مساعي دبلوماسية وتهديدات عسكرية كانت وراء إعادة جثمان إسرائيلي درزي اختطفه فلسطينيون
أفادت تقارير إن مسؤولين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة توسطوا مع الجهاد الإسلامي والسلطة الفلسطينية، بينما أعد الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق لإعادة رفات الشاب تيران فرو
بُذلت جهود دبلوماسية دولية واسعة النطاق لتأمين الإفراج عن رفات تيران فرو، المراهق الدرزي الذي اختطف مسلحون جثمانه من مستشفى في الضفة الغربية هذا الأسبوع، بحسب تقرير صدر الخميس.
نقلاً عن مصادر إسرائيلية وغربية، أفاد موقع “والا” الإخباري أن مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند وجه نداءً إلى قادة حركة الجهاد الإسلامي في دمشق.
وقال التقرير إن المنسق الأمني للولايات المتحدة الجنرال مايكل بينزل شارك أيضًا في التنسيق مع السلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية قد تلقت أوامر بمحاولة تسهيل عودة الجثمان.
وأصيب فرو بجروح خطيرة في حادث سيارة في جنين ونقل إلى مستشفى في المدينة الفلسطينية يوم الثلاثاء حيث توفي وخطف مسلحون مجهولون جثته.
وقال مسؤول إسرائيلي للموقع الإخباري إن قائد المجموعة المسلحة التي خطفت جثمان فرو كان على صلة بزعيم كتائب شهداء الأقصى في جنين المسجون زكريا الزبيدي، لكنه كان محسوبًا على حركة الجهاد الإسلامي.
وأشار المسؤول إلى أن فردًا آخر من عائلة زعيم المجموعة قُتل مؤخرًا في اشتباك مع قوات الجيش الإسرائيلي، وقال إن جثته محتجزة لدى إسرائيل.
وقال مسؤولون أمنيون إن المشتبه بهم كانوا يطالبون بالإفراج عن فلسطينيين مسجونين لدى إسرائيل أو جثث مسلحين فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل مقابل فرو، الذي كان طالبًا ثانويًا.
وقال التقرير إنه في موازات المساعي الدبلوماسية كان هناك تحذير من إسرائيل والجيش الإسرائيلي من أنه إذا لم يتم إعادة الجثمان، فستشن إسرائيل عملية واسعة النطاق في الضفة الغربية.
وقال دبلوماسي غربي للموقع الإخباري: “لقد فهم الجميع أنه يمكن أن يكون هناك حمام دم”.
في غضون ذلك، أفادت التقارير أن وينسلاند يفكر في القيام بزيارة فورية لجنين، لكن رئيس استخبارات السلطة الفلسطينية ماجد فرج قال له إن لا ضرورة لذلك، بحسب ما قاله الدبلوماسي.
ثم أجرى وينزلاند اتصالات مع زعيم حركة الجهاد الإسلامي في دمشق زياد النخالة للمطالبة بالإفراج عن الجثمان، لكن الأخير نفى تورط مجموعته في عملية الاختطاف.
ومع ذلك، وفقا للتقرير ونقلا عن مسؤولين، اتصل النخالة بالخلية المسلحة وطلب منهم إعادة الرفات على الفور.
وقال الدبلوماسي الغربي، بحسب التقرير، “فهم النخالة أن هذا الحادث يمكن أن يؤدي إلى صراع واسع لا يناسب الجهاد الإسلامي في الوقت الحالي”.
وتم تسليم الجثة إلى مسؤولي استخبارات السلطة الفلسطينية، الذين نقلوها لاحقًا إلى حاجز سالم، حيث تم تسليمها إلى عائلة فرو. وتم دفنه بعد ساعات.
وشارك الآلاف في تشييع جثمان فرو في مسقط رأسه دالية الكرمل، المدينة ذات الأغلبية الدرزية في شمال إسرائيل، في عيد ميلاده الثامن عشر.
وعلى الرغم من ادعاء عائلته أن المسلحين الفلسطينيين فصلوه عن أجهزة الإنعاش عندما أخذوه من المستشفى، أصر الجيش ومصدر دفاعي رفيع على أنه توفي قبل نقله.
واحتُجز جثمانه حوالي 30 ساعة.
وقال مصدر دفاعي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، للصحفيين صباح الخميس إن إسرائيل لم تقدم أي شيء مقابل الجثمان.
وقال المصدر: “لم نتفاوض مع من كانوا يحتجزون الجثة. لم نقدم شيئا في المقابل. أوضحنا أن هذا الجثمان سيعود إلى العائلة. وقد مارست السلطة الفلسطينية ضغوطا لإنهاء القضية سريعا لأنها كانت محرجة، وفقد الخاطفون الدعم في جنين بعد أن أدرك الجمهور أنه سيدفع ثمنا ماليا باهظا”.
ساهم إيمانويل فابيان في إعداد هذا التقرير.