مساعد نتنياهو لذوي الرهائن: إسرائيل لن تنهي الحرب من أجل صفقة لتحرير جميع الرهائن
مستشار الأمن القومي هنغبي يقول إنه سيكون من الممكن تحرير النساء والمسنين والمرضى من الرهائن في الأشهر القادمة، لكنه يحذر من أن الجهود لإطلاق سراح البقية من غير المرجح أن تنجح
قال مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي لذوي الرهائن يوم الخميس إن الحكومة الحالية لن توافق على إنهاء حربها ضد حماس مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى الحركة، حسبما أفاد تقرير.
ويبدو أن الرسالة – التي تم إرسالها خلال اجتماع محتدم، حيث ورد أن هنغبي وبخ وأهان عددا من ذوي الرهائن – هي المرة الأولى التي يُنقل فيها عن مسؤول إسرائيلي كبير مثل هذا الاعتراف. ويسلط ذلك الضوء على جوهر المأزق المتكرر في مفاوضات الرهائن حيث تصر حماس على وقف دائم لإطلاق النار، في حين لا تبدي إسرائيل استعدادا إلا للموافقة على هدنة مؤقتة.
ووضح هنغبي أنه يظن أن الحكومة ستكون قادرة على تحقيق المرحلة الأولى من الصفقة المطروحة على الطاولة حاليا، والتي سيتم بموجبها إطلاق سراح الرهائن من النساء والمسنين والمصابين، بحسب نصوص الجلسة التي تم تسريبها للقناة 12. ويُعتقد أن عدد الرهائن في هذه الفئات يصل إلى 33 من بين الرهائن الـ 121 المتبقين.
وستشهد المرحلتان الثانية والثالثة من الصفقة اللتان لم يتم الاتفاق عليهما بعد، قيام حماس بإطلاق سراح الرهائن المتبقين – رجالا وجنودا – تليها جثث القتلى في الأسر. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 37 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس. خلال المرحلتين الأخيرتين، يتصور الوسطاء أن توافق إسرائيل على التفاوض على نهاية دائمة للقتال – وهي خطوة لم تشر إسرائيل إلى أنها مستعدة لاتخاذها دون هزيمة حماس.
وتشير تصريحات هنغبي إلى أن الحكومة تعتقد أن حماس سترفض إطلاق سراح بقية الرهائن ما لم توافق إسرائيل على إنهاء الحرب، وأن الائتلاف الحالي سيرفض مثل هذا الطلب.
وشددت الحركة مطالبها يوم الخميس عندما قالت إنها أبلغت الوسطاء بأنها لن تعود إلى المفاوضات غير المباشرة بشأن صفقة الرهائن إلا إذا أوقفت إسرائيل جميع عملياتها في قطاع غزة. وقالت حماس في بيان إنها مستعدة للتوصل إلى “اتفاق كامل” مع إسرائيل، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل الإفراج عن أسرى أمنيين فلسطينيين، لكنها لن تفعل ذلك إلا إذا “أوقفت إسرائيل حربها وعدوانها على سكان غزة”.
في اجتماعه مع ذوي الرهائن، أكد لهم هنغبي أن إسرائيل ستضمن قريبا تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، وأضاف: “المرحلة الأولى من الاتفاق، المرحلة الإنسانية، سنكون قادرين على إنجازها في غضون أشهر قليلة. لن يستغرق الأمر عدة أشهر وليس سنوات”، حسبما نقلت عنه النصوص المسربة للقناة 12 قوله.
لكنه أضاف: “لا أعتقد أن هذه الحكومة ستنجح في إتمام الصفقة برمتها. هذه الحكومة لن تتخذ قرارا بوقف الحرب من أجل عودة جميع الرهائن… علينا الاستمرار في القتال حتى لا يكون هناك 7 أكتوبر آخر في أكتوبر 2027”.
وأقر أنه “إذا لم يعد الرهائن في غضون أسابيع أو بضعة أشهر قصيرة، لا توجد لدينا خطة بديلة. سنواصل القتال في غزة وفي الشمال، وعندها فقط سنعيد تقييم الوضع”.
ردا على ذلك، قال أحد المشاركين وفقا للتقرير، “نحن ضعنا إذا”.
ورد هنغبي “هذا صحيح”.
بحسب الاقتباسات المسربة من اللقاء، أثارت إحدى المشاركات مسألة تحدثت عنها تقارير مؤخرا بشأن تخصيص أموال عامة لإعادة ترميم حوض السباحة في المنزل الخاص لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قائلة إن مثل هذا الإنفاق لا ينبغي أن يتم وسط الحرب.
ولم يتقبل هنغبي، وهو مساعد مقرب لرئيس الوزراء منذ فترة طويلة، هذه التصريحات بشكل جيد، ورد قائلا “يمكنه بناء 10 أحواض سباحة بأمواله إذا أراد ذلك. يا له من شيء بغيض أن تقوليه”، مضيفا أن هذا ليس هو المنتدى المناسب لإثارة مثل هذه الشكاوى واتهم المرأة بإظهار الكراهية.
