مسافرون إسرائيليون في أول رحلة جوية من السعودية إلى تل أبيب بعد هبوط اضطراري في جدة
نتنياهو يشيد بـ"حسن جوار" السعوديين لاستضافتهم 128 مسافرا إسرائيليا أمضوا الليل في جدة بعد أن تعرضت رحلة طيران "سيشل" لخلل كهربائي
أصبحت طائرة تابعة لشركة طيران “سيشل” وعلى متنها 128 إسرائيليا على الأقل أول رحلة ركاب مباشرة من المملكة السعودية إلى إسرائيل يوم الثلاثاء عندما أعادت المسافرين الذين أمضوا الليل في جدة بعد أن اضطرت طائرتهم إلى الهبوط بسبب مشاكل فنية.
وشكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المملكة على الترحيب الحار الذي قدمته للإسرائيليين. وقال المسافرون إن مخاوفهم الأولية عندما اكتشفوا وجودهم في بلد لا تربطه علاقات دبلوماسية مع إسرائيل سرعان ما تبددت بسبب الترحيب السعودي “اللطيف”.
وقال نتنياهو في بيان: “أقدر حقا الطريقة الدافئة التي تعاملت بها السلطات السعودية مع الركاب الإسرائيليين. أنا أقدر حقا حسن الجوار”.
بسبب عدم وجود علاقات رسمية بين إسرائيل والسعودية، جعل وجود الإسرائيليين مشكلة دبلوماسية محتملة. وورد أن هناك تقارب بين البلدين في السنوات الأخيرة وانفراجة دبلوماسية محتملة بوساطة أمريكية، وتمثل الرحلة مثالا نادرا للتعاون العلني بين البلدين.
وذكرت القناة 12 أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، كانوا في إجازة، تواجدوا على متن الطائرة، مما زاد من التوتر. وذكرت هيئة البث العامة “كان” أيضا أن شقيق النائب اليميني المتطرف من حزب “عوتسما يهوديت” ألموج كوهين كان على متن الطائرة.
وكان من المقرر أن تقوم رحلة طيران “سيشل” رقم HM022 بنقل 128 إسرائيليا وعددا غير معروف من الرعايا الأجانب الآخرين من جزر المحيط الهندي إلى تل أبيب مساء الاثنين. وقالت شركة الطيران في بيان أنه تم تحويلها إلى جدة بسبب مشكلة فنية.
بحسب وسائل إعلام عبرية، فإن المشكلة كانت بسبب خلل كهربائي ولم يعلن الطيارون رسميا عن هبوط اضطراري. وقال الركاب أن الأضواء انطفأت وظهرت رائحة احتراق.
وأرسلت شركة الطيران في وقت لاحق طائرة أخرى إلى جدة لنقل الركاب. وهبطت الطائرة في مطار بن غوريون الساعة الثانية بعد الظهر الثلاثاء، بعد رحلة جوية استغرقت حوالي ساعتين، فيما يبدو أنها أول رحلة ركاب مباشرة على الإطلاق بين السعودية وإسرائيل.
PM Netanyahu:
I greatly appreciate the warm attitude of the Saudi authorities to the Israeli passengers whose flight was in distress and was compelled to make an emergency landing in Jeddah.
I am pleased that they are all coming home.
I greatly appreciate the good neighborliness. pic.twitter.com/ACeG0IqvH6— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) August 29, 2023
وقال الركاب إنهم كانوا متوترين أثناء هبوطهم في بلد كان تقليديا معاديا لإسرائيل، لكنهم كانوا سعداء للغاية بالترحيب الحار الذي تلقوه. وتم إيواؤهم في أحد فنادق المطار طوال الليل.
وقالت إيمانويل أربيل، إحدى الركاب، لإذاعة 103FM من أحد فنادق المطار في وقت مبكر من يوم الثلاثاء: “كان الاستقبال الذي تلقيناه من السعوديين مفاجئًا للغاية. قالوا لنا مرحبا بكم وكانوا يبتسمون. في الحقيقة، لم نكن نتوقع هذا”.
