إسرائيل في حالة حرب - اليوم 347

بحث

مسؤول: الولايات المتحدة والدول الأوروبية تضغط على إسرائيل لتأخير الهجوم البري على غزة

تعتقد الحكومات الغربية أن الغزو قد يحبط فرص إطلاق سراح المزيد من الرهائن؛ وبايدن يربط علنا بين هجوم حماس وجهود التطبيع السعودي الإسرائيلي

جنود إسرائيليون يحركون دبابة في منطقة تجمع بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، في جنوب إسرائيل، 15 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Ohad Zwigenberg)
جنود إسرائيليون يحركون دبابة في منطقة تجمع بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، في جنوب إسرائيل، 15 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Ohad Zwigenberg)

قال مسؤول دبلوماسي كبير لتايمز أوف إسرائيل إن الولايات المتحدة والعديد من الحكومات الأوروبية تضغط على إسرائيل خلف الكواليس لتأخير الدخول البري لغزة بعد إطلاق حماس سراح رهينتين، خشية أن يؤدي التوغل إلى إحباط الجهود الرامية إلى تأمين عمليات إطلاق سراح إضافية.

وقال المسؤول إن الحكومات الغربية التي تضغط حاليا على إسرائيل لديها مواطنون بين المفقودين وتعتقد أنه كلما مر الوقت، كلما أصبح تأمين إطلاق سراح الرهائن أصعب.

وقال المسؤول الدبلوماسي إن الحكومات تدرك أن الغزو البري أمر محتمل للغاية ولا تطلب من إسرائيل عدم شن أي غزو على الإطلاق، بل مجرد تأجيل الخطوة لإعطاء الجهود الدبلوماسية الإضافية فرصة.

وتقول إسرائيل إن هجومها يهدف إلى تدمير البنية التحتية لحماس، وتعهدت بالقضاء تماما على الحركة التي تحكم القطاع، ونفذت الهجمات في 7 أكتوبر التي أسفرت عن مقتل 1400 شخص في جنوب إسرائيل.

وتقول إسرائيل إنها تستهدف جميع المناطق التي تنشط فيها حماس، بينما تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

في غضون ذلك، تراجع البيت الأبيض عن تعليق الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن على إسرائيل تأجيل هجومها المتوقع في غزة حتى يتم إطلاق سراح المزيد من الرهائن الذين تحتجزهم حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يصعد على متن الطائرة الرئاسية في قاعدة أندروز الجوية بولاية ماريلاند في 20 أكتوبر 2023 (AP Photo/Andrew Harnik)

وأثناء صعوده على متن الطائرة الرئاسية في وقت سابق، سأل أحد المراسلين بايدن عما إذا كان ينبغي على إسرائيل تأجيل عملية عسكرية في غزة، فأجاب: “نعم”.

“كان الرئيس بعيدا. ولم يسمع السؤال كاملا. بدا له أن السؤال هو: هل ترغب في رؤية إطلاق سراح المزيد من الرهائن؟ ولم يكن يعلق على أي شيء آخر”.

تظهر هذه الصورة المقدمة من سفارة الولايات المتحدة في القدس، والتي تم التقاطها في 20 أكتوبر 2023، ناتالي رعنان (يسار) ووالدتها جوديث رعنان تتحدثان عبر الهاتف مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد أن اححتازهما من قبل حركة حماس الحاكمة لغزة كرهينتين قبل أن تطلق سراحهما لاحقا.(US Embassy in Jerusalem/AFP)

وفي يوم الجمعة أيضا، ربط بايدن علنا لأول مرة بين هجوم حماس في 7 أكتوبر، والجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للتوسط في اتفاق تطبيع بين إسرائيل والمملكة السعودية.

وقال بايدن في حفل لجمع التبرعات لحملته الانتخابية: “أحد أسباب تحرك حماس تجاه إسرائيل هو أنهم علموا أنني كنت على وشك الجلوس مع السعوديين”.

وقال بخصوص الجهود الأمريكية للتوسط في اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، والذي يبدو أنه تم تعليقه بعد اندلاع الحرب: “السعوديين أرادوا الاعتراف بإسرائيل”.

