إسرائيل في حالة حرب - اليوم 645

بحث

مستوطنون يحرقون موقعا أمنيا في الضفة الغربية، ويثيرون شغبا ضد ضابط “خائن” في الجيش الإسرائيلي

الجيش يقول إن هجوم الحرق المتعمد على منشأة لمكافحة الإرهاب ”يشكل خطرا على أمن السكان“، وينشر ينشر لقطات من كمين نصبه مستوطنون يوم الجمعة ضد دورية عسكرية

منشأة أمنية في الضفة الغربية أضرمت فيها النيران مستوطنون خلال الليل، 30 حزيران 2025. (Israel Defense Forces)
منشأة أمنية في الضفة الغربية أضرمت فيها النيران مستوطنون خلال الليل، 30 حزيران 2025. (Israel Defense Forces)

أضرم عشرات المتطرفين اليهود النار في منشأة أمنية وأثاروا أعمال شغب خارج قاعدة في الضفة الغربية خلال الليل بين يومي الأحد والاثنين، بعد أيام من تعرض ضابط في الجيش الإسرائيلي للاعتداء من قبل مستوطنين.

وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها ”قائد الكتيبة خائن“ في إشارة إلى الضابط.

وقال مسؤول عسكري إن بعض المستوطنين حاولوا اقتحام قاعدة لواء بنيامين الإقليمية في وسط الضفة الغربية، وألقوا الحجارة ورشوا الغاز المسيل للدموع على الجنود، وقاموا بثقب إطارات مركبات عسكرية.

واستخدمت قوات شرطة حرس الحدود قنابل صوتية لتفريق المتظاهرين.

بالإضافة إلى ذلك، أضرم مستوطنون إسرائيليون النار في منشأة أمنية تقدّر قيمتها بملايين الشواكل تستخدم ”لإحباط الهجمات الإرهابية والحفاظ على الأمن“ في منطقة رام الله بالضفة الغربية خلال الليل، وفقا للجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش إن الأضرار التي لحقت بالموقع “تشكل خطرا على أمن السكان”.

مستوطنون خارج قاعدة لواء بنيامين العسكري في الضفة الغربية، 29 يونيو 2025. (Screenshot/IDF)

وقال الجيش في بيان: ”يدين جيش الدفاع أي عمل عنيف ضد قوات الأمن، ويتوقع من قوات الأمن أن تقدم إلى العدالة المدنيين الإسرائيليين الذين يؤذون أفراد الأمن الذين يؤدون واجبهم في حماية المواطنين الإسرائيليين“.

وأضاف أنه ”سيواصل التركيز على حماية المدنيين، مع إنفاذ القانون ومنع أي نشاط غير قانوني، أينما وقع“.

ولم ترد أنباء عن اعتقالات في أي من الحادثتين. وفتح جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) تحقيقا في حريق المنشأة الأمنية.

النشطاء الذين أثاروا أعمال الشغب خارج القاعدة احتجوا على إطلاق طلقات تحذيرية على مستوطنين نصبوا كمينا لدورية عسكرية ليلة الجمعة، مما أسفر على ما يبدو عن إصابة فتى.

وطالبوا الجيش بمحاكمة قائد الكتيبة 7114 التابعة للواء بنيامين، الذي تعرض لهجوم مع جنود آخرين على يد متطرفين يهود في وقت سابق من المساء، ولم يتواجد في مقربة من مكان إطلاق النار.

وقع حادث إطلاق النار ليلة الجمعة بعد أن تم إرسال جنود الاحتياط والشرطة إلى منطقة قريبة من قرية كفر مالك الفلسطينية بسبب وصول عدة مشتبه بهم إلى هناك.

وكانت المنطقة قد أُعلنت منطقة عسكرية مغلقة في أعقاب هجوم للمستوطنين عليها يوم الأربعاء، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، ومحاولات متكررة من قبل المستوطنين لإقامة بؤرة استيطانية غير قانونية بالقرب من القرية على أراض فلسطينية خاصة.

وعندما وصلت القوات إلى المكان، بما في ذلك قائد الكتيبة، تعرضت لهجوم من المستوطنين الذين طلبوا الدعم.

وصل حوالي 70 مستوطنا إلى المنطقة، حيث قاموا بضرب الجنود وخنقهم ورشقهم بالحجارة، وقاموا بثقب إطارات سيارة شرطة، وفقا للجيش الإسرائيلي.

وردت القوات باستخدام وسائل تفريق الشغب، بما في ذلك قنابل صوتية. ومع ذلك، لم تستخدم القوات الموجودة هناك أسلحة نارية. وتم اعتقال ستة مشتبه بهم.

الحادث الثاني في ذلك المساء – الهجوم على دورية عسكرية – وقع بعد حوالي ساعتين في الساعة 12:37 فجرا، على بعد حوالي ستة كيلومترات من المكان الذي تعرض فيه قائد الكتيبة وقواته لهجوم من قبل المستوطنين.

يوم الأحد، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر لحظات تعرض الدورية لكمين من قبل ملثمين.

بعد تعرضهم لهجوم على يد 10 إلى 20 مشتبها بهم ملثمين كانوا مختبئين على تلة، أمر قائد الدورية القوات بالانعطاف، وفقا لتحقيق أجراه الجيش الإسرائيلي.

