مستشفى هداسا يعتزم إقالة طبيب عربي بسبب مزاعم أنه أشاد بمنفذ هجوم مصاب وقدم له قطعة حلوى
نفى أحمد محاجنة الإشادة بمنفذ هجوم طعن يتلقى العلاج في هداسا عين كارم، أو تقديم الكنافة له، واتهم رجال الشرطة باستهدافه بسبب خلفيته العائلية
يعتزم مستشفى في القدس إقالة طبيب عربي يُزعم أنه أشاد بفلسطيني يشتبه في تنفيذه هجوم ويتلقى العلاج هناك، وأحضر له طعاما لم يوفره المستشفى، ثم قام بإهانة وعصيان ضابط شرطة.
يؤكد الطبيب أحمد محاجنة، الذي تم إيقافه عن العمل في انتظار إقالته المحتملة، أنه لم يشيد بالمشتبه به أو يحضر له الطعام وينفي دعم الإرهاب.
ويزعم أن المستشفى تجاهل روايته للأحداث، بما في ذلك تأكيدات شهود عيان، وحرمانه من الإجراءات القانونية الواجبة. كما أثارت نقابة الأطباء الإسرائيلية تساؤلات حول خطط هداسا لمعاقبة الطبيب، مشيرة إلى الادعاءات المتضاربة، لكن المستشفى يؤكد أنه اتبع جميع اللوائح المتعلقة بالإجراءات التأديبية.
في 24 نوفمبر، كتب مركز هداسا الطبي عين كارم في رسالة إلى نقابة الأطباء الإسرائيلية أنه يعتزم فصل محاجنة، مستشهدا بتحقيقه في تعامل الطبيب في 26 أكتوبر مع محمد أبو قطيش، وكذلك جلسة تأديبية لاحقة.
وفتح التحقيق بعد تلقي عدد غير محدد من الشكاوى حول تصرفات محاجنة من مصدر أو مصادر لم يتم الكشف عن هويتها للجمهور أو لمحاجنة.
وأصيب أبو قطيش (16 عاما) بجروح خطيرة في هجوم طعن يوم 22 أكتوبر في حي “جفعات هميفتار” في القدس، وفقا للسلطات الإسرائيلية. وأطلق ضابط النار عليه بعد مطاردة قصيرة وتم نقله إلى المستشفى في حالة خطيرة.
وفي رسالته إلى نقابة الأطباء الإسرائيلية، كتب هداسا أن محاجنة “جلب طبقا من الحلوى (كنافة) وطبقا من المعكرونة والخضروات والجبن إلى المعتقل”.
وزعم أن محاجنة “بارك” أبو قطيش، قائلا له “مبروك” و”صحة”، وأنه وصفه بـ”الشهيد” في حديثه مع موظفين آخرين.
كما اتهم المستشفى الطبيب بـ”إهانة ضابط شرطة”.
وخلصت الرسالة إلى أن “محاجنة، بكلماته وأفعاله، انتهك بشكل جذري واجبه تجاه هداسا وارتكب مخالفة جسيمة تبرر اتخاذ إجراءات تأديبية خطيرة. وهكذا، يعتقد هداسا أن الخطوة المطلوبة هي إنهاء عمله في هداسا، وهي خطوة ينوي المستشفى اتخاذها”.
وقال محاجنة، المنحدر من أم الفحم، لتايمز أوف إسرائيل إن الأحداث كما وردت في الرسالة كانت محرّفة، وأنها استندت إلى مصادر متحيزة ضده. ونفى دعمه للإرهاب في حياته، وقال إنه يعتقد أن “الإرهابيين يستحقون العقاب”.
זה ד"ר אחמד מחג'נה, שפוטר מבית החולים הדסה אחרי שימוע כי "הביא עוגה למחבל שביצע פיגוע בירושלים". אלא שהמרחק בין הטענות שהופצו נגדו לבין המציאות גדול. גם אני טעיתי כשפרסמתי את דרישת הפצוע לפטר אותו, אבל כששמעתי את גרסת הרופא החלטתי להסיר את הידיעה ולפרסם את גרסתו, שחשוב תישמע: pic.twitter.com/SxdzlYqkn4
— Inbar Twizer ענבר טויזר (@inbartvizer) November 27, 2022
وبحسب رواية محاجنة، قام في 26 أكتوبر مع زميل بطلب الطعام للاحتفال بالنجاح في امتحانات الإقامة الطبية، بما في ذلك الكنافة. وعندما بقي الكثير من الطعام، اقترح بعض الموظفين الآخرين في المستشفى تقديمه للمرضى.
وقال الطبيب إن شخصا آخرا من طاقم المستشفى أحضر الطعام لأبو قطيش بينما تصادف وجوده هناك ليفحصه.
وأضاف: “وسألته بالعربية كيف حاله. لم أقل للإرهابي مبروك أو صحة وبالتأكيد ليس شهيد”.
وبحسب محاجنة، بعد وقت قصير، دخل ضابط شرطة يحرس أبو قطيش إلى صالة الموظفين وصرخ “من الطبيب الذي كان في غرفة [الإرهابي]؟” ورد محاجنة بأنه كان الطبيب في الغرفة، مما أغضب الضابط، كما يتذكر.
وفقا لرسالة المستشفى، واجه الضابط محاجنة لأن إطعام المريض طعاما من الخارج يتعارض مع بروتوكول المستشفى.
