إسرائيل في حالة حرب - اليوم 366

بحث

مستضيفا وزير الخارجية الإسرائيلي كوهين في كييف، زيلينسكي يقول إن إيران “عدو مشترك”

تعهد وزير الخارجية بتقديم نظام إنذار للدفاع الجوي لأوكرانيا في غضون أشهر، ويتطلع إلى تعزيز التعاون ضد طهران في الهيئات الدولية؛ التلفزيون الروسي يستنكر زيارة كوهين لـ "دولة نازية"

وزير الخارجية إيلي كوهين يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي في كييف، أوكرانيا، 16 فبراير 2023 (Shlomi Amsalem / GPO)
وزير الخارجية إيلي كوهين يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي في كييف، أوكرانيا، 16 فبراير 2023 (Shlomi Amsalem / GPO)

كييف، أوكرانيا – أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزير الخارجية إيلي كوهين أن إيران “عدو مشترك” خلال اجتماعهما في كييف يوم الخميس.

وتحدث الاثنان عن تعزيز التعاون ضد إيران في المحافل الدولية، بحسب كوهين.

وقال كوهين لزيلينسكي: “يتم الكشف عن الوجه الشرير لإيران في أوكرانيا”.

وتقوم إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة تُستخدم لمهاجمة أوكرانيا، بما في ذلك ضربات جوية على البنية التحتية المدنية.

وأكد كوهين لزيلينسكي أن إسرائيل “تدعم وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها”، بحسب وزارة الخارجية.

وقال زيلينسكي بعد الاجتماع إن إسرائيل “كانت دائما شريكنا المهم في الشرق الأوسط”.

حطام ما وصفته كييف بطائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد” والتي أسقطت بالقرب من كوبيانسك، أوكرانيا، 13 سبتمبر، 2022.(Ukrainian military’s Strategic Communications Directorate via AP)

وقال في بيان: “أنا ممتن للمساعدة الإنسانية التي تم تقديمها. ناقشنا مشاركة البلاد في إعادة الإعمار بعد الحرب. يمكن لأوكرانيا استخدام تجربة إسرائيل في إزالة الألغام”.

وأضاف أنه يأمل أن تساهم زيارة كوهين في تعزيز التعاون الثنائي.

والتقى كوهين مع الزعيم الأوكراني في مكتبه في كييف، بعد أن تم إرشاده عبر الممرات المظلمة من قبل حراس مع مصابيح.

وزير الخارجية إيلي كوهين يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي في كييف، أوكرانيا، 16 فبراير 2023 (Shlomi Amsalem / GPO)

وعرض كبير الدبلوماسيين الإسرائيليين على زيلينسكي ووزير خارجية أوكرانيا إجراءات دعم جديدة، بما في ذلك ضمان قرض بقيمة 200 مليون دولار للرعاية الصحية والبنية التحتية المدنية، والتعهد بتطوير “نظام إنذار مبكر ذكي”.

وسيكون نظام إنذار الضربات الجوية مشابهًا للتقنية التي تستخدمها إسرائيل لتحذير المدنيين من الهجمات الصاروخية.

ومن المتوقع أن يصل النظام إلى أوكرانيا في غضون 3-6 أشهر.

كما طلب زيلينسكي من كوهين زيادة عدد الجنود الجرحى الذين يتلقون العلاج في إسرائيل، والسماح لـ 15 آلاف أوكراني آخرين بدخول إسرائيل بتصاريح عمل.

وقال كوهين إن إسرائيل ستعرض قائمة إجراءات ملموسة، بما في ذلك مشاريع إعادة الإعمار والمياه، في غضون 3-4 أشهر.

مجموعة من المرضى في مستشفى ميداني إسرائيلي في موستيسكا، أوكرانيا، 26 مارس 2022. (Screenshot: Kan public broadcaster)

وبلغت قيمة مشاريع المساعدات الإسرائيلية خلال العام الماضي 80 مليون شيكل (22.5 مليون دولار).

كما تعهد كوهين بأن إسرائيل ستصوت لصالح “قرار السلام” الذي سيطرح للتصويت في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي.

والتقى كوهين في وقت سابق الخميس مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا.

وقال كوهين إلى جانب نظيره الأوكراني: “إسرائيل، كما ذّكر في الماضي، تتضامن مع الشعب الأوكراني، وتظل ملتزمة بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها”.

وبدا كوليبا إيجابيا بحذر في بيانه، قائلاً إنه “راضٍ” عن محادثتهما، وغرّد قائلاً إن أوكرانيا “ممتنة لكل الدعم الذي قدمته إسرائيل والإسرائيليون خلال العام الماضي”.

وقالت المصادر التي تحدثت إلى كوليبا بعد الاجتماع لتايمز أوف إسرائيل إن وزير الخارجية الأوكراني أشار إلى أنه مسرور بالحوار.

وقال كوليبا في بيان “إسرائيل تعرف جيدا قائمة احتياجاتنا الأمنية والدفاعية. سننتظر اتخاذ القرارات”.

وأضاف أن هناك أساسًا متينًا لبناء العلاقات، لكن سيحتاج الجانبان إلى اتخاذ المزيد من القرارات بشأن العلاقة.

لكن ظهرت الكثير من الأدلة التي تشير إلى خلافات واسعة بين البلدين خلال زيارة كوهين. ورفض كوهين مرة أخرى إدانة روسيا بالاسم، وتجنب كوليبا ذكر إيران.

