مستوطنون إسرائيليون يعتدون على فلسطينيين أثناء عملهم في أرض زراعية بموافقة من الجيش
استهداف عمال وسكان فلسطينيين أثناء حرثهم أراضي بالضفة الغربية بالتنسيق مع الجيش؛ إصابة 5 فلسطينيين و2 إسرائيليين في المواجهات

اعتدى مستوطنون متطرفون إسرائيليون ليوم الأربعاء على مزارعين وسكان فلسطينيين أثناء قيامهم بأعمال زراعية في أراضي فلسطينية في منطقة تلال جنوب الخليل بالضفة الغربية، ما أدى إلى إصابة خمسة فلسطينيين.
وزعم ناشطون استيطانيون أن شابين إسرائيليين أصيبا أيضا في الحادثة، واتهموا فلسطينيين و”فوضويين يساريين” بالاعتداء عليهم أثناء رعيهم للأغنام في المنطقة.
لكن الجيش قال إن الحادثة وقعت على أرض فلسطينية أثناء أعمال زراعية ينسقها أصحاب الأراضي الفلسطينيون مع السلطات العسكرية وبموافقتها.
وكان أصحاب الأراضي الفلسطينيون يحرثون أراضيهم الواقعة بين مستوطنة سوسيا والبؤرة الاستيطانية غير الشرعية “متسبي يائير”، غربي قرية قواويس الفلسطينية.
ويحتاج المزارعون الفلسطينيون في كثير من الأحيان إلى تنسيق الوصول إلى أراضيهم مع الجيش الإسرائيلي، وخاصة في الحالات التي تكون فيها الأرض قريبة من مستوطنة أو بؤرة استيطانية، بدعوى حماية الفلسطينيين من هجمات المستوطنين المتطرفين.
ولم تتم الموافقة على تنسيق العمل الزراعي المقرر يوم الأربعاء إلا بعد نحو عام من المعارك القانونية، في أعقاب التماس قدمته إلى محكمة العدل العليا المحامية د. قمر مشرقي-أسعد من منظمة “حقل” الحقوقية، والتي كثيرا ما تمثل السكان الفلسطينيين في المنطقة في الإجراءات القانونية.
لكن رغم تواجد القوات الإسرائيلية في المنطقة لضمان استمرار العمل الزراعي المنسق، فهاجم المستوطنون العمال الفلسطينيين، كما هاجموا حسب التقارير قوات الجيش التي تواجدت في الموقع.
وقال الجيش إن “اشتباكات عنيفة وقعت بين فلسطينيين ومواطنين إسرائيليين خلال أعمال حرث أراضٍ مخطط لها مسبقاً في أراض فلسطينية بالقرب من مستوطنة متسبيه يائير”.
وقال الجيش إن الحادث تضمن “إلقاء حجارة متبادل واستخدام رذاذ الفلفل”، وأضاف أنه عندما وردت التقارير عن الحادث، “سارعت قوات الجيش وحرس الحدود إلى المكان وفرقت الحادث”.
وقال الجيش إنه لم يتم اعتقال أي شخص، على الرغم من أن مرشقي أسعد قالت إن الشرطة اعتقلت فلسطينيين اثنين واحتجزتهما في مركز شرطة كريات أربع. وأفرجت عنهما في وقت لاحق من مساء الأربعاء.
وتظهر لقطات فيديو التقطها ناشطون لحقوق الفلسطينيين والحقوق المدنية مجموعة إسرائيليين، بعضهم يرتدي الزي اليهودي التقليدي، وهم يخربون جراراً تابع للعمال فلسطينيون.
وأظهرت صور من مكان الحادث أيضًا معاناة العمال وسكان القرية من آثار رذاذ الفلفل الذي تم رشه في عيونهم.
وبحسب مشرقي-أسعد ونشطاء آخرين، هاجم المتطرفون اليهود الفلسطينيين بالحجارة والهراوات، ورشوهم بغاز الفلفل، وثقبوا إطارات جرار كان يستخدم في حرث الأرض.

وتم نقل خمسة من الفلسطينيين المصابين في الحادث بسيارات الإسعاف إلى المستشفى لتلقي العلاج، وظل أحدهم يرقد في المستشفى حتى ساعة متأخرة من ليل الأربعاء.
وقالت مشرقي-أسعد إن قائد لواء يهودا الإقليمي في الجيش الإسرائيلي العقيد شاحار بركائي كان في مكان الحادث وأوقف العمل الزراعي بسبب العنف.
وأضافت أن المهاجمين الإسرائيليين توجهوا بعد ذلك إلى قرية القواويس نفسها، واعتدوا على المواطنين في أراضي القرية، وألحقوا أضرارا بالممتلكات.
وقال ناشطون إن عمالاً وسكان فلسطينيين ألقوا الحجارة على الإسرائيليين خلال الهجوم، في محاولة لإبعادهم، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم في الرأس. ووفقاً لبيان صادر عن ناشطين استيطانيين، تم نقل أحد الإسرائيليين المصابين إلى المستشفى، على الرغم من أن الناشطين الفلسطينيين قالوا إنهم لم يروا سيارات إسعاف إسرائيلية تصل إلى مكان الحادث.

وزعم ناشطون استيطانيون أنه تم الاعتداء على المستوطنين أثناء رعيهم لأغنامهم بالقرب من مستوطنة سوسيا.
وقد تعرضت قرية القواويس لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين المتطرفين في المنطقة، وكان سكانها من بين سكان مجموعة من القرى الفلسطينية الصغيرة الريفية في المنطقة الذين قدموا التماسا إلى المحكمة العليا بمساعدة منظمة “حقل” يطالبون فيه المحكمة بإصدار أمر للشرطة بحمايتهم من عنف المستوطنين.
واتهم رئيس مجلس جنوب جبال الخليل الإقليمي الذي يضم المستوطنات المحلية إيليرام أزولاي الفلسطينيين بمهاجمة المستوطنين، ودعا إلى إبعاد “الفوضويين اليساريين” عن المنطقة.
وتأتي هذه الحادثة على خلفية سلسلة من الهجمات العنيفة التي شنها مستوطنون إسرائيليون ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية. ففي مساء الأحد، هاجم متطرفون ثلاث قرى فلسطينية في وسط الضفة الغربية، وأضرموا النار في منازل ومركبات. كما هاجم المستوطنون قريتين فلسطينيتين أخريين في منطقة قلقيلية مساء الاثنين.
واتهمت السلطات الإسرائيلية بغض الطرف عن العنف المستوطنين المتفشي، حيث عزا كثيرون ذلك إلى الجناح اليميني المتطرف في الحكومة، بما في ذلك وزير الشرطة المنتهية ولايته إيتامار بن غفير، وهو محام معروف بالدفاع عن المستوطنين المتهمين بارتكاب هجمات عنيفة. ولم يتم إجراء أي إعقالات تقريبا وفقًا للمراقبين.
وأدى فشل إسرائيل في كبح جماح عنف المستوطنين إلى دفع إدارة بايدن إلى البدء في إصدار عقوبات ضد المستوطنين العنيفين في الضفة الغربية العام الماضي. وأنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظام العقوبات يوم الاثنين كجزء من سلسلة من الأوامر التنفيذية التي وقعها في أول يوم له في منصبه.