إسرائيل في حالة حرب - اليوم 338

بحث

مسيرات مفخخة ووابل من الصواريخ التي أُطلقت من لبنان تشعل النيران في الجولان

الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، مما أسفر بحسب تقارير عن مقتل شخصين؛ في اجتماع مع بايدن في باريس، ماكرون يحض على "تجنب انفجار إقليمي، وخاصة في لبنان"

رجال إطفاء إسرائيليون يكافحون النيران في حقل في منطقة بانياس في هضبة الجولان، بسبب صواريخ تم إطلاقها من جنوب لبنان، 9 يونيو، 2024. (Jalaa MAREY / AFP)
رجال إطفاء إسرائيليون يكافحون النيران في حقل في منطقة بانياس في هضبة الجولان، بسبب صواريخ تم إطلاقها من جنوب لبنان، 9 يونيو، 2024. (Jalaa MAREY / AFP)

تسبب قصف صاروخي وهجمات مسيّرات على شمال إسرائيل بانطلاق صفارات الإنذار بشكل متكرر طوال يوم الأحد وأشعلت حرائق في مرتفعات الجولان، مع استمرار إسرائيل وحزب الله في تبادل إطلاق النار مرة أخرى طوال اليوم بينما دعا الحلفاء الدوليون إلى وقف التصعيد.

في اليوم السابق، تباهت المنظمة المدعومة من إيران باستخدام صاروخ “فلق 2” الثقيل، الذي يحمل رأسا حربيا يبلغ وزنه 60 كيلوغراما، ضد إسرائيل لأول مرة.

في وقت الظهيرة يوم الأحد، أُطلقت مسيّرتان مفخختان من لبنان باتجاه إسرائيل وانفجرتا في مناطق في شمال هضبة الجولان، ما أدى إلى اندلاع حرائق، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.

وأضاف الجيش أنه قبل وقت قصير من هجوم المسيّرتيّن، تم إطلاق وابل من عشرة صواريخ من لبنان، وسقطت الصواريخ في مناطق مفتوحة في الجولان بشمال البلاد. كما تسبب الهجوم باشتعال حريق. وقال الجيش إنه قصف مواقع إطلاق الصواريخ بالمدفعية.

وتبين أن صفارات الإنذار التي سُمعت بشكل متكرر في بلدات أفيفيم ويرعون ومالكيا في شمال البلاد بعد ظهر الأحد كانت إنذارات كاذبة، حسبما أعلن الجيش في وقت سابق.

في وقت سابق الأحد، تم إطلاق عدة صواريخ من لبنان على منطقة ميسغاف عام، وسقطت الصواريخ في مناطق مفتوحة دون التسبب بإصابات، وفقا للجيش.

دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية على قرية الخيام بجنوب لبنان بالقرب من الحدود، 8 يونيو، 2024. (Rabih DAHER / AFP)

وأجرى وزير الدفاع يوآف غالانت تقييما مع مسؤولين عسكريين على طول الحدود اللبنانية اليوم، بحسب ما أعلن مكتبه، واجتمع مع رئيس أركان القيادة الشمالية البريغادير جنرال ساغيف دهان ومسؤولون عسكريون كبار آخرون.

وقالت الوزارة أنه تم إطلاع وزير الدفاع على عمليات الجيش الإسرائيلي الأخيرة في المنطقة وجهود إسرائيل لإحباط هجمات المسيّرات التي يطلقها حزب الله.

وأضاف مكتبه أن الوزير “أكد [للضباط] على أهمية الاستمرار في القضاء على إرهابيي حزب الله وقادته”.

وزير الدفاع يوآف غالانت (على يسار الصورة) يسير مع القائم بأعمال قائد الفرقة 146، البريغادير جنرال عميت فيشر في شمال إسرائيل، 9 يونيو، 2024. (Shachar Yurman/Defense Ministry)

وقال الجيش صباح الأحد إن طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت عدة أهداف لحزب الله في جنوب لبنان خلال الليل وصباح ذلك اليوم. وأضاف الجيش إن الأهداف التي تم ضربها ليلة السبت شملت بنية تحتية في عيترون ومبان تستخدمها المنظمة في رب ثلاثين، وصباح الأحد تم ضرب منصة صواريخ في حولا.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن شخصين قُتلا في غارة جوية يوم السبت على مشارف عيترون. وأفادت الوكالة السبت أيضا باندلاع”حريق كبير في تخوم موقعَي الجيش اللبناني واليونيفيل”، بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، في منطقة قرية ميس الجبل الحدودية.

