مساعدون سابقون لترامب يحذرون الوزراء الإسرائيليين من الافتراض أنه سيدعم ضم الضفة الغربية خلال ولايته الثانية
قال أعضاء مجلس الوزراء إن دعم هذه الخطوة المثيرة للجدل قد يعيق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية الأخرى، ولن يحدث إلا كجزء من خطة سلام مثل تلك التي عارضها اليمين المتطرف في عام 2020
حذر مسؤولان على الأقل في إدارة دونالد ترامب السابقة كبار الوزراء الإسرائيليين من افتراض أن الرئيس المنتخب سيدعم ضم إسرائيل للضفة الغربية في ولايته الثانية، بحسب ما ذكرته ثلاثة مصادر مطلعة على المحادثات لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.
ورغم التعبير عن هذا الموقف في اجتماعات ومحادثات منفصلة عقدت في الأشهر التي سبقت فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي، يبدو أن ذلك لم يردع أعضاء مجلس الوزراء اليمينيين المتطرفين. ففي يوم الاثنين، أعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن عام 2025 سيكون “عام السيادة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]”، وذلك بفضل عودة ترامب إلى منصبه، وقال وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير الأسبوع الماضي إن “هذا هو وقت السيادة”.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة أن السفير الإسرائيلي القادم لدى الولايات المتحدة سيكون يحيئيل لايتر، وهو زعيم استيطاني سابق دعا إلى ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية وعارض إقامة دولة فلسطينية.
وفي اجتماعاتهم الأخيرة مع عدد من كبار الوزراء الإسرائيليين، لم يستبعد مستشارو ترامب السابقون إمكانية دعم الرئيس المنتخب لهذه الخطوة، لكنهم أكدوا أنه لا ينبغي اعتبارها “نتيجة حتمية”، بحسب مسؤول إسرائيلي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.
وبحسب مسؤول إسرائيلي ثان مطلعا على إحدى المحادثات التي أجراها مساعد سابق لترامب مع وزير في الحكومة، فإن هذه الخطوة المثيرة للجدل ستواجه مقاومة شديدة من حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والتي يمكن لترامب أن يعتمد عليها من أجل تحقيق أهداف السياسة الخارجية الأكثر إلحاحا، مثل مكافحة العدوان الإيراني، والمنافسة ضد الصين، وإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ورغم أن ترامب قدم خطة سلام في عام 2020 تصورت ضم إسرائيل لجميع مستوطناتها، فإن الاقتراح لا يزال يسمح بإقامة دولة فلسطينية في المناطق المتبقية من الضفة الغربية.
ورحب نتنياهو بالمقترح مع بعض التحفظات في ذلك الوقت، في حين عارض سموتريتش والعديد من قادة المستوطنين – الذين احتفلوا الأسبوع الماضي بفوز ترامب كفرصة لتحقيق خطط الضم – خطة ترامب.
وقال مساعد سابق لترامب لوزير إسرائيلي إن إدارة ترامب الثانية لن تدعم تطبيق السيادة الإسرائيلية على المستوطنات “في فراغ”، تمامًا كما لم تفعل ذلك في عام 2020، وفقًا للمسؤول الإسرائيلي الثاني.
بعد أن رفضت السلطة الفلسطينية على الفور اقتراح ترامب “السلام من أجل الازدهار” لعام 2020، عملت إدارة ترامب مع إسرائيل للتخطيط لضم جزئي للضفة الغربية، لكن تم تأجيل الخطوة مقابل موافقة الإمارات على تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية.
ومن المقرر أن ينتهي الالتزام الذي قدمته الولايات المتحدة للإمارات لمنع خطوة الضم الإسرائيلية في نهاية عام 2024، لكن مسؤولاً سابقاً في إدارة ترامب قال لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن شروط دعم الولايات المتحدة لتطبيق السيادة الإسرائيلية على المستوطنات من غير المتوقع أن تتغير بشكل جذري.
وقال المسؤول السابق في إدارة ترامب “إذا حدث ذلك، فسوف يتعين أن يكون جزءًا من عملية”.
وفي تصريح لصحيفة تايمز أوف إسرائيل ردا على هذا التقرير، عبر مبعوث ترامب السابق إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات عن موقف مماثل.
“أعتقد أنه من المهم بالنسبة لأولئك في إسرائيل الذين يحتفلون بفوز الرئيس ترامب أن يفعلوا ذلك بسبب الدعم القوي الذي يقدمه الرئيس ترامب لإسرائيل، كما هو واضح من الأشياء التاريخية العديدة التي قام بها خلال فترة ولايته الأولى. يفترض بعض الوزراء الإسرائيليين أن توسيع السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة أصبح الآن أمرًا محسومًا تلقائيًا وأن هذا سيحدث بمجرد أن يؤدي الرئيس ترامب اليمين الدستورية”.
وأضاف غرينبلات: “أقترح عليهم أن يتنفسوا. لو كنت مستشارًا لهؤلاء الوزراء، لكنت أوصيت بأن يركزوا في البداية على العمل بشكل وثيق مع رئيس الوزراء نتنياهو لتمكينه من تعزيز علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة والسماح له بالعمل على التهديدات والتحديات الهائلة التي تواجهها إسرائيل الآن. سيكون هناك وقت لإجراء مناقشة حول يهودا والسامرة، لكن السياق والتوقيت مهمان”.