أضرار جسيمة وإصابات إثر إصابة صاروخ إيراني لمستشفى في بئر السبع؛ عشرات الجرحى في مدن المركز
إطلاق نحو 30 صاروخاً في قصف صباحي؛ رأس حربي يتسبب بأضرار واسعة لمستشفى سوروكا الرئيسي في جنوب إسرائيل؛ إصابة 6 أشخاص بجروح خطيرة في رمات غان وحولون
أطلقت إيران فجر الخميس وابلاً من حوالي 30 صاروخاً باليستياً، أصاب أحدها بشكل مباشر المستشفى الرئيسي في جنوب إسرائيل، مركز سوروكا الطبي، إضافة إلى ضربتين في مدينتي حولون ورمات غان في المركز، ما أدى إلى إصابة عشرات الأشخاص، بينهم ستة في حالة خطيرة.
وقالت خدمة الإسعاف نجمة داوود الحمراء إن رجلاً يبلغ من العمر 80 عاماً وامرأتين في السبعينيات من العمر من بين الستة المصابين بجروح خطيرة. أُصيب شخصان بجروح متوسطة، وأصيب ما لا يقل عن 42 آخرين بإصابات طفيفة جراء موجات الصدمة والشظايا في مواقع مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، أُصيب 18 شخصاً بجروح طفيفة أثناء اندفاعهم نحو الملاجئ عندما دوت صفارات الإنذار.
ويعد هذا القصف أحدث هجوم من إيران التي تواصل قصف إسرائيل بالصواريخ الباليستية. وكانت إسرائيل قد بدأت الأسبوع الماضي ضرب مواقع نووية وعسكرية إيرانية، معتبرة أنها تشكل تهديداً وجودياً فورياً.
يعد مركز سوروكا الطبي المستشفى الرئيسي في جنوب إسرائيل.
وقال المدير العام للمستشفى البروفيسور شلومي كوديش لوسائل الإعلام: “أصاب صاروخ مبنى القسم الجراحي القديم في سوروكا. إنه مبنى قديم نسبياً وكان قد تم إخلاؤه في الأيام الأخيرة”.
وأضاف: “هناك أضرار واسعة في مبانٍ أخرى بالمستشفى. جميع المرضى وجميع الطاقم كانوا في الملاجئ. الجرحى القلائل لدينا إصاباتهم طفيفة ومعظمها من موجة الانفجار”.

وقال إيلي بن، رئيس خدمة الإسعاف نجمة داوود الحمراء، إن الطابق الذي تعرض للإصابة في سوروكا كان قد تم إخلاؤه من المرضى قبل يوم واحد فقط بسبب الحرب.
وأضاف: “لقد تم إنقاذ العديد من الأرواح”.
وادعت إيران أن الصاروخ الباليستي الذي أصاب مستشفى سوروكا في بئر السبع كان يستهدف منشأة استخبارات عسكرية مجاورة.
ولا توجد منشآت عسكرية إسرائيلية في محيط مستشفى سوروكا. ويقع مقر قيادة المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي على بعد أكثر من كيلومترين، وهناك قاعدة عسكرية قيد الإنشاء تبعد أكثر من كيلومتر بقليل.
ويضم المستشفى أكثر من ألف سرير ويقدم خدماته لنحو مليون نسمة من سكان جنوب إسرائيل، بحسب موقع المستشفى.
وبعد الضربة، أُغلق المستشفى أمام جميع المرضى الجدد باستثناء الحالات المهددة للحياة.

وقد فعّلت العديد من المستشفيات في إسرائيل خطط الطوارئ خلال الأسبوع الماضي، حيث تم تحويل مواقف السيارات تحت الأرض إلى أجنحة طبية ونقل المرضى إلى تحت الأرض، خاصة أولئك الذين على أجهزة التنفس أو يصعب نقلهم بسرعة.
“جريمة حرب”
أظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي لحظة سقوط الصاروخ الباليستي في مستشفى سوروكا بمدينة بئر السبع جنوب البلاد.
Footage posted to social media shows the moment of the ballistic missile impact at Soroka Hospital in Beersheba. pic.twitter.com/aicK9zLSnx
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) June 19, 2025
وشاهد مراسل تايمز أوف إسرائيل في المكان أفراد الطاقم الطبي والمرضى وهم يهرعون عبر مناطق متضررة تغمرها سحب الدخان داخل المستشفى بعد الهجوم. ووصلت الشرطة وقوات الإنقاذ بعد وقت قصير.
في البداية، كان هناك قلق من احتمال تسرب مواد كيميائية خطيرة جراء الضربة، لكن خدمات الطوارئ أعلنت لاحقاً أنه لا يوجد أي خطر.
وتوجه عناصر الإطفاء والشرطة وجنود الجبهة الداخلية إلى الطابق العلوي من المبنى، بحثاً عن مصابين محتملين. وقد انهار السقف بسبب ضربة الصاروخ واندلع الحريق في المنطقة.

وخشيت خدمات الإنقاذ في البداية من فقدان شخص واحد؛ إلا أنه تم العثور عليه بعد فترة وجيزة.
واستمر تصاعد الدخان الأسود من المبنى لأكثر من ساعة بعد الهجوم.
The Iranian regime targeted Soroka Hospital in Beersheba with a ballistic missile—hitting a major medical center.
We will not stand by. We will continue doing what must be done to defend our people. pic.twitter.com/4ldeTQhATW
— Israel ישראל (@Israel) June 19, 2025
وقال وزير الصحة أوريئيل بوسو: “الصاروخ الذي أُطلق على مركز سوروكا الطبي عمل إرهابي وتجاوز للخطوط الحمراء”.
وأضاف: “هذه جريمة حرب يرتكبها النظام الإيراني باستهدافه المتعمد للمدنيين الأبرياء والفرق الطبية المكرسة لإنقاذ الأرواح. كانت وزارة الصحة مستعدة مسبقاً، وبفضل الإجراءات الفورية التي اتخذناها تم تفادي كارثة كبرى”.
وقالت سارة بوشري، المتطوعة في المستشفى، لقناة “كان” العامة: “سمعنا دوي انفجار”.
وتابعت “ظننا أنه حدث داخل القسم. كل شيء تفكك، الزجاج والأسقف، كل شيء ببساطة سقط. لحسن الحظ لم يصب أي مريض رغم الزجاج الذي تناثر على أسرّتهم”.
وأوضحت أن الطاقم عمل فوراً على إخلاء المرضى من المنطقة، وتمت العملية بسلاسة ودون مشاكل.

وقال رئيس قسم إصابات العظام في المستشفى أساف أكر للقناة ذاتها إن المركز الطبي كان قد أخلَى المرضى من الأقسام غير المحصنة ضد الهجمات الصاروخية “وهذا بالضبط هو المكان الذي أصابه الصاروخ”.
وأضاف أن معظم أقسام المستشفى باتت تعمل بالفعل في مناطق محمية، ووفق تعليمات وزارة الصحة تم تقليص الخدمات للحد الأدنى الضروري “ويبدو أن ذلك كان القرار الصائب” للحد من الإصابات.
وقال: “هناك أضرار هيكلية واسعة النطاق. الكثير من البنى التحتية ستحتاج إلى إصلاح”.
وخلال الأسبوع الماضي، نقل مستشفى سوروكا أنشطته إلى ملاجئ تحت الأرض مصممة خصيصاً لأوقات الحرب.
حولون
في حولون، جنوب تل أبيب مباشرة، انفجر صاروخ في منطقة سكنية وألحق أضراراً جسيمة بعدة مبانٍ سكنية.
وقال مركز وولفسون الطبي في حولون إنه يعالج أربعة أشخاص أصيبوا بجروح خطيرة في الهجوم الصاروخي على المدينة، وبلغ إجمالي المصابين 16.
وقال رئيس محطة إطفاء المدينة، شاؤول رحميم، إن عناصر الإطفاء تمكنوا من إخراج جميع المحاصرين تحت الأنقاض.

وقال رحميم لقناة “كان” العامة: “حالياً، الموقع خالٍ من أي أشخاص محاصرين. كل من أنقذناهم نُقلوا إلى المستشفى”.
وأضاف: “من المنطقي أن نفترض، مع الدمار الذي نشاهده هنا، أن هذه المباني ستحتاج إلى الهدم”.
وقال أحد سكان المبنى الذي أصيب لموقع “واللا”: “صاروخ سقط في بيتي. كنا في الملجأ وسمعنا دوي انفجار. شممنا رائحة غاز، خرجنا ورأينا الدمار. كل شيء مدمر”.
وذكرت “واللا”، نقلاً عن أحد موظفي مدرسة قريبة من موقع السقوط، أن الصاروخ انفجر بالقرب من مدرسة وروضة أطفال.
وقال الشخص: “تحطم الزجاج وتضررت المباني. هناك أضرار أيضاً في الداخل”.

كما أُصيب كنيس يهودي في الضربة.
رمات غان
سقط الصاروخ الذي أصاب رمات غان بالقرب من عدة مبانٍ شاهقة، ما تسبب في دمار واسع النطاق وأدى إلى إصابة شخصين بجروح خطيرة، بالإضافة إلى إصابة 20 آخرين على الأقل بجروح طفيفة.