ثم خرج الضابط لفترة وجيزة من السيارة وأطلق ثلاث طلقات تحذيرية في الهواء، وفقا لبروتوكول الجيش، في محاولة لوقف رشق الحجارة.

تقدم الضابط نحو المشتبه بهم الملثمين لمواصلة ”إجراءات اعتقال المشتبه بهم“، وعندها أدرك أنهم يهود وليسوا فلسطينيين، حيث صرخ أحد المهاجمين باللغة العبرية في وجه الجندي: ”سأطلق النار على رأسك، يا ابن العاهرة“.

بعد ذلك فر جميع المشتبه بهم من المنطقة، قبل أن يتم اعتقالهم على ما يبدو.

بعد حوالي نصف ساعة، في الساعة 1:03 فجرا، تم إحضار صبي إسرائيلي يبلغ من العمر 14 عاما إلى مركز عسكري قريب وهو مصاب بطلق ناري في كتفه.

وعولج الفتى من قبل مسعفين عسكريين ومسعفين من مؤسسة “نجمة داوود الحمراء”، وتم نقله إلى المستشفى. ووفقا للجيش، رفض المستوطنون الذين أحضروه إلى المركز العسكري تقديم أي تفاصيل عن ملابسات إصابته.

رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي إيال زامير (على يمين الصورة)، يصافح قائد الكتيبة 7114 في لواء بنيامين الإقليمي، المقدم “غيمل”، في وسط الضفة الغربية، 28 يونيو 2025. (Israel Defense Forces)

وقال الجيش الإسرائيلي إن الضابط لم يطلق النار مباشرة على أي شخص خلال الحادث، وسيتم فحص الرصاصة التي استقرت في جسد الفتى.

وقال الجيش أنه من الممكن أن تكون إحدى الطلقات التحذيرية التي أطلقت في الهواء أصابت الصبي، لكنه أشار إلى أن الضابط تصرف تماما وفقا للبروتوكول.

وقال ضابط كبير:”إذا أصيب شخص يهدد قواتنا، فهذا شأنه. ماذا يفعل صبي يبلغ من العمر 14 عاما وهو ملثم ويرشق الحجارة على دورية للجيش؟”

تقع هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية بشكل شبه يومي دون عقاب، ونادرا ما يتم اعتقال المشتبه بهم، والملاحقة القضائية لهم هي أمر أكثر ندرة. وقد أثار هذا الوضع انتقادات دولية متزايدة وعقوبات متصاعدة من الحكومات الغربية.

وفي حين يتمتع المستوطنون المتطرفون بدعم بعض أعضاء حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة، فقد تم إدانة الهجوم الأخير.

وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي انتقد يوم الأحد القوات لاستخدامها الذخيرة الحية ليلة الجمعة أثناء الدفاع عن نفسها ضد المهاجمين من المستوطنين، قال يوم الاثنين إن المتظاهرين ”تجاوزوا الخط الأحمر“.

وكتب على حسابه على منصة X: ”المجرمون هم مجرمون في كل مكان في البلاد“.

وأضاف: ”العنف ضد جنود جيش الدفاع والشرطة الإسرائيلية الأعزاء وتدمير الممتلكات أمر محظور ويتجاوز الخط الأحمر“، داعيا الشرطة إلى التحقيق في الحوادث وتقديم المسؤولين إلى العدالة.

وزير المالية ورئيس حزب “الصهيوني المتدينة” بتسلئيل سموتريتش يقود اجتماعا لكتلة حزبه في الكنيست في القدس، 9 يونيو 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

وقال سموتريتش إن المتطرفين لا يمثلون غالبية المستوطنين الذين يعيشون في الضفة الغربية.

وقال عضو الكنيست أفيحاي بوآرون من حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو إن الهجمات كانت ”سلوكا غير قانوني على ما يبدو“، لكنه أضاف لموقع “واللا” الإخباري إنها كانت أعمال ”شباب مهمشين“.

وأضاف أن المتطرفين الإسرائيليين لا ينبغي مقارنتهم بالفلسطينيين الذين يلقون الحجارة.

وقال: ”الحجر هو حجر، لكن اليد التي ترميه ليست هي نفس اليد التي ترميه – بالطبع النية مختلفة“، مضيفا أن المتطرفين الإسرائيليين لا ينبغي معاملتهم كـ”أعداء“.

النائب عن حزب “الليكود” أفيحاي بوآرون يتحدث خلال اجتماع للجنة التعليم والثقافة والرياضة في الكنيست، 19 فبراير 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

في العام الماضي، أنهى وزير الدفاع يسرائيل كاتس سياسة الاعتقالات الإدارية – وهي احتجاز شخص لفترة غير محددة دون توجيه تهمة إليه – بالنسبة للمستوطنين المتطرفين، بينما أبقى عليها بالنسبة للفلسطينيين. وعادة ما تستخدم هذه الأداة عندما تعتقد السلطات أن لديها معلومات استخباراتية تربط مشتبها به بجريمة ما، ولكنها لا تملك أدلة كافية لتوجيه تهمة إليه أمام المحكمة.

ويخضع رئيس شرطة الضفة الغربية للتحقيق بتهمة تجاهل عنف المستوطنين بهدف كسب ود وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. وقد سُمح له بالعودة إلى منصبه على الرغم من استمرار التحقيق.

اقرأ المزيد عن