إسرائيل في حالة حرب - اليوم 592

بحث

مسؤول إسرائيلي: قطر ’وجع في مؤخرة’ الدول العربية الأخرى

قال مدير عام وزارة الاستخبارات ان دعم الدوحة لإيران سبب التصادم مع دول الخليج، ادى الى قطع العلاقات المفاجئ

مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل

الامير القطري الشيخ تميم بن حمد الثاني في الرياض، 21 مايو 2017 (AFP/ MANDEL NGAN)
الامير القطري الشيخ تميم بن حمد الثاني في الرياض، 21 مايو 2017 (AFP/ MANDEL NGAN)

قطع علاقات مجموعة دول عربية سنية بقيادة السعودية المفاجئ والحاد مع قطر يوم الاثنين كان متوقع، بسبب دعم البلاد لإيران والاخوان المسلمين، وفقا لمدير عام وزارة الاستخبارات الإسرائيلية.

بالرغم من قدوم هذه العاصفة منذ فترة، قرار قطع العلاقات مع قطر – ما يشمل قطع 40% من الامدادات الغذائية عنها – “يشكل تغييرا حادا” في سياسات السعودية، التي حتى الآن عملت من اجل ضم اكبر عدد ممكن من المجموعات السنية الى تحالفها، بدلا من دفعهم خارجا بسبب تصرفات سيئة، قال حاغاي تسورئيل، ارفع مسؤول في وزارة الاستخبارات، لتايمز أوف اسرائيل يوم الاثنين.

في خطوة مفاجئة، قامت السعودية، البحرين، الامارات ومصر بقطع العلاقات مع قطر صباح الاثنين، متهمة اياها بدعم الارهاب وزعزعة استقرار المنطقة. وقد تم الغاء الرحلات الجوية الى البلاد، حظر السفن القطرية من الموانئ، واخراج المواطنين القطريين من اراضيها. وفي وقت لاحق من اليوم، قامت جزر المالديف، ليبيا واليمن بالمثل.

وكان يمكن الشعور بالزلزال الدبلوماسي في انحاء العالم، مع محاولة الخبراء والمسؤولين بفهم الخطوة وتوقع تأثيراتها، بالرغم من عدم تعليق مسؤولين إسرائيليين، باستثناء وزير الدفاع افيغادور ليبرمان ورئيس المعارضة يتسحاك هرتسوغ على المسألة يوم الاثنين.

حاغاي تسورئيل، المدير العام لوزارة الاستخبارات (Courtesy)
حاغاي تسورئيل، المدير العام لوزارة الاستخبارات (Courtesy)

ووفقا لتسورئيل، البلد الغني بالنفط يعتبر “وجع في مؤخرة” المعسكر السني “الواقعي” منذ زمن. قطر حليف للولايات المتحدة، وتستضيف مقر القيادة المركزية للجيش الامريكي، ولكن لديها علاقات قوية مع الاخوان المسلمين وحركة حماس المنشقة عنه – حركات تعارضها مصر بشكل خاص – ويعتقد انها تدعم الحوثيين، وكلاء إيران في الحرب الاهلية اليمنية، ما يجعلها ضد الرياض، التي تدعم الطرف الآخر من الحرب.

وبالفعل، عادة يتم النظر الى العالم الإسلامي ونزاعاته من منظور التوترات بين السعودية، التي تعتبر قائدة الدول السنية، وإيران، التي تترأس التحالف الشيعي. وفي هذه الحرب، تحاول السعودية ضد “محور الاخوان المسلمين” المتطرف – تركيا، حماس، قطر – الى معسكرها، قال تسورئيل، من اجل مواجهة “العدو الاول”: إيران.

“كانت هناك محاولات [في الماضي] للتصالح مع قطر، ولكن يبدو ان اليوم السعوديون وحلفائهم تبنوا سياسة فقدان صبر استراتيجي وقرروا الضغط على قطر لوقف لعبتها المزدوجة”، قال المدير العام.

اشخاص ينتظرون شراء الطعام في متجر في الدوحة، 5 يونيو 2017 (AFP PHOTO / STRINGER)
اشخاص ينتظرون شراء الطعام في متجر في الدوحة، 5 يونيو 2017 (AFP PHOTO / STRINGER)

والضغوطات على قطر ليست فقط دبلوماسية. مع قطع السفر، لن يتمكن البلد الخليجي، المحاط من قبل السعودية من ثلاث جهات، استيراد 40% من امدادات الغذاء التي تصلها عبر حدودها البرية. في الساعات التالية لإعلان الدول السنية، انتشرت صور لصفوف طويلة ورفوف فارغة في المتاجر.

وبالرغم من كون الحدث بعيد، قطع العلاقات قد يمنع قطر من استضافة كأس كرة القدم العالمي، وقد تعتبر فيفا البلاد خطيرة.

ووفقا لتسورئيل، الذي عمل في الموساد، قطر مصدر احباط للمعسكر السني ايضا بسبب قناة الجزيرة الشعبية، والمنتقدة عادة، وليس فقط بسبب علاقاتها مع الاخوان المسلمين وطهران.

ولكن قد تكون الملاحظات الاخيرة التي نسبت (ربما بشكل خاطئ) الى الامير القطري دعما لإيران وعدوة اسرائيل حماس القشة التي كسرت ظهر الجمل، وادت الى قطع العلاقات المفاجئ يوم الاثنين، قال تسورئيل.

وفي الشهر الماضي، اقتبست وكالة الانباء الحكومية الامير القطري الشيخ تميم بن حمد الثاني واصفا طهران ب”قوة اسلامية لا يمكن تجاهلها” وقائلا انه “لا يجب مواجهتها”.

وبعد الانتقادات من قبل دول خليجية اخرى، سارعت قطر لنفي اصدار الامير هذه التصريحات، مدعية انه تم قرصنة موقع الوكالة الرسمية وحسابها على التويتر – ولكن لم يتمكن التراجع. في اليوم ذاته، حجبت السعودية والامارات وسائل الاعلام القطرية، بما يشمل قناة الجزيرة.

الرئيس الامريكي دونالد ترامب والسيدة الاولى ميلانيا ترامب مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود في الرياض، 21 مايو 2017 (Bandar Algaloud/Saudi Royal Council/Anadolu Agency/Getty Images)
الرئيس الامريكي دونالد ترامب والسيدة الاولى ميلانيا ترامب مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود في الرياض، 21 مايو 2017 (Bandar Algaloud/Saudi Royal Council/Anadolu Agency/Getty Images)

“الخطوات الشديدة ضد قطر قد تكون ناتجة ايضا عن الدفعة التي حصل عليها السعوديين، بنظرهم، من قبل [الرئيس الامريكي دونالد] ترامب خلال زيارته الاخيرة الى المملكة عندما عرض موقفا حازما ضد إيران ووضع حماس في ذات الخانة مع [تنظيم داعش]، القاعدة وحزب الله”، كتب تسورئيل لتايمز أوف اسرائيل.

وبالرغم من القاعدة العسكرية بالقرب من الدوحة، على الارجح ان تكون الدولة الخليجية “لوحدها”، بدون مساعدة من ادارة ترامب، وفقا ه. أ. هليير، باحث للتاريخ العربي الحديث مركز ابحاث المجلس الاطلنطي.

“واشنطن سوف تبقى بعيدة عن المسألة، على الارجح متوقعة ان يتم حلها قريبا، لصالح السعودية”، كتب هليير في مقال صدر عن المجلس يوم الاثنين.

وتوقع الباحث ان ذلك سيعني تخلي قطر عن دعمها المباشر لحماس والاخوان المسلمين، تغيير مواقف الجزيرة والتوافق بشكل عام مع الخط السعودي.

وفي الجبهة الإسرائيلية، توقع وزير الدفاع افيغادور ليبرمان يوم الاثنين ان الخلاف الدبلوماسي بين الدول العربية وقطر سوف يخلق فرص لإسرائيل للتعاون مع دول أخرى في المنطقة لمكافحة الإرهاب.

والأزمة “ليست بسبب اسرائيل، ليست بسبب اليهود، ليست بسبب الصهيونية”، بل “بسبب مخاوف من الإرهاب”، قال ليبرمان للكنيست في جلسة أسئلة.

وزير الدفاع افيغادور ليبرمان في الكنيست، 5 يونيو 2017 (Yonatan Sindel/Flash90)
وزير الدفاع افيغادور ليبرمان في الكنيست، 5 يونيو 2017 (Yonatan Sindel/Flash90)

“لا شك أن هذا يفتح العديد من الإمكانيات للتعاون في الحرب ضد الإرهاب”، أضاف وزير الدفاع، في أول رد اسرائيلي رسمي على الخلاف الإقليمي.

وورد أن اسرائيل لديها تعاون سري مع السعودية ودول خليجية أخرى، بما يشمل تعاون امني، حيث العداء مع إيران يغلب على عدم رضاهم عن اسرائيل بسبب القضية الفلسطينية.

وقد عبرت قطر في الماضي عن استعداد لإقامة علاقات تجارية مع اسرائيل وقد استضافت مسؤولين إسرائيليين. ولكن تستضيف البلاد أيضا مسؤولين رفيعين في حركة حماس. وفي يوم الأحد، أشار تقرير الى طلب الدوحة من بعض قادة حماس مغادرة البلاد، مشيرة إلى “ضغوطات خارجية”.

وتطرق رئيس المعارضة يتسحاك هرتسوغ أيضا الى الخلاف مع قطر يوم الإثنين، ونادى اسرائيل الدفع لعملية سلام اقليمية الآن بينما الدول المعتدلة “تقطع العلاقات مع بلد يمول الإرهاب ضد العالم الغربي واسرائيل بشكل خاص”.

اقرأ المزيد عن