وقال مصدر أمني لوكالة “فرانس برس” إن الحرائق اندلعت قرب مواقع الجيش دون أن تصل إليها بشك مباشر ودون وقوع إصابات. وأفادت اليونيفيل في بيان لها باندلاع “حرائق غابات بالقرب من أحد مواقعها في حولا”، والتي تم إخمادها بمساعدة القوات اللبنانية وقوات الدفاع المدني، مضيفة أن الحريق “لم يسبب أي ضرر لأصول اليونيفيل أو أفرادها”.

وفي وقت سابق من يوم السبت، قصفت طائرات مقاتلة أيضا بنية تحتية لحزب الله في الخيام، وقصفت دبابات مبنى يستخدمه الحزب في كفركلا، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وجاء تبادل إطلاق النار بعد يوم من اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأمريكي جو بايدن في باريس، حيث قال الزعيمان إنهما سيعملان على منع المزيد من تصعيد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، المنخرطين في مناوشات عبر الحدود على مدى الأشهر الثمانية الماضية.

ومنذ 8 أكتوبر، قُتل 10 مدنيين في إسرائيل على طول الحدود الشمالية، وكذلك 15 جنديا واحتياطيا في الجيش الإسرائيلي. وقد أعلن حزب الله أسماء 334 من عناصره الذين قُتلوا على يد إسرائيل خلال المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم في سوريا أيضا. وفي لبنان، قُتل 62 مسلحا من فصائل مسلحة أخرى، وجندي لبناني، ونحو 90 مدنيا، بحسب حصيلة وكالة فرانس برس.

الرئيس الأمريكي جو بايدن (عاى يسار الصورة)، برفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يدلي بتصريحات صحفية بعد اجتماع ثنائي في قصر الإليزيه في باريس، 8 يونيو، 2024. (Saul Loeb/AFP)

وقال ماكرون في بيان مشترك مع بايدن خلال زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الأمريكي إلى فرنسا: “إننا نضاعف الجهود معا لتجنب انفجار إقليمي، خاصة في لبنان”.

وأضاف أن الجانبين يعملان على “تحقيق معايير متقدمة” لخفض التوترات وإنهاء الفراغ المؤسسي في لبنان. وقال إن البلدين طورا “تنسيقا وثيقا” في المناقشات “مع إسرائيل من جهة ومع لبنان وجميع الأطراف المعنية من الجهة الأخرى”.

ولم يذكر بايدن لبنان في البيان القصير، كما لم يذكر إيران التي قال ماكرون إنها تتبنى استراتيجية التصعيد في المنطقة، مستشهدا بهجوم طهران على إسرائيل وتطوير برنامجها النووي. وتُعتبر إيران أيضا داعما ماليا وعسكريا رئيسيا لحزب الله.

وقال ماكرون: “إن بلدينا مصممان على ممارسة الضغوط اللازمة لوقف هذا الاتجاه”.

لكن الهجمات بالصواريخ والمسيّرات من لبنان والغارات الجوية الإسرائيلية التي تأتي ردا عليها لم تظهر أي علامة على التراجع خلال نهاية الأسبوع.

يوم السبت، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات مقاتلة إسرائيلية نفذت سلسلة من الغارات الجوية في جنوب لبنان استهدفت خلية ومنصات إطلاق صواريخ. تم التعرف على خلية حزب الله وهي تدخل مبنى يستخدمه التنظيم في مركبا. وبعد وقت قصير، تعرض المبنى للقصف، بحسب الجيش الإسرائيلي، الذي أضاف إن طائرات مقاتلة قصفت أيضا أربع منصات إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله في شيحين وزبقين وحنين وحولا.

رجال إطفاء إسرائيليون يكافحون النيران في حقل في منطقة بانياس في هضبة الجولان، بسبب صواريخ تم إطلاقها من جنوب لبنان، 9 يونيو، 2024. (Jalaa MAREY / AFP)

وقال الجيش إن حزب الله أطلق خمسة صواريخ على منطقة الجليل مما أدى إلى نشوب حريق مساء السبت. كما تم إطلاق عدة صواريخ موجهة أخرى مضادة للدبابات على مالكيا ومسغاف عام، مما ألحق أضرارا بالمباني وأشعل حريقا آخر في الأخيرة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مصادر النيران بالمدفعية.

يوم السبت، أعلن حزب الله مسؤوليته عن إطلاق 10 صواريخ على الأقل على شمال إسرائيل طوال اليوم، وزعم أنه استخدم صواريخ “فلق 2” الثقيلة لأول مرة.

وتباهت المنظمة بأنها أطلقت وابلا من صواريخ “فلق 2” على قاعدة للجيش الإسرائيلي في شمال البلاد. وقال مصدر أمني لوكالة “رويترز” إن هذه هي المرة الاولى التي تستخدم فيها المنظمة هذا النوع من الصواريخ، بعد أن أطلقت صواريخ من طراز “فلق 1” الأصغر في عشرات المناسبات السابقة.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن