مساعدات من قبرص تدخل غزة عبر رصيف جديد؛ والاتحاد الأوروبي يحذر من جيوب مجاعة
المفوض للشؤون الانسانية في التكتل يضيف صوته إلى الدعوات المتزايدة لإسرائيل لفتح المزيد من الطرق البرية إلى القطاع؛ مؤسسة خيرية تبدأ تحميل الإمدادات الإنسانية على متن سفينة ثانية في ميناء قبرص

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء أنه يستعد لوصول سفينة من قبرص إلى غزة تحمل حوالي 200 طن من المواد الغذائية في ما سيكون أول تسليم مساعدات إنسانية عن طريق البحر، حيث حذر مسؤول الشؤون الإنسانية في الاتحاد الأوروبي من وجود جيوب مجاعة بالفعل في القطاع.
أبحرت السفينة الخيرية “أوبن آرمز” (Open Arms) يوم الثلاثاء من ميناء لارنكا، حيث قامت بسحب بارجة تحتوي على حمولة من الدقيق والأرز والبروتين من منظمة “وورلد سنترال كيتشن” (WCK)، بتمويل من الإمارات العربية المتحدة وقبرص.
وقال الجيش الإسرائيلي إن تسليم المساعدات “يتم بالتنسيق مع السلطات الأمنية والمدنية الإسرائيلية، وفقا لتوجيهات الحكومة الإسرائيلية وبناء على طلب الحكومة الأمريكية”.
ومن المقرر أن يقوم سلاح البحرية الإسرائيلي بتفتيش السفينة في البحر بمجرد وصولها إلى حوالي 20 ميلا بحريا من ساحل غزة، وفقا للمعلومات التي اطلع عليها “تايمز أوف إسرائيل”.
ومن هناك، سيرافق سفينة المساعدات سلاحا البحرية والجو باتجاه ساحل غزة.
وفي مرحلة معينة، ستقوم سفينة إسرائيلية بسحب المساعدات إلى رصيف مؤقت تم بناؤه في وسط قطاع غزة. تم بناء الرصيف بواسطة WCK بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي.
Satellite imagery from @Maxar shows a jetty/pier is under construction on the Gaza coastline, just south of Gaza City: 31.497, 34.408. Construction crews can be seen operating in the area. Images are from March 11, March 12, and March 13. pic.twitter.com/xZPMR7DhWn
— Christiaan Triebert (@trbrtc) March 14, 2024
ولن يتم توزيع المساعدات نفسها من قبل الجيش الإسرائيلي. وقال مسؤول إسرائيلي في وقت سابق لتايمز أوف إسرائيل إن WCK ستكون هي المسؤولة عن إيصال المواد الغذائية إلى المدنيين في غزة.
وعلى الساحل، سيقوم الجيش بتأمين المساعدات على مسافة من الجو والبحر، على غرار الطريقة التي يقوم بها بتأمين القوافل على الأرض.

في غضون ذلك، تم تحميل سفينة ثانية بالمساعدات حيث ستنقل شحنة أكبر من المواد الغذائية لغزة في قبرص يوم الخميس، حسبما ذكرت WCK.
وقالت المنظمة الخيرية إنها تقوم بتحميل سفينة في ميناء لارنكا بـ 300 طن من المساعدات الغذائية – بما في ذلك البقوليات والتونة المعلبة والخضروات والأرز والدقيق.
وقالت WCK في بيان: “يفترض فحص منصاتنا وتحميلها بحلول نهاية اليوم بتوقيت قبرص”. ولم يذكر البيان متى ستبحر تلك السفينة.
ويجري الجيش الإسرائيلي أيضا تجارب لتوصيل المساعدات مباشرة إلى شمال غزة باستخدام طريق عسكري جديد، بينما تواصل دول مختلفة تنفيذ عمليات إسقاط جوي.

