مساعد بايدن: نتنياهو “مستعد” للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن والجانبين “متقاربين”
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إنه سيتوجه الآن من تل أبيب إلى الدوحة والقاهرة بهدف "إبرام هذه الصفقة هذا الشهر"، ويدعم النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يوم الخميس خلال زيارته السابعة لإسرائيل في منصبه الحالي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “مستعد للتوصل إلى اتفاق”، وأضاف أن المحادثات للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة وصلت إلى “نقطة يمكن عندها إنجاز” الصفقة.
وفي حديثه للصحافيين في مؤتمر صحفي في تل أبيب بعد اجتماعه مع نتنياهو في وقت سابق من اليوم، رفض سوليفان الافتراض بأن رئيس الوزراء يماطل في التوصل إلى الاتفاق بانتظار تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه الشهر المقبل، وقال “لا، لم أشعر بذلك”.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، الذي سيزور أيضا الوسيطين الرئيسيين مصر وقطر خلال هذه الرحلة، إن المحادثات وصلت إلى “نقطة يمكن عندها إنجاز” الصفقة.
وقال إن الجانبين “متقاربين”، ويبقى فقط “سد الفجوات النهائية”. وعزا التقدم الأخير إلى وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، وسقوط النظام السوري، و”التقدم العسكري الإسرائيلي ضد بنية حماس التحتية وتشكيلاتها وقياداتها العليا”.
وأضاف أن “الصوت المحيط بهذه المفاوضات اليوم مختلف عما كان عليه في السابق”، مع تغير وضع حماس وزيادة عزلة الحركة مع إضعاف المحور الإيراني.
وقال: “لقد شعرت اليوم من رئيس الوزراء بأنه مستعد لإبرام صفقة. وعندما أزور الدوحة والقاهرة، سيكون هدفي أن أوصلنا إلى وضع يسمح لنا بإبرام هذه الصفقة هذا الشهر، وليس في وقت لاحق”.
وأضاف سوليفان: “يمكننا القول أن هناك المزيد من التفاؤل في الجو. ولما كنت هنا اليوم لو كنت أعتقد أنها مجرد مسألة انتظار لما بعد العشرين من يناير”.
وفي مقابلة أجريت معه مساء الخميس، دعا زعيم حزب شاس أرييه درعي، وهو حليف رئيسي لنتنياهو، إسرائيل إلى إبرام صفقة رهائن “بأي ثمن… علينا أن نفعل أي شيء في وسعنا لإعادتهم إلى ديارهم”. وفي وقت لاحق من المقابلة مع محطة الإذاعة الحريدية “كول حاي”، قال درعي إن إسرائيل “يمكنها إبرام صفقة فورا لأن حماس تتعرض لضغوط شديدة”، وأضاف أنه عندما دعا إلى “إبرام صفقة بأي ثمن”، كان يعني “إبرام صفقة بسرعة”.
وفي غضون ذلك، وقع مئات من نشطاء اللجنة المركزية لحزب الليكود، التي يرأسها رئيس بلدية ديمونا بيني بيتون، على رسالة يوم الخميس تقدم الدعم الكامل لنتنياهو للتوصل إلى “أي اتفاق يقرره” لإعادة الرهائن. وقالت قناة 12 الإخبارية، التي نشرت الرسالة لأول مرة، أنها جاءت في الوقت الذي يواصل فيه وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش اليمينيان المتطرفان معارضة الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق مع حماس.
وفي حديثه يوم الخميس، أكد سوليفان أن ما “يتعين علينا القيام به هو الدخول في المرحلة الأولية” من الصفقة، و”البدء في تحقيق عمليات الإفراج الفعلية، وصور عائلات الرهائن ترحب بهم في منازلهم، كما رأينا خلال عملية الإفراج [في نوفمبر 2023]،” وهي هدنة استمرت أسبوعًا تم خلالها إطلاق سراح 105 رهائن أسرتهم حماس في 7 أكتوبر 2023، وإطلاق سراح 150 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
وقال سوليفان: “وبعد ذلك، فإن شروط الاتفاق مبنية على استمرار المناقشات والجهود الدبلوماسية والمفاوضات للانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية”، وأضاف أن “العناصر الأساسية والإطار الأساسي لـ [اقتراح الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو] لا يزال حيًا وجزءًا من المناقشات التي تجري اليوم”.
وأكد سوليفان أن كلا الجانبين وإدارتي بايدن وترامب يريدون “تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، وتحقيقه الآن، وهذا كله جزء من المساهمة الأمريكية في الجهود الرامية إلى التوصل في نهاية المطاف إلى نتيجة هنا”.
وقال إن الولايات المتحدة لا تزال تعتقد أن ثلاثة من الرهائن الأميركيين السبعة المحتجزين في غزة على قيد الحياة، رغم أنها لا تملك أدلة قاطعة.
وقال أيضا إن الإنجازات العسكرية الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة ساهمت في التوصل إلى اتفاق محتمل “لن يتمكن حزب الله مرة أخرى من إعادة بناء بنيته التحتية الإرهابية لتهديد إسرائيل، لقد رحل قادة حماس، بما في ذلك مدبرو الإرهاب في السابع من أكتوبر، والآن رحل نظام الأسد في سوريا”.
وأضاف أنه عندما قال بايدن “لا تفعلوا، فهذا ما كان يعنيه”.
وأضاف سوليفان أن “توازن القوى في الشرق الأوسط تغير بشكل كبير، فأصبحت إسرائيل أقوى، بينما أصبحت إيران أضعف”.
وفيما يخص سوريا، أبدى سوليفان دعمه للعمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في البلاد بعد سقوط نظام الأسد.
وقال إن “ما تفعله إسرائيل هو محاولة تحديد التهديدات المحتملة، سواء الأسلحة التقليدية أو أسلحة الدمار الشامل التي يمكن أن تهدد إسرائيل، وبصراحة، تهدد الآخرين أيضا، وتحييد تلك التهديدات”.
وأضاف أن “هذا جزء من جهودها لحماية البلاد في خضم وضع متقلب للغاية”، وأضاف أن الولايات المتحدة “تجري مشاورات مكثفة مع الحكومة الإسرائيلية”.
وردا على سؤال عما إذا كان يصدق نتنياهو بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن سيطرة إسرائيل على المنطقة العازلة التي تفصل إسرائيل عن سوريا ستكون مؤقتة، قال سوليفان إنه يصدق كلام نتنياهو.
وقال إنه يزور إسرائيل من أجل “الاستفادة من فرصة سقوط الأسد من أجل مستقبل أفضل للشعب السوري، مع إدارة المخاطر التي تأتي مع التغيير في سوريا بحذر”.
وأضاف أن الولايات المتحدة “تظل يقظة ضد التهديد المستمر من إيران، بما في ذلك التهديد الذي يشكله برنامجها النووي”.
وفي حديثه عن انتقال السلطة في البيت الأبيض إلى إدارة دونالد ترامب، قال سوليفان إنه “يتواصل مع خليفته، مستشار الأمن القومي القادم [مايك والتز]، بطريقة مهنية وجادة بشأن جميع القضايا التي تؤثر على دولة إسرائيل، التهديدات والفرص”.
وقال إن المحادثات “بناءة وموضوعية”.