وقالت أربيل أنه عند الهبوط في جدة “كنا متوترين بعض الشيء، ولم نكن نعرف ما كان يحدث”.
وقالت إن بعض الناس بدأوا في البكاء.
وقالت مسافرة أخرى، حين جلعادي، لموقع “واينت” الإخباري، إن الأضواء العلوية انطفأت فجأة على أحد جوانب الطائرة أثناء الرحلة، مصحوبة برائحة قوية قبل أن تقوم الطائرة بهبوطها المفاجئ.
وقالت جلعادي أنه أثناء الهبوط، قيل للركاب أنهم سيهبطون في السعودية. ثم تم ابقائهم على متن الطائرة لعدة ساعات.
“وعندها بدأت ثلاث ساعات من التوتر. كنا خائفين حقا من النزول من الطائرة”، قالت.
ومع ذلك، قال الركاب أنه بمجرد نزولهم، كانت معاملة السعوديين استثنائية.
Israeli passengers say they are treated courteously in Jeddah International Airport pic.twitter.com/qHtW4Dkdq4
— Haisam Hassanein (@HaisamHassanei1) August 29, 2023
“لقد أخذونا في الحافلات إلى فندق جميل في المطار، لقد عاملونا بشكل جيد للغاية. منذ لحظة نزولنا استقبلونا بكلمة شالوم باللغة العبرية وجعلونا نشعر بالارتياح. إنهم لطيفون جدا هنا”، قالت.
ووافق الركاب الآخرون على ذلك.
وقالت راحيلي ميلر لموقع “واينت”: “لقد كانوا لطيفين للغاية، كانت مفاجأة سارة”، مضيفة أنهم كانوا يقيمون في فندق فخم. “لكن نعم، نريد العودة إلى ديارنا، لا يوجد مكان مثل الوطن”.
ووصف ركاب آخرون كيف ساعد السكان المحليون في المطار الإسرائيليين على الاتصال بشبكة “واي فاي” حتى يتمكنوا من الاتصال بأقاربهم القلقين في الوطن.
وقال أحد الأشخاص شارك مقطع فيديو للإسرائيليين ينتظرون عند بوابة المغادرة: “لقد كانوا كرماء للغاية”.
وكان الركاب مبتهجين بعد هبوطهم في مطار بن غوريون.
وقال سيفان بوستانلنيك للصحفيين: “نحن متأثرون، وكنا قلقين بعض الشيء، لكننا نثق في أن البلاد ستفعل ما هو مطلوب. ولم يخيبوا ظننا”.
وقالت راكبة أخرى، شاي كالمونوفيتش: “لقد صنعنا التاريخ، وربما سنحقق السلام أيضا”.
ويعد مطار جدة موقع هبوط بديل للرحلات المؤدية إلى إسرائيل التي تمر عبر المجال الجوي السعودي، ويتم الموافقة عليه مسبقا لمثل هذه الرحلات في حالة الحاجة إلى هبوط مفاجئ أو اضطراري.
وسمحت المملكة منذ العام الماضي للرحلات الجوية المتجهة إلى إسرائيل بعبور أجوائها.
ولم تبدأ السعودية بالسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضيها في ممر جوي خاص للرحلات الجوية من وإلى الإمارات والبحرين إلا بعد توقيع “اتفاقيات إبراهيم” في عام 2020.
وقال ساندي بينويتون، المدير العام لشركة طيران “سيشل”، للقناة 12 في مقابلة إن التعاون من جانب السعوديين كان “رائعا”.
وقال إن السعوديين “رحبوا بشدة بالمسافرين الإسرائيليين وطيران سيشل”، مضيفا أنه “مسرور جدا بالطريقة التي تعاملت بها جميع الأطراف مع الوضع… لقد كانت عملية سلسة مع جميع الأطراف”.