إسرائيل في حالة حرب - اليوم 500

بحث

مسؤول أمني سابق: المساعدات العسكرية الأمريكية أقل بمئة مليون دولار عن الإتفاق السابق

قال عاموس يادلين ان اسرائيل ’تدفع ثمن’ خطاب نتنياهو امام الكونغرس؛ يقول ان واشنطن ’لسعت’ رئيس الوزراء، الكونغرس وايباك

عاموس يادلين المدير السابق للمخابرات العسكرية، يناير 2012 (Gideon Markowicz/Flash90)
عاموس يادلين المدير السابق للمخابرات العسكرية، يناير 2012 (Gideon Markowicz/Flash90)

انضم المدير السابق للإستخبارات العسكرية الإسرائيلية يوم الجمعة الى مجموعة من مسؤولي الدفاع السابقين بإنتقاد رزمة المساعدات العسكرية لعشر سنوات بقيمة 38 مليار دولار، والتي تم التوقيع عليها يوم الاربعاء. مدعيا أنه كان يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الضغط لتمويل اضافي لو لم يغضب البيت الأبيض بخطابه في مارس 215 أمام الكونغرس ضد الإتفاق النووي الإيراني.

قال الجنرال عاموس يادلين، الذي تولى أيضا منصب ملحق الجيش الإسرائيلي الى واشنطن ويدير حاليا معهد دراسات الامن القومي، لإذاعة الجيش، أن تفصيل رزمة المساعدات – التي تتدعي واشنطن انها الأكبر لأي بلاد في التاريخ – يشير إلى أنه بالفعل يقل بمئة مليون دولار عن الإتفاقيات السابقة.

“باراك على حق بأن رزمة المساعدات التي حصلنا عليها تقل بقليل عما حصلنا عليه في الإتفاق السابق”، قال يادلين، متطرقا الى انتقاد رئيس الوزراء السابق ايهود باراك للصفقة.

وفي مقال رأي صدر في صحيفة “واشنطن بوست” الخميس، قال باراك انه مع ارتفاع تكلفة الأسلحة بقيمة 20% منذ اتفاق العشر سنوات الأخير، والبند الذي يمنع اسرائيل من السعي لتمويل اضافي من الكونغرس الأمريكي، لا يمنح الإتفاق اسرائيل “قوة شراء اكبر” مما كان لديها ضمن الإتفاق السابق.

ومثل باراك، ربط يادلين بين ما يصفه كتمويل مقلص وبين حملة نتنياهو ضد الإتفاق النووي.

“كان يمكننا الحصول على اتفاق مساعدات افضل، [ولكن] رئيس الوزراء قدم خطاب غير ضروري أمام الكونغرس، ومحم مدفع ثمنه”، قال يادلين.

وادعى يادلين أيضا أن إدارة اوباما “لسعت” نتنياهو، بالإضافة الى الكونغرس واللوبي الإسرائيلي، مع متطلباته بعدم سعي القدس للحصول على تمويل اضافي من الكونغرس الأمريكي.

“يحظر رئيس الوزراء من طلب زيادة التمويل من الكونغرس. في الإتفاق، ادارة اوباما لسعت رئيس الوزراء، الكونغرس وايباك – ثلاثة عصافير بحجر واحد”، قال يادلين.

وأكد باراك مساء الخميس على الإدعاءات بأن نتنياهو وحكومته الحالية تسببوا بأضرار استراتيجية لإسرائيل، وأن الإتفاق العسكري كان سيئا نتيجة ذلك، وأجرى عدة مقابلات مع وكالات اسرائيلية.

وفي مقابلة مع القناة العاشرة من بوستن الخميس، بعد مقال لاذع في الواشنطن بوست حيث اتهم رئيس الوزراء بـ”سلوك متهور” يهدد وجود اسرائيل، قال باراك انه بالرغم من عدم ترشحه في الانتخابات المقبلة، سوف “يعمل بطرق عديدة من أجل ضمان تغيير القيادة”.

رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك خلال حديث له أمام مؤتمر منظمة "داركينو" اليسارية في ريشون لتسيون، 17 أغسطس، 2016. (Neri Zilber)
رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك خلال حديث له أمام مؤتمر منظمة “داركينو” اليسارية في ريشون لتسيون، 17 أغسطس، 2016. (Neri Zilber)

في المقال الذي كتبه، اتهم باراك، الذي شغل أيضا منصب وزير الدفاع في حكومة نتنياهو من عام 2009 وحتى 2013، رئيس الوزراء بإفساد المفاوضات والتوصل إلى حزمة أصغر بكثير مما كان متوقعا.