وقال آدم روزنبرغ، الذي يسكن بالقرب من موقع السقوط، لموقع “واللا” إنه كان في الغرفة الآمنة عندما سمع “صوت صفير، مثل صوت طائرة. وبعد لحظة اهتز كل شيء، وتحطمت نافذة في منزلنا”.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي سقوط الصاروخ بين مبانٍ متعددة الطوابق، وقد تضرر العديد منها في عدة طوابق.
وكانت خدمات الإنقاذ تمشّط المنطقة بحثاً عن أي أشخاص قد يكونون عالقين في المباني المتضررة.
פטריית עשן והרס כבד: תיעוד מהפגיעה הישירה ברמת גן
(אורלי אלקלעי) pic.twitter.com/FWs2qhrfgg
— כאן חדשות (@kann_news) June 19, 2025
المنطقة التي تعرضت للقصف في رمات غان قريبة من البورصة وتعد من أهم المراكز المالية في إسرائيل.
وتوجد حوالي اثنتي عشرة سفارة وبعثة دبلوماسية، معظمها أوروبية وأفريقية، على بعد بضع مئات من الأمتار فقط من الموقع.
ودعا مسؤول كيني رفيع إلى حماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية.
وقال كورير سينجوي المسؤول بوزارة الخارجية الكينية لرويترز “لا مساس بالبعثات الأجنبية بموجب القانون الدولي ويجب أن تُستبعد من الصراع المسلح وتحظى بالحماية في كل الأوقات”.

وحوالي الساعة السابعة صباحاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق صواريخ باليستية من إيران. وأوضح الجيش لاحقاً أن نحو 30 صاروخاً أُطلقت، وقد تم اعتراض عدد منها، لكن ثلاثة أصابت مناطق مأهولة بشكل مباشر.
وأطلقت إيران خلال الأسبوع الماضي مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، إلا أن معظمها تم إسقاطه بواسطة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة الطبقات، التي ترصد المقذوفات القادمة وتسقط الصواريخ المتجهة نحو المراكز السكانية والبنى التحتية الحيوية. ويُقر المسؤولون الإسرائيليون بأن النظام محدود.
وجاء هذا الهجوم بعد وابل أصغر عند منتصف الليل. وقالت خدمة نجمة داوود الحمراء إنه لم ترد تقارير عن سقوط صواريخ في مناطق حضرية أو وقوع إصابات جراء الهجوم الليلي. وقيّم الجيش أن الوابل الليلي كان يتألف من عدد قليل من الصواريخ، يبدو أن جميعها تم اعتراضه بواسطة الدفاعات الجوية.
وأطلقت إسرائيل يوم الجمعة الماضي حملة ضربات جوية في إيران بهدف تدمير برامج الجمهورية الإسلامية النووية والصاروخية الباليستية، والتي وصفتها القدس بأنها تهديد وجودي وشيك. وقد ردت إيران بهجمات قاتلة من الصواريخ الباليستية على مراكز سكانية مدنية وأهداف عسكرية في إسرائيل.

وتنفي إيران، التي تتعهد بتدمير إسرائيل، أي نية لتطوير أسلحة نووية، إلا أن مستويات التخصيب التي بلغت إليها تتجاوز بكثير أي غرض مدني، وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن طهران أعاقت وصول المفتشين إلى مواقعها النووية.
وجاءت الضربات الصاروخية صباح الخميس بينما كانت إسرائيل تهاجم مفاعل آراك للماء الثقيل الإيراني ومواقع نووية وعسكرية أخرى.
وقال مراسل التلفزيون الإيراني الرسمي، في بث مباشر من مدينة خنداب القريبة، إن المنشأة تم إخلاؤها ولم يلحق أي ضرر بالمناطق المدنية المحيطة بالمفاعل. وأكد التقرير أنه “لا يوجد أي خطر إشعاعي على الإطلاق”.
وكانت إسرائيل قد حذرت في وقت مبكر من صباح الخميس من أنها ستهاجم المنشأة وحثت السكان على مغادرة المنطقة.
ويأتي اليوم السابع من الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران بعد يوم من رفض المرشد الأعلى الإيراني دعوات الولايات المتحدة للاستسلام، محذراً من أن أي تدخل عسكري أمريكي “سيسبب لهم ضرراً لا يمكن إصلاحه”.
كما رفعت إسرائيل بعض القيود المفروضة على الحياة اليومية، في إشارة إلى أن التهديد الصاروخي الإيراني على أراضيها بدأ يخف.
وذكرت مجموعة حقوقية إيرانية مقرها واشنطن أن ما لا يقل عن 639 شخصاً، بينهم 263 مدنياً، قتلوا في إيران وأصيب أكثر من 1300 آخرين. وفي المقابل، أطلقت إيران حوالي 400 صاروخ ومئات الطائرات المسيّرة، ما أسفر عن مقتل 24 شخصاً على الأقل في إسرائيل وإصابة المئات. وقد أصابت بعض الصواريخ مباني سكنية في وسط إسرائيل، مسببة أضراراً كبيرة.