ويأتي الوصول المتوقع للسفينتين وسط أزمة انسانية متصاعدة في غزة.
يوم الخميس، قال المفوض للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي، يانيز لينارسيتش، إن هناك بالفعل جيوب مجاعة في القطاع، وحذر من أنها قد تمتد إلى المنطقة بأكملها.
متحدثا لصحفيين، حض لينارسيتش إسرائيل على فتح المزيد من الطرق البرية لايصال المساعدات إلى غزة.
وجاءت تصريحات لينارسيتش بعد يوم من قول 25 منظمة، بما في ذلك منظمة العفو الدولية و”أوكسفام”، إن عمليات الإسقاط الجوي والجهود المبذولة لفتح ممر بحري “ليست بديلا” عن عمليات التسليم البرية لأنها لا يمكنها سوى توفير جزء صغير من المساعدات المطلوبة.

بالإضافة إلى ذلك، استضاف وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس اجتماعا افتراضيا يوم الأربعاء مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وكبار الوزراء والمسؤولين من بريطانيا والإمارات العربية المتحدة وقطر والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لمناقشة الممر البحري.
وجاء في بيان مشترك إن “الوزراء اتفقوا على أنه لا يوجد بديل حقيقي للطرق البرية عبر مصر والأردن ونقاط الدخول من إسرائيل إلى غزة لتوصيل المساعدات على نطاق واسع”.
كما دعوا إسرائيل إلى فتح ميناء أشدود، شمال غزة، أمام توصيل المساعدات.
بدأت الحرب في 7 أكتوبر عندما هاجم مسلحو حماس جنوب إسرائيل، وقتلوا حوالي 1200 شخص، وقاموا باحتجاز 253 آخرين كرهائن في غزة.

وسرعان ما أعلنت إسرائيل الحرب على حماس، وتعهدت بإسقاط نظام الحركة في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وأطلق الجيش الإسرائيلي عملية برية في القطاع الفلسطيني إلى جانب غارات جوية مكثفة في حملة عسكرية أسفرت عن مقتل أكثر من 31,341 فلسطينيا، وفقا لسلطات الصحة في غزة. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ويُعتقد أنها تشمل أكثر من 13 ألف مسلح قُتلوا في المعركة بالإضافة إلى عدد من سكان غزة الذين قُتلوا بصواريخ خاطئة أطلقتها الفصائل المسلحة الفلسطينية. كما قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر وبعده مباشرة.

مع استمرار الهجوم البري، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الخميس أن قوات من وحدة النخبة “لوتار” لمكافحة الإرهاب عثرت على قاذفات صواريخ في موقع متاخم لمدرسة وصواريخ تحت سرير في منزل لأحد ناشطي حماس في مدينة خان يونس جنوب غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات داهمت شقق اختباء ومواقع أخرى في أحياء مختلفة من خان يونس.
ونشر الجيش لقطات فيديو تظهر القوات خلال عثورها على منصة إطلاق صواريخ، التي تم استخدامها بالفعل، وكذلك على مخبأ للأسلحة في منزل ناشط حماس.
بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن القوات رصدت يوم الأربعاء وضربت مجموعة من المسلحين بعد أن أطلقوا قذيفة هاون من وسط غزة على البلدات الحدودية الإسرائيلية. وقال الجيش إن قذيفة الهاون سقطت داخل القطاع قبل أن تصل هدفها، وفي غضون خمس دقائق تم تحديد موقع الخلية وقُتل أعضاؤها في غارة جوية.
في وسط غزة أيضا، قال الجيش إن لواء “ناحل” قتل عددا من مسلحي حماس في اليوم الأخير، بما في ذلك من خلال استدعاء غارات جوية وعبر قصف بالدبابات.
في جنوب غزة، واصلت الفرقة 98 قتال حماس في منطقة خان يونس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن لواء “غفعاتي” داهم مبان في مجمع مدينة حمد السكنية، وعثر على قاذفة صواريخ في إحداها.
كما استدعت قوات غفعاتي غارة جوية على اثنين من مقاتلي حماس تم رصدهما في المنطقة، وفقا للجيش.
في منطقة بني سهيلة، رصد اللواء السابع مدرعات ثلاثة مسلحين اقتربوا من قواته وقام باستدعاء قصف بالدبابات، كما استدعى غارة جوية على مسلحيّن بالقرب من مستودع أسلحة تابع لحماس، بحسب الجيش الإسرائيلي.