مساعدا نتنياهو صورا قطر بأنها صانعة سلام في حملة العلاقات العامة لكأس العالم 2022 – تقرير
بحسب صحيفة هآرتس فإن يوناتان أوريخ ويسرائيل آينهورن أوصيا للدوحة بتسليط الضوء على دورها كوسيط بين إسرائيل وغزة وإدانة الإرهاب في محاولة لجذب مشجعي كرة القدم القلقين بين اليهود والألمان
ذكرت وسيلة إعلام عبرية يوم الخميس أن اثنين من كبار مساعدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قاما بتنظيم حملة علاقات عامة لقطر تهدف إلى تصوير الدولة الخليجية على أنها نموذج للسلام والاستقرار من أجل جذب السياح اليهود إلى هناك لحضور نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022.
وجاء التقرير وسط اتهامات بأن نتنياهو ساهم، جزئيا، في تمكين هجوم حماس الذي أشعل الحرب في غزة من خلال السماح لقطر بتحويل ما يقدر بنحو 2 مليار دولار نقدا إلى الحركة الفلسطينية.
بحسب صحيفة “هآرتس”، قام يوناتان أوريخ ويسرائيل آينوهورن بتحرير وثائق لشركة العلاقات العامة الخاصة بهما “بيرسيبشن” (Perception) والتي تحدد خططا لتعزيز صورة قطر وشوهدا مع هذه الوثائق. بحسب التقرير، قضى الاثنان أشهرا في العمل على الوثائق، التي ورد أنها اقترحت على الدوحة تسليط الضوء على دورها كوسيط في الصراعات بين إسرائيل وغزة وإدانة الإرهاب الدولي، من بين توصيات أخرى.
واستشهدت هآرتس بعرض تقديمي من حملة العلاقات العلامة الذي جاء فيه إنه في أبريل 2022، وهو الشهر الأول للحملة على ما يبدو، زاد الخطاب الايجابي عبر الانترنت بشأن قطر بنسبة 1.7٪ وانخفض الخطاب السلبي بنسبة 1.3٪. ومع ذلك، قالت الصحيفة، إنه من غير الواضح ما إذا كانت تم تطبيق توصيات أوريخ وآينهورن على الإطلاق.
ووصفت شركة Perception التقرير بأنه “أخبار كاذبة”. وبالمثل، نفى آوريخ – الذي شغل في عام 2022 منصب المتحدث باسم حزب الليكود بزعامة زعيم المعارضة آنذاك نتنياهو – التقرير الأولي لصحيفة هآرتس الذي أفاد بأنه وآينهورن عملا لصالح قطر.
في نوفمبر وديسمبر 2022، استضافت قطر كأس العالم لكرة القدم الذي يقام مرة كل أربع سنوات، والذي كان مفتوحا للسياح الإسرائيليين على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين القدس والدوحة.
وبحسب ما ورد تم تجنيد Perception في ذلك الوقت لمساعدة قطر على جذب مشجعي كرة القدم اليهود والمدافعين عن البيئة والألمان الذين قد يردعهم سجل الدولة الغنية بالنفط في مجال الإرهاب والطاقة النظيفة وحقوق المثليين وسلامة العمال.
بحسب هآرتس، كتب أوريخ في أغسطس 2022 مذكرة لـ Perception جاء فيها إن “الحرب بين إسرائيل وغزة تؤدي إلى خطاب سلبي في المجتمع اليهودي” – في إشارة على ما يبدو إلى عملية “بزوغ الفجر” التي استمرت ثلاثة أيام في ذلك الشهر.
وورد أن أوريخ كتب في المذكرة “نوصي بالتركيز على مشاركة قطر كوسيط لوقف إطلاق النار وعودة السلام”.
في مذكرة في شهر يونيو من العام السابق، أوصى آينهورن بحسب التقرير بأن تستضيف قطر مباراة استعراضية بين فريقي كرة قدم لأبناء شبيبة إسرائيليين وفلسطينيين.
في وثائق أخرى، يقترح أوريخ، كما جاء في التقرير، أن تقوم قطر بإدانة الهجمات الإرهابية في إسرائيل وحول العالم، وإنشاء صندوق تعويضات لعمال البناء المصابين.
في الوقت نفسه، أفاد التقرير بأن Perception قامت أيضا ببناء حملة حول رسالة “قطر من أجل السلام” للجمهور الألماني – وخاصة مشجعي كرة القدم والسياسيين والصحفيين والمؤثرين عبر الإنترنت. وقال التقرير إن الحملة تضمنت مقاطع فيديو قصيرة باللغة الألمانية تعرض مساهمات قطر في السلام العالمي.
وعلى وجه الخصوص، ذكر التقرير أن الحملة أكدت على دور قطر باعتبارها “العمود الفقري لألمانيا” وسط أزمة الطاقة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
في الأسبوع الماضي، نشرت هآرتس تقريرا عن مذكرات حملت شعار Perception وتشير إلى أن قطر استعانت بخدمات أوريخ وآينهورن. وتم إزالة مقطع فيديو يروج لقطر من على قناة آينهورن على موقع “يوتيوب” بعد أن طلبت هآرتس من Perception التعليق على التقرير.
واتهمت إسرائيل قطر، التي كانت حتى وقت قريب وسيطا في المحادثات لإنهاء الحرب في غزة، بالفشل في ممارسة الضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والافراج عن الرهائن. ولقد أقامت معظم قيادة الحركة في الدوحة، لكن تقارير أفادت بأنه تم نفيها إلى تركيا في الأسابيع الأخيرة.
وتأتي التقارير عن العلاقات بين آوريخ وآينهورن وبين قطر في الوقت الذي يُشتبه فيه أن مساعدي نتنياهو ارتكبوا انتهاكات أمنية في محاولة لتحسين صورة رئيس الوزراء وسط فشله في منع الآلاف من المسلحين بقيادة حماس باقتحام جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، 2023، وقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 آخرين، مما أشعل الحرب الدائرة في غزة.
في إحدى القضايا، يُشتبه بأن أوريخ أصدر بحسب تقارير تعليماته للمتحدث السابق باسم نتنياهو، إيلي فلدشتاين، بتسريب معلومات استخبارية عسكرية مسروقة لصحيفة “بيلد” الألمانية بطريقة محرفة لدعم نقاط حوار رئيس الوزراء ضد صفقة الرهائن مع حماس.
وخضع أوريخ للتحقيق تحت طائلة التحذير ولكن لم يتم اعتقاله أو توجيه تهم له في القضية. وذكرت تقارير أن آينهورن، الذي يتواجد حاليا خارج البلاد، يؤجل عودته إلى إسرائيل حتى لا يتم اعتقاله. نتنياهو ليس مشتبها به في القضية.
ويُعتقد أن 97 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 34 رهينة على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
أطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما أطلقت سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات ثماني رهائن أحياء، كما تم استعادة جثث 37 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا بالخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم.
كما تحتجز حماس مواطنَين إسرائيليَين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثث جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.