسيحي والأرمني بهدف نشر رسالة “حب واحتواء وتضامن” قبل ما وصفه المنظمون بـ”العنصرية والتحريض” في مسيرة الأعلام.

وقال مدير تاغ مئير، غادي غفرياهو، لـ”تايمز أوف إسرائيل”: “ما ينبغي علينا تذكره هو أن هذا اليوم ليس يوما سعيدا للفلسطينيين وللمسلمين في القدس. إنهم يشكلون 40% من سكان القدس. لهذا السبب نعتقد أن مسيرة الأعلام يجب أن تمر عبر مسار مختلف، وألا تجبرهم على إغلاق محلاتهم”.

تمر مسيرة الأعلام، التي تنظمها منظمات يمينية ودينية متشددة والمكرسة للاحتفال بتوحيد مدينة القدس في عام 1967، من خلال باب العامود في البلدة القديمة وعبر الحي الإسلامي قبل أن تصل في النهاية إلى باحة الحائط الغربي.

بعض العناصر الشابة من التيار الصهيوني المتدين، الذين يشكلون الغالبية العظمى من المشاركين في المسيرة، يهتفون دائما بأغاني استفزازية وعنصرية أثناء الموكب، في حين أن التجار الفلسطينيين في البلدة القديمة مطالبون أو يوصى لهم بشدة من قبل السلطات بإغلاق محلاتهم وأكشاكهم لتجنب الاحتكاك مع المحتفلين.

وأشار غفرياهو إلى أن مسار المسيرة، التي بدأت في عام 1968 عندما سار الزعيم الصهيوني الحاخام تسفي يهودا كوك من معهد “ميركز هراف” الديني الذي كان يرأسه إلى الحائط الغربي مع أتباعه، كانت تمر عبر باب الخليل والحي اليهودي وبدأت بدخول الحي الإسلامي فقط في أوائل سنوات الألفين.

مؤسس منظمة “تاغ مئير”، غادي غفارياهو، يقدم باقة من الزهور لميرفت اغبارية، طالبة جامعية اعتُقد خطأ أنها تنوي تنفيذ هجوم بينما كانت تستقل حافلة متجهة إلى بئر السبع في سبتمبر 2017. (Gabriel Carrol / Times of Israel)

وقال: “هذه المسيرة لا داعي لها، إنها تزيد فقط من الكراهية والغضب، ومن يحتاج ذلك؟ إنها تلبي رغبات المتطرفين من كلا الجانبين، وهي خوض الحرب والخوف والإرهاب”.

“لسنا مضطرين لإعادة الاستيلاء على القدس في كل عام. المسيرة تأتي فقط لتظهر [للفلسطينيين] أن المدينة لنا. نعاملهم كما لو أننا نستطيع أن نفعل أي شيء لهم”.

وقال غفرياهو إن بعض السكان الفلسطينيين في البلدة القديمة “يقبلون الزهور بابتسامة وبسعادة”، لكن آخرين يرفضونها، معتبرين المبادرة على أنها تأتي من مجموعة يهودية أخرى يعتبرونها جزءا لا يتجزأ من سيطرة إسرائيل على حياتهم.

وقال: “نقدم الزهور لكل من نراه – مسلم، مسيحي، يهودي – لكننا لا نذهب إلى الحي اليهودي لأنه لا أحد يطلب من أصحاب المتاجر هناك إغلاق متاجرهم”.

وسيتم تنظيم العديد من أحداث التعايش لمجموعات يسارية أخرى في وقت لاحق من اليوم احتجاجا على مسيرة الأعلام، بما في ذلك حدث لمجموعة “القدس حرة” تحت عنوان “الفاشية لن تمر” في وسط مدينة القدس، بالإضافة إلى “مسيرة من أجل المساواة والديمقراطية وحسن الجوار” التي ستنطلق من مقر رؤساء إسرائيل وتنظمها مجموعة تطلق على نفسها اسم” حماية البيت المشترك”.

ناشطة في مجال التعايش في منظمة “تاغ مئير” تعطيسيدة مسلمة زهرة في البلدة القديمة في القدس خلال “مسيرة الزهور” السنوية التاسعة للمنظمة والتي تهدف إلى نشر رسالة “الحب والاحتواء والتضامن” قبل “مسيرة الأعلام” ذات الطابع القومي المتشدد في القدس، 18 مايو، 2023.(Yossi Zamir/Tag Meir)

متان بيلغ، الرئيس التنفيذي لمنظمة “إم ترتسو” اليمينية، التي تساعدة في تنظيم “مسيرة الأعلام”، يرى الأمر بشكل مختلف تماما.

وقال بليغ لتايمز أوف إسرائيل: “نحن نأتي للاحتفال بتوحيد القدس، وهو يوم رائع. هذه المدينة لم تتمتع يوما بحرية العبادة إلا عندما كانت تحت السيادة اليهودية، ونريد الاحتفال بهذا”.

“نحن نحتفل بالحلم اليهودي، الحلم الصهيوني، والحلم الديمقراطي. يتعلق الأمر بكون القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل. هذا حدث سعيد من الجدار إلى الجدار… أي شخص لديه مشكلة مع هذه المسيرة لديه مشكلة مع الصهيونية”.

