مسؤول كبير في الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة يقول إن بعثة التقييم في شمال غزة في مراحلها الأولى
المهام الاستطلاعية تشمل 6 أشخاص مكلفين بتقييم الأضرار في الجزء الشمالي من القطاع وتقديم المساعدات لحوالي 400 ألف فلسطيني ما زالوا في المنطقة
قال مسؤول أممي كبير لـ”تايمز أوف إسرائيل” هذا الأسبوع إن مكتبه بدأ المراحل الأولى من مهمة تقييم في شمال غزة تهدف إلى تحديد الظروف الضرورية للسماح بعودة الفلسطينيين إلى تلك المناطق.
في الأيام الأخيرة، نفذ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) ثلاث مهام “استطلاع” أو “استكشاف” في بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، فيما تنتظر الأمم المتحدة موافقة الجيش الإسرائيلي على تنفيذ مهمة استطلاع نهائية، حسبما قال أندريا دي دومينيكو، الذي يرأس مكتب “اوتشا” في الأراضي الفلسطينية، يوم الثلاثاء.
وتشمل مهام “الاستطلاع” هذه ستة أشخاص فقط مكلفين بإجراء تقييم أولي للظروف على الأرض قبل إرسال بعثات تقييم سريعة أكبر بكثير تضم ما بين 20 إلى 30 شخصا، مع ممثلين من مختلف القطاعات.
قبل أن تمضي التقييمات السريعة قدما، يعود موظفو الأمم المتحدة عادة إلى المنطقة لتوزيع المساعدات على السكان.
ويقدّر بأن هناك ما بين 300 ألف حتى 400 ألف فلسطيني ما زالوا يعيشون في شمال غزة، التي أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها في بداية الحرب.
وبمجرد توزيع بعض المساعدات على هؤلاء السكان، يمكن للأمم المتحدة المضي قدما في بعثات التقييم السريع.
وقال دي دومنيكو حتى لو تم إرسال فرق تقييم سريع متعددة إلى مواقع مختلفة في نفس الوقت، فمن المحتمل أن تحتاج هذه الفرق إلى أكثر من يوم واحد لإكمال المهمة.
وبمجرد تنفيذ المهمة، يمكن للأمم المتحدة المضي قدما في تقديم استجابتها على شكل تقديم طعام ومياه وخدمات صحية ومأوى للسكان المتبقين في شمال غزة.
وتقول الوكالات إن مثل هذه التقييمات ليست ضرورية في جنوب غزة لأن الوكالات الإنسانية لا تزال قادرة على الوصول إلى تلك المناطق ولديها فهم أفضل لما هو مطلوب، حتى لو كانت المساعدات الواردة غير كافية.
وقد تم تأجيل مهمة التقييم الشاملة للأمم المتحدة لعدة أسابيع، حيث قالت إسرائيل إن عودة مقاتلي حماس في شمال غزة جعلت من غير الآمن للعاملين في المجال الإنساني الوصول إلى تلك المناطق.
ردا على سؤال عما إذا كان يثق بالتشخيص الإسرائيلي، أشار دي دومينكو إلى أنه ليس تماما.
وقال “الثقة بأشخاص يطلقون النار علينا بشكل منهجي هي أمر معقد بعض الشيء”، مشيرا إلى أكثر من 300 مرة أطلقت فيها القوات الإسرائيلية، كما يزعم، النار على عاملين في المجال الانساني في حوالي 150 موقعا في أنحاء غزة منذ بداية الحرب.
وأضاف دي دومينيكو “هناك مرات يكونون فيها على حق تماما بأن الوضع غير آمن لأننا نتواجد في المنطقة أيضا ونرى ما يحدث. ولكن هناك مرات أخرى لا أكون فيها متأكدا من الأسباب التي تدفعهم إلى عدم السماح لنا بالدخول لأن الأمر لا يتعلق بالسلامة. إنهم يستخدمون أعذارا أخرى”.
وأقر مدير مكتب أوتشا بأن انعدام الثقة يسير في كلا الاتجاهين.
وقال في مقابلة أجريت معه بعد أيام من قيام الأونروا بتسريح عدد من موظفيها بسبب مشاركتهم المزعومة في هجمات 7 أكتوبر التي شهدت قيام مسلحي حماس بالتسلل إلى داخل إسرائيل وقتل حوالي 1200 شخص واختطاف نحو 250 آخرين: “إنهم ينظرون إلينا بكل أوجه التحيز التي يعتقدون أننا نمتلكها”.
بغض النظر، قال دي دومينيكو إن أوتشا سيواصل التعامل مع إسرائيل لأن الجانبين يحتاجان إلى بعضهما البعض من أجل معالجة الوضع الانساني في غزة.
في الشهر الماضي، اتهم دي دومينيكو إسرائيل بـ”الرفض المنهجي” للسماح بوصول الوكالة إلى شمال غزة.
وفي الأسبوع الماضي، قالت الولايات المتحدة إنه تم تأجيل مهمة التقييم بسبب تجدد القتال في المنطقة، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مات ميلر “لقد رأينا ظهور مقاتلي حماس وبدئهم بإطلاق هجمات صاروخية على إسرائيل وإطلاق النار على القوات الإسرائيلية. هذا جعل الظروف على الأرض غير محتملة أو آمنة لتنفيذ هذه المهمة الانسانية”.
منذ أن أمر المدنيين في شمال غزة بإخلاء المنطقة والتوجه جنوبا في بداية الحرب، قام الجيش الإسرائيلي بتقييد كمية المساعدات الإنسانية إلى المنطقة بشدة، مشيرا إلى مخاوف من أن أولئك الذين بقوا في المنطقة هم مقاتلون محتملون من حماس يسعون إلى الاستيلاء على المساعدات، لكن وكالات الأمم المتحدة تقول إن مئات الآلاف من المدنيين الذين لا يزالون في شمال غزة في حاجة ماسة إلى المساعدة.