مساعد بايدن في إسرائيل لمحاولة تجنب الحرب مع حزب الله
المبعوث الخاص عاموس هوكستين يتلقي نتنياهو ووزير الدفاع غالانت وزعماء المعارضة قبل التوجه إلى لبنان وسط صراع متصاعد
قال مسؤول في البيت الأبيض إن مستشارا كبيرا لبايدن من المقرر أن يجتمع مع قيادة الحرب الإسرائيلية يوم الاثنين في محاولة لتجنب المزيد من التصعيد بين إسرائيل ومنظمة حزب الله المدعومة من إيران في لبنان.
في اجتماعيه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، يتطلع المبعوث الخاص هوكستين إلى تعزيز الجهود الرامية إلى كبح الأعمال العدائية على طول “الخط الأزرق” بين إسرائيل ولبنان، حسبما قال المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه.
كما سيلتقي هوكستين برئيس حزب “الوحدة الوطنية” والوزير السابق في كابينت الحرب بيني غانتس مساء الاثنين، وسيجتمع مع زعيم المعارضة يائير لبيد ورئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ.
وهذه هي الزيارة الرابعة لهوكستين إلى إسرائيل منذ السابع من أكتوبر.
وقد توسط هوكستين في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في أواخر عام 2022، بعد عامين من المحادثات، وهو ما فتح الطريق أمام البلدين لتطوير الغاز الطبيعي والموارد الأخرى في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، يعمل هوكستين على ترسيم الحدود البرية بين البلدين والتي يمكن أن تتكون من عدة مراحل، بدءا بعودة السكان في جنوب لبنان وشمال إسرائيل إلى ديارهم خلال وقف إطلاق نار أولي.
أعربت إسرائيل عن انفتاحها على حل دبلوماسي للصراع لكنها قالت إنها ستشن حربا شاملة ضد حزب الله لاستعادة الأمن في الشمال إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وأفادت شبكة CBS في الأسبوع الماضي أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بقلق متزايد من اندلاع حرب شاملة بعد أكثر من ثمانية أشهر من تبادل متصاعد في إطلاق النار منذ بدأ حزب الله في مهاجمة إسرائيل في أكتوبر دعما لحركة حماس في غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري يوم الأحد إن تكثيف إطلاق النار عبر الحدود من قبل حزب الله على إسرائيل قد يؤدي إلى تصعيد خطير.
وقال هغاري في بيان عبر الفيديو باللغة الإنجليزية “تزايد عدوانية حزب الله يقودنا إلى حافة ما يمكن أن يكون تصعيدا أوسع نطاقا، والذي يمكن أن تكون له عواقب مدمرة على لبنان والمنطقة بأكملها”.
بعد أن تسببت الهجمات الصاروخية في حرائق هائلة في شمال البلاد، اغتالت إسرائيل الأسبوع الماضي القيادي في المنظمة طالب عبد الله، وهو أكبر مسؤول يُقتل في القتال. ورد حزب الله بهجمات صاروخية غير مسبوقة على شمال إسرائيل.
كما حذر مسؤولان من الأمم المتحدة في لبنان يوم الأحد من وجود خطر “حقيقي للغاية” من أن يؤدي سوء التقدير على طول الحدود الجنوبية للبنان إلى إشعال صراع أوسع نطاقا.
وقال المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جانين هينيس بلاسخارت، ورئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، أرولدو لازارو، في بيان إنهما “قلقان للغاية” بشأن التصعيد على طول الحدود اللبنانية.
أصاب صاروخان أُطلقا من لبنان يوم السبت قاعدة مراقبة الحركة الجوية الحساسة للجيش الإسرائيلي في جبل ميرون. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم تقع إصابات و”لا ضرر بقدرات الوحدة” في الهجوم.
وفي إطار الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي أن باريس وواشنطن والقدس ستشكل مجموعة عمل ثلاثية لنزع فتيل التوترات، على الرغم من قيام غالانت يوم الجمعة باستبعاد مشاركة إسرائيل، في تصريحات أثارت خلافا علنيا مع وزارة الخارجية.
وتشن منظمة حزب الله هجمات شبه يومية على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود منذ الثامن من أكتوبر، وتقول إنها تفعل ذلك تضامنا مع الفلسطينيين في غزة، وسط الحرب التي بدأتها حركة حماس.
وأسفرت المناوشات على الحدود عن مقتل 10 مدنيين على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى 15 جنديا واحتياطيا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا، دون وقوع أي إصابات.
وأعلن حزب الله أسماء 342 من أعضائه الذين قُتلوا في المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا أيضا. كما قُتل 63 عنصرا إضافيا من الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، وجنديا لبنانيا، بالإضافة إلى عشرات المدنيين، ثلاثة منهم صحفيون.