ماتان بيليغ، المدير التنفيذي لحركة “ام تيرتسو”، يحضر جلسة للجنة في الكنيست، 28 ديسمبر، 2016. (Miriam Alster / FLASH90)

وردا على سؤال حول السبب الذي يمنع احتفال مسيرة الأعلام بتوحيد القدس من خلال المرور في الحي اليهودي، قال بيلغ إنه على وجه الخصوص في “يوم القدس” من حق المتظاهرين المرور عبر أي جزء يرغبون فيه من المدينة.

“المسيرة لا تهدف إلى المس بأي شخص. يمكن أن يكون [الفلسطينيون] أقوياء، ويمكنهم المعاناة خلالها وسيبقون على قيد الحياة”.

“أتوقع منهم أن يكونوا سعداء ومن لا يشعر بالسعادة يمكنه البقاء في المنزل، هذه دولة حرة، ولكن في يوم القدس عند الاحتفال بوحدة المدينة، يجب أن نكون قادرين على المرور عبر جميع أبواب المدينة القديمة ورفع علم إسرائيل “.

إيتمار بن غفير خلال “مسيرة الأعلام” عند باب العامود في البلدة القديمة بالقدس، 15 يونيو، 2021. (Olivier Fitoussi / Flash90)

عندما سُئل عما إذا كان من المناسب أن يتم توجيه مسيرة الفخر للمثليين عبر حي يهودي متشدد، ادعى بيليغ أن المقارنة غير صحيحة، وجادل بأن المسيرة لا تمر عبر الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية مثل العيساوية أو شعفاط، على الرغم من أن الحي الإسلامي هو نفسه حي ذو أغلبية فلسطينية ساحقة.

وقال بيلغ: “هذه البلدة القديمة لمدينة القدس؛ إنها في صميم رغبات الشعب اليهودي، لقد حلمنا بهذا لأجيال”.

وأضاف أنه وحركة إم ترتسو “يعارضان التعبيرات العنصرية” التي سُمعت في الماضي من بعض المشاركين في المسيرة، وقال إنه دعا المشاركين إلى “التصرف باحترام” خلال الحدث.

وقال: “لا مكان لهتافات عنصرية [هنا]، كما هو الحال في جميع جوانب المجتمع”.

بحسب بيلغ فإن “إم تيرتسو” كانت أقل مشاركة في الأنشطة التنظيمية هذا العام، لكنها قدمت عشرات الحافلات لجلب المشاركين إلى المسيرة.

المنظمة الرئيسية التي تقف وراء مسيرة الأعلام هي جماعة “عام كيلافي” اليمينية الدينية برئاسة يعكوف نوفيك، والتي تأسست في التسعينيات لمعارضة اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين.

قدمت بلدية القدس 500 ألف شيكل (137 ألف دولار) إلى “عام كيلافي” في مسيرة هذا العام، وهو رقم مشابه للسنوات السابقة.

باروخ كاهانا هو واحد من بين عضوين في مجلس إدارة “عام كيلافي” المدرجين في سجل المنظمات غير الحكومية Guidestar التابع لوزارة العدل.

ولم يؤكد مسؤول في عام كيلافي ما إذا كان باروخ كهانا المدرج كعضو في مجلس إدارة المنظمة هو نجل الحاخام الراحل والزعيم اليميني المتطرف مئير كهانا، الذي تم حظر حركته “كاخ” في التسعينيات. باروخ، نجل كهانا، ناشط في الجماعات اليمينية المتطرفة، بما في ذلك معهد “الفكرة اليهودية” الذي أسسه والده.

يعمل باروخ كهانا أيضا كمسؤول معتمد لـ”معهد نشر كتابات الحاخام مئير كهانا”، الذي ينشر أعمال الحاخام.

بلغ إجمالي إيرادات عام كيلافي لعام 2021، وهو العام الأخير الذي توفرت فيه التفاصيل المالية، 521,000 شيكل، مع 500 ألف شيكل من بلدية القدس، مما يعني أن المنظمة ممولة بالكامل تقريبا من القطاع العام.

وقالت لورا فارتون، وهي عضو مجلس مدينة القدس عن حزب ميرتس اليساري، إنها تعارض بشدة تمويل المدينة الذي يذهب إلى عام كيلافي ومسيرة الأعلام.

صورة للعضو عن حزب ميرتس في المجلس البلدي في القدس، لورا فارتون، في مبنى بلدية القدس، 16 مايو، 2017, (Hadas Parush / Flash90)

وقالت فارتون: “يجب أن تصل المدينة إلى استنتاج مفاده أنه بما أن هذا العرض أصبح عنصريا وعنيفا، يجب أن نتوقف عن العمل مع هذه المنظمة وأن نسمح لهم إما بإدارتها بأنفسهم أو طرح مناقصة والسماح للمنظمات الأخرى بإدارة المسيرة مع التأكيد على التسامح والتعددية”.

وأضافت قائلة: “بدلا من الاحتفال بحقيقة أن القدس موحدة، يسير اليمين المتطرف مع مجموعة من المتعصبين الدينيين عبر البلدة القديمة ويهتفون بشعارات عنصرية وبغيضة، وكأنهم يريدون طرد كل من ليس مثلهم من المدينة”.

“إن أجمل ما في هذه المدينة هو عدد الأديان والجماعات المختلفة وكيف نعيش في معظم الأحيان في سلام. ولكن بدلا من يوم الوحدة، أصبح يوم القدس يوما للتطرف، حيث تحاول أقلية عنيفة فيه مطاردة البقية”.

اقرأ المزيد عن