وكتب باراك بأن “الضرر الذي تسببت به إدارة نتنياهو غير المسؤولة للعلاقات مع البيت الأبيض بدت واضحة الآن تماما”. وأضاف بأن “إسرائيل ستحصل على 3.8 مليار دولار في العام الواحد – مساهمة هامة لأمننا ولكنها أقل بكثير مما كان يمكن الحصول عليه قبل أن يختار رئيس الوزراء التدخل بشكل سافر في السياسية الأمريكية”.

وقال باراك الخميس أن تدخل نتنياهو بالشؤون الأمريكية “كلف اسرائيل 7 مليار دولار [اضافي]”.

وأثار المقال ردود فعل غاضبة من حزب نتنياهو، الليكود، الذي اتهم رئيس الوزراء السابق بانه لا يسعى لمصلحة اسرائيل، وأنه يحاول تحقيق “عودة بائسة [للسياسة]”.

“نشر مقال يهاجم اسرائيل في الإعلام الأمريكي في يوم توقيع اكبر صفقة مساعدات في تاريخ الولايات المتحدة هو دليل إضافي على أن ايهود باراك غير معني بمصلحة اسرائيل”، قال الحزب. وجاء مقال الرأي وسط اشاعات منتشرة بأن رئيس الوزراء السابق يفكر بالعودة الى السياسة.

ورفض باراك الرد، قائلا انه “طفولي”.

وقال باراك للقناة الإسرائيلية الثانية مساء الخميس أن اسرائيل فقدت أيضا أكثر من الأموال.

“أنا أعلم جيدا ما هو المهم لإسرائيل وواشنطن، وأنا أعلم أنه كان يمكننا الحصول على 4.5 مليار دولار، وعلاقات أفضل بكثير مع الإستخبارات الأمريكية للتعامل مع إيران، حوار جدي مع الرئيس حول عقوبات ممكنة وحتى [امكانيات] عسكرية. كل هذا كان مطروحا”، قال.

وانضم وزير الدفاع السابق موشيه يعالون الى باراك الخميس بمهاجمة نتنياهو، قائلا انه كان على اسرائيل الحصول على تمويل أكبر.

واشار وزير الدفاع السابق، الذي تم طرده من منصبه في بداية العام وسط ازمة سياسية ادت الى تولي افيغادور ليبرمان منصبه، الى انه تفاوض على صفقة افضل في اكتوبر عام 2015، عندما كان لا زال يتولى وزارة الدفاع، مع نظيره حينها اشتون كارتر تضمنت قائمة قدرات كانت ستتوفر لإسرائيل.

وزير الدفاع السابق موشيه يعالون خلال خطاب في وعهد واشنطن لسياسة الشرق الاوسط، 15 سبتمبر 2016 (Screenshot)
وزير الدفاع السابق موشيه يعالون خلال خطاب في وعهد واشنطن لسياسة الشرق الاوسط، 15 سبتمبر 2016 (Screenshot)

“بكلمات أخرى، لا اعتقد ان 38 مليار دولار سوف توفر جميع القدرات [الضرورية] أو تلبي جميع احتياجاتنا [الدفاعية]”، قال يعالون في خطاب بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، الذي انضم إليه في شهر يوليو كشريك زائر.

مضيفا: “ستضطر اسرائيل الآن خوض عملية تحديد أولويات في اسرائيل من أجل رؤية ما يمكننا الحصول عليه وما نفضل ان نتركه”.

حزمة المساعدات العسكرية الجديدة ستضمن لإسرائيل حصولها على 3.8 مليار دولار سنويا – مقارنة بثلاثة مليار دولار في مذكرة التفاهم السابقة – بدءا من عام 2018 وحتى 2028. ولكن بموجب الإتفاق، تعهدت إسرائيل بعدم السعي للحصول على تمويل إضافي من الكونغرس في السنوات العشر القادمة. الإتفاق يشمل أيضا بندا يحد من قدرة إسرائيل على إنفاق الأموال على صناعة الأسلحة الخاصة بها على مدى السنوات الست القادمة – وهي مسألة شكلت قضية خلاف رئيسية خلال المحادثات.

توقيع صفقة المساعدات العسكرية الامريكية لإسرائيل في وزارة الخارجية الامريكية، 14 سبتمبر 2016 (Israeli Embassy, Washington)
توقيع صفقة المساعدات العسكرية الامريكية لإسرائيل في وزارة الخارجية الامريكية، 14 سبتمبر 2016 (Israeli Embassy, Washington)

بحسب تقارير سابقة، كانت إسرائيل قد طالبت بإتفاق منفصل بقيمة 400 مليون دولار للإنفاق على الدفاع الصاروخي – ما كان سيرفع القيمة الإجمالية إلى أكثر من 4 مليار دولار سنويا. لكن تم تحديد الرقم النهائي من دون هذا البند.

اقرأ المزيد عن