وردت المرأة: “لدي كل الحق في الشعور بالألم والكراهية لأنني كنت في الغرفة الآمنة [في منزلي] لمدة 15 ساعة [أثناء هجوم حماس]. هربت من الإرهابيين واضطررت للدوس على الجثث. أنت لم تفعل ذلك”.
وهو ما رد عليه هنغبي: “حسنا، تفضلي إذن. اشتميني”.
في هذه المرحلة، غادرت المرأة الغرفة باكية، بحسب القناة 12. وتوجهت مشاركة أخرى في الاجتماع نحو الباب بغضب، مما دفع هنغبي إلى القول، “هل ستقومين أنت أيضا بإحداث جلبة وطرق الباب بعد خروجك؟”
وأفادت القناة 12 أنها تحققت من هذه الأقوال مع أفراد من خمس عائلات مختلفة وأن هنغبي لم ينكرها.
ردا على التقرير، قال هنغبي للقناة 12: “التقيت بعائلات جميع الرهائن الذين يسعون للتشاور معه منذ بداية الحرب. لا يتم تسجيل هذه المحادثات ولا نشر محتوياتها. هذه هي الطريقة المناسبة لإجراء حوار مفتوح بين القيادة السياسية والعائلات المتألمة”.
وأضاف: “لن أغير هذه الممارسة، حتى في أعقاب اجتماع اليوم. واسرائيل ملزمة بتحقيق اطلاق سراح جميع الرهائن وستفعل ذلك”.
هدم نفق في جباليا، واجتماع بين نتنياهو وغالانت
مع تعرض الحكومة لضغوط للتوصل إلى اتفاق، نشرت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية يوم الخميس تسجيلا مصورا دعائيا ثانيا يظهر الرهينة ألكسندر (ساشا) تروفانوف (30 عاما)، بعد نشر مقطع فيديو قصير له في وقت سابق من هذا الأسبوع، يوم الثلاثاء.
يوم الخميس أيضا، أعلن الجيش الإسرائيلي عن هدم شبكة أنفاق لحماس في جباليا شمال غزة تم العثور فيها على جثث سبع رهائن في وقت سابق من هذا الشهر.
تم استعادة جثث رون بنيامين، ويتسحاق غلرنتر، وعميت بوسكيلا، وشاني لوك في 17 مايو، وجثث أوريون هرنانديز رادو، وحنان يابلونكا، وميشيل نيسنباوم في 23 مايو. قُتل السبعة جميعهم على أيدي مسلحي حماس في 7 أكتوبر وتم اختطاف جثثهم إلى غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأضاف الجيش أن النفق تم هدمه من قبل وحدة الهندسة القتالية “يهالوم”، باستخدام مركبات الهندسية وألغام وغيرها من “الوسائل التكنولوجية”، بعد أن استبعد الجيش الإسرائيلي إمكانية احتجاز المزيد من الرهائن في المنطقة.
في غضون ذلك، التقى نتنياهو في اجتماع وجه لوجه مع وزير الدفاع يوآف غالانت للمرة الاولى منذ أن دعا غالانت نتنياهو إلى اتخاذ “قرارات صعبة” بشأن غزة ما بعد الحرب قبل أسبوعين، حسبما أفاد موقع “واينت”.
والتقى الاثنين في مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب قبل اجتماعين مقررين لكابينت الحرب وللمجلس الوزاري الأمني المصغر. ومن المقرر أن يناقش كابينت الحرب من سيحكم غزة بعد الحرب، بحسب تقارير إعلامية عبرية.
وقال مقربون من نتنياهو لم تذكر اسماؤهم لموقع “واللا” الإخباري إنه من المتوقع أن يقوم رئيس الوزراء بتوبيخ غالانت على انتقاداته العلنية، التي حث فيها وزير الدفاع نتنياهو على وضع المصالح الشخصية والسياسية جانبا، واستبعاد السيطرة المدنية أو العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، ووضع خطط لـ “كيانات فلسطينية” لا علاقة لها بحماس لحكم القطاع عند انتهاء العمليات.
وجاء الاجتماع أيضا بعد أن قدم حزب “الوحدة الوطنية” بزعامة الوزير بيني غانتس مشروع قانون لحل الكنيست، قبل خروج حزبه المتوقع من ائتلاف الطوارئ الذي انضم إليه في بداية الحرب مع حماس. وألقى غانتس خطابا وجه فيه انتقادات مماثلة لنتنياهو بعد أيام من خطاب غالانت، وحدد 8 يونيو موعدا نهائيا لرئيس الوزراء لمعالجة سلسلة من التحديات الأساسية.
نتنياهو وغانتس وغالانت هم الأعضاء الثلاثة الوحيدون الذين لهم حق التصويت في كابينت الحرب.