وأشار مسؤولو إدارة بايدن إلى أن إحباط جهود التطبيع ربما كان دافعاً لحماس، لكن تصريحات الرئيس تبدو أبعد ما ذهب إليه أي شخص في إدارته للإشارة إلى وجود علاقة مباشرة.

وانتقدت السعودية بشدة القصف الإسرائيلي لغزة خلال الأسبوعين الماضيين، واعترف المسؤولون الأمريكيون بأن جهود التطبيع لم تعد محور اهتمامهم، حيث يعملون على دعم إسرائيل ضد حماس.

وأطلقت حماس ليلة الجمعة سراح رهينتين – مواطنتين أمريكيتين إسرائيليتين، جوديث رعنان وابنتها المراهقة نتالي – اللتين كانتا تقضيان إجازتهما في إسرائيل عندما تم اختطافهما من كيبوتس ناحال عوز خلال هجوم حماس.

وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيه الإفراج عن رهائن من بين 203 رهائن على الأقل تحتجزهم حماس منذ تسللها إلى البلدات الجنوبية الإسرائيلية والهجمات التي نفذتها هناك والتي بدأت الحرب الجارية بين إسرائيل والحركة.

تشييع جثمان عائلة كوتس في “غان يفنيه”. قُتلت العائلة الإسرائيلية المكونة من خمسة أفراد على يد مسلحي حماس في هجوم 7 أكتوبر في منزلهم في كيبوتس كفار عزة بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، 17 أكتوبر، 2023 (AP Photo/Ohad Zwigenber)

وفي الأسبوع الماضي، التقى وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وسط جولته لمحاولة السيطرة على الأزمة في أنحاء الشرق الأوسط، والتي شملت أيضا زيارات إلى إسرائيل والأردن وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر.

وألقى رئيس المخابرات السعودية السابق وسفيرها لدى الولايات المتحدة خطابا يوم الخميس انتقد فيه هجوم حماس وكذلك السياسات التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ فترة طويلة، والتي قال إنها ساعدت في الوصول إلى الوضع الدموي الحالي.

وفي حين أن الأمير تركي الفيصل لم يعد في الحكومة، إلا أنه لا يزال يُنظر إليه على أنه مقرب من القصر الملكي، ويبدو أنه الشخصية السعودية الأبرز التي لم تدين حماس على وجه التحديد حتى الآن.

وقال الأمير تركي في كلمة ألقاها في معهد “بيكر” للسياسة العامة بجامعة “رايس” في هيوستن: “إنني أدين بشكل قاطع استهداف حماس للمدنيين من أي عمر أو جنس، كما تُتهم به. هذا الاستهداف يكذّب ادعاء حماس بالهوية الإسلامية”.

“أنا أيضا أدين حماس لأنها أعطت أساسا أخلاقيا أعلى لحكومة إسرائيلية يتم ادانتها عالميا، حتى من قبل نصف الجمهور الإسرائيلي، باعتبارها فاشية وشريرة وبغيضة”.

وقال: “إنني أدين حماس لأنها أعطت هذه الحكومة الفظيعة الذريعة لتطهير غزة عرقيا من مواطنيها وقصفهم حتى النسيان”.

“إنني أدين حماس لمواصلة تقويض السلطة الفلسطينية كما تفعل إسرائيل. إنني أدين حماس لتخريبها محاولة المملكة العربية السعودية للتوصل إلى حل سلمي لمحنة الشعب الفلسطيني”.

“لكنني أدين بالمثل القصف الإسرائيلي العشوائي للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء في غزة، ومحاولة دفعهم بالقوة إلى سيناء. إنني أدين عمليات القتل المستهدف التي تقوم بها إسرائيل والاعتقال العشوائي للأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين في الضفة الغربية. خطأان لا يصنعان صوابا”.

وقال: “إنني أدين إسرائيل لتحويل الأموال القطرية إلى حماس، وهي جماعة إرهابية كما تعرفها إسرائيل”. وسمحت إسرائيل بتدفق عشرات الملايين من الأموال القطرية عبر المعابر الإسرائيلية إلى غزة من أجل الحفاظ على الهدنة الهشة مع حماس.

