إسرائيل في حالة حرب - اليوم 344

بحث

مستوطنون يعودون إلى بؤرة إفياتار التي تم إخلاؤها ردا على هجوم اطلاق النار في حوارة بالضفة الغربية

المئات يتجمعون في البؤرة الاستيطانية المهجورة عقب هجوم إطلاق نار أسفر عن مقتل شقيقين إسرائيليين في حوارة، ويزعمون أن الحكومة تماطل في الوفاء بوعدها بالسماح لهم بالعودة إلى المكان بعد إخلائه في 2021

مستوطنون في مبنى في بؤرة إفياتار الاستيطانية، 26 فبراير، 2023. (Courtesy: Nachala)
مستوطنون في مبنى في بؤرة إفياتار الاستيطانية، 26 فبراير، 2023. (Courtesy: Nachala)

تجمع العشرات من الإسرائيليين في بؤرة إفياتار الاستيطانية التي تم إخلاؤها في الضفة الغربية ليل الأحد، وتعهدوا بإعادة توطين المكان ردا على هجوم أسفر عن مقتل إسرائيلييْن في بلدة فلسطينية في وقت سابق من اليوم.

وأفادت تقارير أنه تم ارسال عناصر من شرطة حرس الحدود إلى البؤرة الاستيطانية غير القانونية بعد وقت قصير من بدء المستوطنين بالوصول إليها، إلا أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان سيتم إخلاءهم.

تم إخلاء البؤرة الاستيطانية في عام 2021، عندما وافق سكانها على مغادرتها في إطار اتفاق مع الحكومة بعدم هدم منازلهم بينما تجري الدولة مسحا لتحديد ما الأجزاء التي يمكن البناء عليها في المكان وما الاجزاء الخاضعة لملكية فلسطينية خاصة.

وتأتي الخطوة لإعادة الاستيلاء على البؤرة الاستيطانية في الوقت الذي هاجم فيه مستوطنون آخرون بلدة حوارة المجاورة ومحيطها، وأشعلوا النيران في عشرات المنازل والسيارات. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينيا قُتل بالرصاص خلال أعمال الشغب وأصيب 20 آخرون بعضهم في حالة خطرة. واعتقلت القوات الاسرائيلية ستة اشخاص.

وجاءت هذه الأحداث في أعقاب هجوم إطلاق نار على طريق يمر عبر حوارة فتح فيه مسلح فلسطيني النار على مركبة استقلها الشقيقان الإسرائيليان هاليل ويغيل يانيف، مما أسفر عن مقتلهما.

ووصل المستوطنون إلى إفياتار بعد حلول الظلام، ودعوا آخرين للانضمام إليهم في الاستيلاء على الموقع. واحتشد عشرات الرجال في مبنى من المقرر أن يتم استخدامه كمعهد ديني، وبدأوا بنشيد الأغاني الحزينة والاحتفال بعودتهم إلى البؤرة الاستيطانية السابقة، بينما جادل آخرون قوات الشرطة التي حاولت إخلاءهم.

وأفاد موقع “واينت” الإخباري إن الطريق المؤدية إلى البؤرة الاستيطانية تكون عادة مغلقة من قبل جنود إسرائيليين الذين يحرسون الموقع في كشك حراسة، لكن المستوطنين قالوا إنهم تمكنوا من الصعود إلى التل دون الدخول في اشتباك مع القوات.

وقالت منظمات “نحالاه”، وهي جماعة ضغط تقوم بتنسيق حملات للمستوطنين، إن السكان السابقين لإفياتار يجلسون منذ عام ونصف منذ موافقتهم على إخلاء المكان في انتظار الحكومة حتى تسمح لهم بالعودة إلى المكان.

وقال أحد السكان السابقين في بيان نشرته نحالاه “بعد الأخبار الصعبة في السامرة اليوم، لا يمكن  أن تبقى الأمور على حالها وما يجب عمله هو العودة إلى إفياتار. لقد عدنا إلى إفياتار تماما كما وعدنا كل حزب في الإئتلاف”.

وأظهرت مقاطع فيديو عناصر شرطة حرس الحدود وهي تحاول المناورة بين المستوطنين وفي بعض الحالات تحاول إبعاد الناس، لكن لم يتضح ما إذا كانت الشرطة تقوم بالفعل بإخلاء البؤرة الاستيطانية السابقة. ولم يرد متحدث باسم شرطة حرس الحدود على طلبات عدة للتعليق.

ولقد أعرب منتقدون في الأشهر الأخيرة عن خشيتهم من أن حكومة اليمين المتطرف المؤيدة للاستيطان برئاسة بنيامين نتنياهو ستشجع المستوطنين على الاستيلاء على الأرض ومهاجمة أو تهديد الفلسطينيين دون خوف من التداعيات.

بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب اليمين المتطرف “الصهيونية الدينية”، حاول استخدام منصبه كوزير داخل وزارة الدفاع لمنع الإدارة المدنية من تنفيذ أوامر إخلاء لمستوطنين، إلا أنه اصطدم بمعارضة من وزير الدفاع يوآف غالات.

شريكه السياسي إيتمار بن غفير، زعيم حزب “عوتسما يهوديت” القومي المتطرف، يتولى منصب وزير الأمن القومي، الذي يمنحه السيطرة على الشرطة وهو يطالب بتسليمه السيطرة على شرطة حرس الحدود، التي تعمل بشكل عام تحت قيادة الجيش.

جنود ومستوطنون إسرائيليون ينظرون إلى قرية بيتا الفلسطينية قبل إخلاء بؤرة إفياتار الاستيطانية التي تم إنشاؤها حديثا بالقرب من مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية، 2 يوليو، 2021. (Emmanuel DUNAND / AFP)

في تغريدة نشرها في وقت متأخر الأحد، دعا سموتريتش المستوطنين إلى عدم أخذ زمام الأمور بأيديهم، ووعد بـ”أننا نعمل بجد على رد حقيقي على الإرهاب، عسكريا واستيطانيا”.

وقالت وزيرة المستوطنات أوريت ستروك إنها شعرت “بالتشجيع برؤية العودة إلى إفياتار”، حسبما أفاد موقع “واينت”.

بموجب شروط الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن مصير البؤرة الاستيطانية عام 2021، غادر المستوطنون الموقع بشكل سلمي وتم الإعلان عنه منطقة منطقة عسكرية مغلقة، مع الإبقاء على المنازل والطرق فيه دون هدم ودخول مفرزة من الجنود إليه.

في إطار الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في ظل الحكومة السابقة، تم إجراء مسح للمكان أفادت تقارير بأنه خلص إلى أن جزء من الأرض لم يكن مملوكا للفلسطينيين، ولكن منذ ذلك الحين لم يصدر إعلان رسمي بشأن تنظيم البؤرة الاستيطانية وعودة المستوطنين إليها.

متظاهرون فلسطينيون يشتبكون مع القوات الإسرائيلية خلال مظاهرة ضد البؤرة الاستيطانية إفياتار في قرية بيتا بالضفة الغربية، 6 أغسطس، 2021. (JAAFAR ASHTIYEH / AFP)

في وقت سابق الأحد، قال مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي إن إسرائيل “ستضفي الشرعية على تسع بؤرة استيطانية وستصادق على 9500 وحدة سكنية جديدة في يهودا والسامرة” في الأشهر القريبة.  جاء البيان ردا على بيان مشترك صدر بعد اجتماع لمسؤولين كبار من الأردن ومصر والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية وإسرائيل قال إن القدس وافقت على تجميد مشاريع استيطانية جديدة.

تم تسمية البؤرة الاستيطانية على اسم إفياتار بوروفسكي، الذي قُتل في هجوم طعن وقع في مفرق تبواح على يد فلسطيني في عام 2013. انتقلت عشرات العائلات من المستوطنين إلى المكان، والذي كان موقعا في السابق لبؤر استيطانية أخرى دمرتها السلطات الإسرائيلية، ردا على ذلك وأسسوا المدرسة الدينية في الموقع.

ويقول فلسطينيون في القرى المجاورة إن البؤرة الاستيطانية أقيمت على أراضيهم ويخشون أن تنمو وتندمج مع مستوطنات أكبر قريبة. قبل إخلاء المستوطنين للمكان في عام 2021، نظم الفلسطينيون احتجاجات شبه يومية أدت إلى اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية.

اقرأ المزيد عن