وعندما طلب ضابط شرطة ثان من محاجنة أن يعرّف عن نفسه، رفض. وفي تلك اللحظة، بدأ الضابط بتصويره. وزعمت هداسا أن محاجنة قال للضابط “لماذا تقوم بتصويري؟ هل أنت غبي”، لكن محاجنة قال إن تعليقه كان “من الغباء أن تقوم بتصويري”.
وقال محاجنة: “قصدت أن التصوير كان غبيا، وليس الضابط الذي لم أكن أعرفه”.
وإضافة إلى إهانة الضابط، انتقدت هداسا محاجنة لعدم الكشف عن هويته، حتى بعد إبلاغه بأنه ملزم بالقيام بذلك بموجب القانون الإسرائيلي.
وادعت هداس تسفي، نائبة مدير الأخلاقيات الطبية بالمنظمة الإسرائيلية غير الحكومية “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، أن الشرطة بحاجة إلى سبب معقول لطلب إظهار بطاقة الهوية، نقلاً عن محامي المنظمة. وأضافت أن محاجنة كان يرتدي بطاقة عليها اسمه.
وقالت تسفي أنه في حين أن تقديم الطعام للمرضى من خارج المستشفى يعتبر مخالفا لبروتوكول هداسا، إلا أنه نادرا ما يتم تطبيقه. وبمجرد اتخاذ القرار بتوزيع بقايا الطعام، فإن حجب حصة من المشتبه به المحتجز كان سينتهك مبدأ أخلاقيات مهنة الطب المتمثل في المساواة في المعاملة.
ويتباهى هداسا، مثل المستشفيات الأخرى، بتوفيره معاملة متساوية لجميع المرضى، بما في ذلك منفذي الهجمات. وفي عام 2009، نشر نحمان آش، المدير الحالي لوزارة الصحة، وثلاثة أطباء آخرين، من بينهم اثنان من هداسا، دراسة في المجلة الأمريكية للأخلاقيات الحيوية دعت بحماس لقيام المهنيين الطبيين بمعالجة الإرهابيين كما يعالجون أي مريض آخر.
ويعتقد محاجنة أن الشهادة التي أدلى بها عناصر الشرطة للمستشفى نابعة من حقيقة أن والده محامي دفاع لمشتبهين فلسطينيين بالإرهاب، بما في ذلك ستة سجناء فروا من سجن جلبوع في سبتمبر 2021.
وقال المستشفى في رسالته إن محاجنة ادعى أن الضباط استهدفوه بسبب عمل والده، لكنه رفض هذه النظرية قائلا أنها “محيرة ومستبعدة بشكل واضح” بالنظر إلى طلب الضابط أن يطّلع على بطاقة هويته.
ويعترض محاجنة على هذا الادعاء، لكنه قال إنه يعتقد أن الضباط نظروا في خلفيته قبل عرض روايتهم للأحداث على هداسا. وزعم أن أحد كبار الموظفين في المستشفى وصفه بـ”الإرهابي” في مناسبات عديدة بسبب عمل والده.
واتهم المستشفى بقبول الروايات التي تؤكد الشكوى ضده دون النظر فيها، مع تجاهل الشهود الذين أكدوا روايته. واتهم المستشفى بالاستسلام لحملة ضغط يمينية تطالب بإقالته.
“أشعر بالخيانة من قبل إدارة هداسا. اعتقدت أنهم سيقفون بجانبي لكنهم بدلا من ذلك يقفون ضدي بشدة”، قال محاجنة مضيفا أنه يعتقد أن جلسة استماعه كانت “مجرد إجراء شكلي”.
وفي رد مقتضب على عدة أسئلة حول القضية وادعاءات محاجنة، قال متحدث باسم المستشفى إن هداسا عين كارم “تمتثل بعناية لجميع أحكام القانون واللوائح، بما في ذلك ما يتعلق بجلسات الاستماع التأديبية، بما يشمل هذه القضية”.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المستشفى كان على الدوام “رمزا ونموذجا للتعايش بين جميع الشعوب والأديان، وسيظل بمثابة جسر للسلام والأخوة”.
ومن بين الداعمين لرواية محاجنة عدد من الممرضين العرب من وحدة جراحة القلب والصدر في هداسا، الذين قالوا في بيان عبر تويتر للصحافي شلومي إلدار إن الطبيب “لا علاقة له” بتوزيع بقايا الطعام في 26 أكتوبر وأن شخص آخر طرح الفكرة.
واستنكرت نقابة الأطباء الإسرائيلية خطط المستشفى لفصل محاجنة، مشيرة إلى أن “هناك عدم اتفاق بشأن وقائع الحادث”. وشددت على أن الادعاءات، حتى لو كانت صحيحة، “ليست أسبابا كافية لإقالة طبيب”.
وقالت منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان” في بيان إن محاجنة وقع ضحية “مطاردة عنصرية وقومية وشعبوية”، وأن إقالته المقررة أدت إلى وجود “ثقافة صمت وقمع” في المستشفى، خاصة لموظفيها العرب.
وادعت علاوة على ذلك أنها تلقت شهادات من عدة شهود تتطابق مع رواية محاجنة.
وقالت تسفي: “النظام الطبي هو نظام عسكري، وفي اللحظة التي يكون فيها هناك أي شيء له علاقة بالنزاع، فإن النظام يأخذ جانبا واحدا وينسى مبادئه، والتي تشمل معاملة المرضى على قدم المساواة ومنح الاستقلالية للأطباء”.
وقال محاجنة إنه ينوي رفع دعوى إقالة خاطئة في حالة إصرار المستشفى على فصله.
“أنا شخص يتعايش مع الجميع ويحترم الجميع. في المستشفى، يعمل اليهود والعرب معا وحتى يأكلون معا”.