يوم الخميس، تحدث مسؤولون إسرائيليون كبار عن احتمال شن حملة برية وشيكة واسعة النطاق في قطاع غزة للقضاء على حركة حماس، وقاموا بسلسلة من الزيارات لجنود الجيش الإسرائيلي المتمركزين بالقرب من القطاع.

وقال قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، اللواء يارون فينكلمان، إن الهجوم البري المتوقع سيكون “طويلا ومكثفا”، ولكنه سينتهي بالانتصار.

وفي علامة أخرى على أن الهجوم البري قد يكون وشيكا، اجتمع مجلس الوزراء الأمني المصغر، الهيئة التي يجب أن توافق على التوغل البري، مساء الخميس لمدة ست ساعات تقريبا. وقد انعقد المجلس عدة مرات منذ اندلاع الحرب.

وشهدت الأيام الأخيرة ضغوطا متزايدة على الحكومة لوضع استراتيجية واضحة لتجنب العودة إلى احتلال مطول للقطاع، وفي نفس الوقت ضمان الإطاحة بحكم حماس في القطاع الفلسطيني وأنه لم يعد يشكل تهديدا.

وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن إدارة بايدن تضغط بشكل خاص على إسرائيل لتوضيح استراتيجيتها للانسحاب من القطاع بعد العملية.

امرأة تقف أمام صور بعض الرهائن المحتجزين لدى حماس، 20 أكتوبر، 2023، في تل أبيب. (Gili Yaari /Flash90)

وقال المسؤول الأمريكي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ودائرته الداخلية أشاروا لنظرائهم الأمريكيين إلى أن إسرائيل لم تتوصل بعد إلى مثل هذه الاستراتيجية، وأنها تركز أكثر على الهدف المباشر المتمثل في إزالة حماس من السلطة في غزة.

يوم الأربعاء، حذر بايدن إسرائيل من التورط في غزة إلى أجل غير مسمى، مشيرا إلى تجارب الولايات المتحدة في أفغانستان بعد غزوها عام 2001 للإطاحة بحركة طالبان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.

وقال بايدن في تل أبيب: “يجب تحقيق العدالة. لكنني أحذر: بينما تشعرون بهذا الغضب، لا تنشغلوا به… بعد أحداث 11 سبتمبر، شعرنا بالغضب في الولايات المتحدة. وبينما سعينا لتحقيق العدالة وحصلنا على العدالة، ارتكبنا أخطاء أيضا”.

واندلعت الحرب بعد أن فجر حوالي 2500 مسلح بقيادة حماس السياج الحدودي الإسرائيلي في 7 أكتوبر، وتدفقوا إلى إسرائيل عبر البر والبحر والجو، وقتلوا حوالي 1400 شخص، واحتجزوا 200-250 رهينة تحت وابل من آلاف الصواريخ على البلدات والمدن الإسرائيلية.

وكانت الغالبية العظمى من القتلى عندما استولى المسلحون على البلدات الحدودية من المدنيين، وتم قتل أكثر من 260 شخصا في مهرجان موسيقي في الهواء الطلق، فيما وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه “أسوأ مذبحة للشعب اليهودي منذ المحرقة”.

وتقول وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في غزة إن أكثر من 4100 فلسطيني قتلوا في الغارات الإسرائيلية منذ هجوم حماس. ولا يمكن التحقق من الأرقام التي أصدرتها الحركة بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل مقاتليها وضحايا انفجار في مستشفى في مدينة غزة في 17 أكتوبر نتج عن صاروخ طائش أطلقته حركة الجهاد الإسلامي وحملت حماس إسرائيل المسؤولية عنه.

وتقول إسرائيل إن هجومها يهدف إلى تدمير البنية التحتية لحماس، وتعهدت بالقضاء تماما على الحركة، التي تحكم القطاع. وتقول إنها تستهدف جميع المناطق التي تعمل فيها حماس، بينما تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل، لازار بيرمان ووكالات في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن