نائب مستشار الأمن القومي لقادة عرب أمريكيين: لا توجد “ثقة” بالحكومة الإسرائيلية
في اجتماع مسجل في ديربورن، نائب مستشار الأمن القومي جون فاينر يقول أيضا إن بعض القادة الإسرائيليين "بغيضين إلى حد ما"؛ الدائرة الانتخابية تُعتبر مفتاحا رئيسيا لآمال بايدن بإعادة انتخابه
قال مسؤول كبير في البيت الأبيض أنه ليس لديه “أي ثقة” بالحكومة الإسرائيلية الحالية، فيما يتعلق بنواياها اتخاذ “خطوات هادفة” نحو إقامة دولة فلسطينية، حسبما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الجمعة، نقلا عن تسجيل من لقاء جمع المسؤول مع قادة عرب أمريكيين في مدينة ديربورن بولاية ميشيغن.
بحسب التقرير، أدلى نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر بالتصريحات يوم الخميس خلال زيارة إلى المدينة، التي تضم جالية عربية-أمريكية كبيرة. وزار فاينر المدينة برفقة مسؤولين آخرين في إدارة بايدن، من ضمنهم السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، لدعم مساعي الرئيس بالفوز بولاية ثانية في انتخابات 2024 امام دائرة انتخابية تُعتبر حاسمة، لكنها غاضبة بسبب دعمه لإسرائيل خلال حربها مع حماس في قطاع غزة.
بحسب التقرير، تحدث فاينر مع الحاضرين خلال الاجتماع حول جهود إدارة بايدن لإنهاء الحرب في غزة وبناء علاقات دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، وهو ما قال إنه خطوة ضرورية نحو إقامة دولة فلسطينية وستتطلب تنازلات من جميع الأطراف.
ونُقل عن فاينر قوله: “سيتعين علينا أن نفعل أشياء للسعودية لن تحظى بشعبية كبيرة في هذا البلد وفي الكونغرس” مضيفا “هل ستكون إسرائيل مستعدة للقيام بالأمر الصعب المطلوب منها، وهو خطوات هادفة بالنسبة للفلسطينيين فيما يتعلق بمسألة الدولتين؟ لا أعرف إذا كان الجواب على ذلك هو نعم. ليس لدي أي ثقة في هذه الحكومة الإسرائيلية الحالية”.
كما وصف فاينر بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين لم يذكر أسماءهم بأنهم “بغيضون”، وقال أنه كان على الإدارة اتخاذ موقف أقوى ضد أولئك الذين شبهوا “سكان غزة بالحيوانات”.
في حين أنه لم يذكر أسماء، إلا أنه في الأيام الأولى من الحرب نُقل عن وزير الدفاع يوآف غالانت قوله، “إننا نحارب حيوانات بشرية ونحن نتصرف على هذا الأساس”.
وقال فاينر: “من منطلق رغبتنا في التركيز نوعا ما على حل المشكلة وعدم الانخراط في جدال خطابي مع الأشخاص الذين، في كثير من الحالات، أعتقد أننا جميعا نعتبرهم بغيضين إلى حد ما، لم نشر بشكل كاف إلى أننا رفضنا تماما ولا نتفق مع هذا النوع من الآراء”.
كما أعرب عن أسفه إزاء “عثرات” ارتكبتها إدارة بايدن في تعاملها مع الحرب، لا سيما فيما يتعلق بما يُنظر إليه بأنه عدم اهتمامها بشأن الخسائر في صفوف المدنيين حيث رفضت الإدارة دعم الدعوات لوقف إطلاق النار.
وقال فاينر: “نحن ندرك تماما أننا ارتكبنا عثرات في الاستجابة لهذه الأزمة منذ 7 أكتوبر”.
وأضاف: “لقد تركنا طابعا ضارا للغاية بالاستناد على محاسبة عامة غير كافية على الإطلاق لمقدار القيمة التي يوليها الرئيس والإدارة والبلاد لحياة الفلسطينيين. ولقد بدأ ذلك، صراحة، في وقت مبكر جدا من الصراع”.