وفي تصريحات لوسائل إعلام عبرية، أعرب مسؤول أوكراني كبير عن خيبة أمله إزاء تصريحات كوهين خلال الزيارة، مشيرًا إلى أن كوهين تجنب ذكر روسيا أثناء زيارته لبوتشا، حيث ذبحت القوات الروسية المئات.

ودقت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في كييف خلال لقاء الدبلوماسيان الكبار.

كوهين هو أكبر مسؤول إسرائيلي يزور أوكرانيا منذ غزو روسيا قبل نحو عام.

وبدأت زيارته في بوتشا، إحدى ضواحي كييف حيث قتلت القوات الروسية أكثر من 450 مدنيا العام الماضي، وبابين يار، الوادي الذي قتل فيه النازيون والمتعاونون معهم أكثر من 30 ألف يهودي في سبتمبر 1941.

وزير الخارجية إيلي كوهين يضع إكليلا من الزهور على مقبرة جماعية تضم 116 مدنيا قتلوا على يد الروس في بوتشا، كييف، أوكرانيا، 16 فبراير، 2023. (Lazar Berman / Times of Israel)

لكن يبدو أن الكرملين لم يرحب بالزيارة، حيث افتتحت القناة الأولى الروسية الرسمية بثها مع تعبير مذيعها عن استيائه من زيارة كوهين إلى “دولة نازية”.

وقال إن كوهين كان يجتمع مع زيلينسكي، “رئيس يهودي، وهو نازي أيضًا”. وتعرضت تصريحات المسؤولين الروس لانتقادات من قبل إسرائيل والولايات المتحدة في الماضي.

بعد يوم من زيارة استغرقت يوما واحدا لتركيا، وصل كوهين إلى جيشوف في بولندا ليلة الأربعاء، ثم استقل قطارا في رحلة ليلية مع وفده من مدينة برزيميسل الحدودية البولندية إلى كييف.

بسبب مخاوف أمنية، ظلت الزيارة طي الكتمان حتى وصل كوهين إلى بوتشا.

وحضر كوهين أيضًا مراسم لإعادة فتح السفارة الإسرائيلية رسميًا في كييف، والتقى بأعضاء الجالية اليهودية في كييف في كنيس برودسكي.

ومن المقرر أن يعود وزير الخارجية إلى إسرائيل صباح الجمعة بعد رحلة أخرى بالقطار ليلا إلى بولندا.

وانضم إلى كوهين في رحلته المدير العام لوزارة الخارجية رونين ليفي وسيمونا هالبرين، رئيسة مكتب أوراسيا في الوزارة.

في ظل حكومة نفتالي بينيت ويائير لبيد، سعت إسرائيل إلى الحفاظ على موقف محايد إلى حد كبير بشأن الحرب، مع إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع كل من موسكو وكييف. لم يخف المسؤولون الأوكرانيون إحباطهم، ووجهوا انتقادات علنية لإسرائيل عدة مرات لعدم اتخاذ موقف أكثر حزما ورفضها إرسال أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا.

وزير الخارجية إيلي كوهين (يمين) يسير مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا في كييف، 16 فبراير 2023 (Shlomi Amsalem GPO)

ومن المتوقع أن يسلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أشاد بموقف أسلافه “الحكيم”، مسارا مماثلا. لكن زيارة وزير خارجيته، وهو حليف له في حزب “الليكود”، هي علامة على أنه يريد أن يُنظر إليه على الأقل أنه يحاول إحداث فارق ملموس في اتجاه كييف.

على الرغم من أنه يتم الترحيب به الآن في أوكرانيا، فقد تمكن كوهين من إثارة غضب قيادة البلاد في الأسبوع الأول له في المنصب الشهر الماضي عندما أعلن أن إسرائيل “ستتحدث أقل” عن الحرب. تم تفسير التعليق على أنه إشارة إلى أن الحكومة الجديدة لن تدين روسيا علانية كما فعل لبيد.

تحدث كوهين أيضا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ذلك الأسبوع، قبل إجراء مكالمة مع أي مسؤول أوكراني. قالت مصادر في كييف في البداية إنها غير واثقة من أنه سيتم إجراء مكالمة على الإطلاق، لكن كوليبا وكوهين تحدثا في نهاية المطاف في منتصف يناير، عندما دعا الأول نظيره الإسرائيلي إلى كييف.

مع تعرض حكومته لانتقادات من الحلفاء الغربيين بسبب الاعتراف بالمستوطنات واقتراح لإضعاف القضاء بشكل كبير، نتنياهو حريص على إظهار حسن نواياه في أوروبا والولايات المتحدة. من المؤكد أن زيادة الدعم لأوكرانيا – القضية التي تهيمن على النقاش بين صناع السياسة في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي – ستكسبه بعض النقاط.

كانت هناك مؤشرات أخرى على أن إسرائيل منفتحة على إمالة كفة الميزان قليلا لصالح أوكرانيا. خلال لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من هذا الشهر، أعرب نتنياهو عن استعداده لإرسال “أشياء عسكرية” إلى كييف، وفقا لمسؤول مطلع على المحادثة، مشددا في الوقت نفسه على أنه لا يمكن له الذهاب بعيدا دون استفزاز روسيا.

كما أنه قال لماكرون إنه “من السابق لأوانه التفكير في الوساطة”، موضحا أنه لن يدفع بدوره كوسيط بين روسيا وأوكرانيا حتى تطلب منه روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة القيام بذلك.

ورفض مكتب رئيس الوزراء التعليق على المحادثة.

اقرأ المزيد عن