وبقدر أكبر من الوضوح، أعرب عن ندمه لأن خطاب بايدن بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب لم يأت على ذكر الفلسطينيين الذين قُتلوا في غزة.
وقال فاينر: “لا يوجد ما يبرر ذلك وما كان يجب أن يحدث وأعتقد أنه لن يحدث مجددا. ولكننا نعلم أنه حدث الكثير من الضرر”.
ورفض فاينر الرد على طلب من “نيويورك تايمز” للتعليق.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” في وقت لاحق أن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أكدت صحة التصريحات التي وردت في التقرير، لكنها سعت إلى التقليل من أهميتها، قائلة إن “الرئيس والسيد فاينر كانا يعلقان على المخاوف التي كانت لدينا منذ بعض الوقت وستتواصل مع استمرار العملية الإسرائيلية، بشأن الخسائر في أرواح الفلسطينيين في هذا الصراع والحاجة إلى الحد من الأضرار التي تلحق بالمدنيين”.
وتأتي التعليقات التي نشرتها التايمز في الوقت الذي كثف فيه البيت الأبيض انتقاداته العلنية لرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو احتمال قيام دولة فلسطينية، ومواصلته للحرب، التي قال بايدن يوم الخميس إنها “مبالغ بها”.
اندلعت الحرب في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر، الذي اقتحم فيه مسلحون بقيادة الحركة جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص، واحتجزوا 253 آخرين كرهائن.
وأودت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلت ذلك في قطاع غزة بحياة أكثر من 27 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، والتي لا يمكن التحقق من العدد بشكل مستقل، ولا تميز بين المدنيين والمقاتلين، الذين يقول الجيش الإسرائيلي أنه قتل ما يزيد عن 10 آلاف منهم. كا قُتل 1000 مسلح آخر من حماس داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
وكان من بين الحاضرين في اجتماع الخميس أسامة السبلاني، ناشر صحيفة “صدى الوطن” (Arab American News) ومقرها ديربورن، والذي تعرضت إحدى اجتماعاته السابقة مع ممثلي إدارة بايدن لانتقادات من قبل رابطة مكافحة التشهير بسبب تصريح الناشر في تجمع في أكتوبر بأن حماس “ليست منظمة إرهابية”.
كما التقى فاينر بحسب التقرير بعبد الله حمود، عمدة مدينة ديربورن، ، الذي أعرب، في تجمع في نوفمبر، عن خيبة الأمل المتزايدة بين العرب الأمريكيين تجاه بايدن قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
ونقل معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط (ميمري)، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، عن حمود قوله “إذا كانت الديمقراطية الأمريكية تعتمد على إعادة انتخاب رئيسنا الحالي، فلماذا يستحق التحالف مع الإرهابي نتنياهو التضحية بالديمقراطية الأمريكية؟”
وقد وجد حمود نفسه مؤخرا على خلاف مع ميمري بعد أن نشر أحد كبار الشخصيات في مركز الأبحاث مقالة في صحيفة “وول ستريت جورنال” وصف فيها ديربورن بأنها “عاصمة الجهاد” في أمريكا، مما دفع العمدة إلى تعزيز الأمن في المدينة، وأثار إدانة من الرئيس بايدن.
تعد ميشيغن ولاية حاسمة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر 2024. وفاز بها بايدن عام 2020 بفارق أقل من 3%، ويشكل العرب الأميركيون نحو 2٪ من سكان ميشيغن.
وديربورن، التي تضم أعلى نسبة من السكان العرب الأمريكيين في أمريكا لكل فرد، ممثلة في تلة الكابيتول من قبل النائبة رشيدة طليب، أول أمريكية فلسطينية تُنتخب لعضوية الكونغرس، والتي كانت على رأس الدعوات في الحزب الديمقراطي لوقف إطلاق النار.
ساهمت في هذا التقرير وكالات