مسؤول إيراني كبير يتهم إسرائيل بوضع متفجرات في أجهزة الطرد المركزي
ظريف يزعم أن طهران "تمكنت من اكتشاف" القنابل، دون أن يحدد متى وقع الحادث أو أن يذكر نطنز؛ بلينكن يلمح إلى معارضة ضربة إسرائيلية على منشآت إيران النووية

في مقابلة أجريت معه مؤخرا، زعم محمد جواد ظريف، الذي شغل منصب وزير الخارجية عندما توصلت إيران والقوى العالمية إلى الاتفاق النووي في عام 2005 ويشغل الآن منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية، إن إسرائيل زرعت في الماضي عبوات ناسفة في معدات الطرد المركزي الإيراني، بحسب قناة “إيران إنترناشونال” التي ترجمت تصريحاته إلى اللغة الانجليزية.
ونقلت القناة الإخبارية المعارضة يوم الثلاثاء عن ظريف قوله لبرنامج “حضور”: “لقد اشترى زملاؤنا منصة طرد مركزي لمنظمة الطاقة الذرية، واكتشفوا أن المتفجرات كانت مدمجة بداخلها، والتي تمكنوا من اكتشافها”.
كما انتقد ظريف العقوبات المفروضة على إيران، وقال إنها تجبر إيران على اللجوء إلى وسطاء ـ مما يفتح نقاط ضعف في سلسلة التوريد يمكن لإسرائيل الاستفادة منها”.
وقال: “دون أن تكون قادرا على طلب المعدات مباشرة من الشركة المصنعة، فإن العقوبات تجبرك على الاعتماد على وسطاء متعددين لمثل هذه المشتريات. إذا تسلل النظام الصهيوني حتى إلى وسيط واحد، فيمكنه فعل أي شيء ودمج أي شيء يريده، وهذا ما حدث بالضبط”.
وأشار إلى أن “المشكلة مع أجهزة الاستدعاء (البيجر) في لبنان تحولت إلى عملية استمرت لسنوات عديدة، ونظمها الصهاينة بدقة”، في إشارة إلى الانفجارات التي وقعت في سبتمبر ضد منظمة حزب الله المدعومة من إيران.
ولم يحدد ظريف في المقابلة متى وأين حدثت الواقعة المزعومة مع أجهزة الطرد المركزي. في 2021، ألمح الرئيس السابق للموساد، يوسي كوهين، إلى أن إسرائيل فجرت منشأة إيرانية تحت الأرض لأجهزة طرد مركزي في نطنز، في انفجار يُزعم أنه كان ناجما عن قنابل مزروعة داخل المعدات هناك.
وقال كوهين في مقابلة أجريت معه في ذلك الوقت بشأن “سرداب” تحت الأرض في نطنز، حيث “كانت أجهزة الطرد المركزي تدور”، إن “المكان لا يبدو كما كان عليه من قبل”.

وأشارت الصحفية الاستقصائية إيلانا ديان، التي أجرت المقابلة مع كوهين لبرنامج “عوفدا” المعروض على القناة 12، إلى أن انفجارين كبيرين وقعا في نطنز نُسبا في تقارير أجنبية إلى الموساد خلال ذلك العام، وقالت إن “كمية ضخمة من المتفجرات” تم بناؤها في منصة رخامية تستخدم لموازنة أجهزة الطرد المركزي.
وقالت ديان: “من الواضح أن الشخص المسؤول عن هذه الانفجارات حرص على تزويد الإيرانيين بالأساس الرخامي الذي توضع عليه أجهزة الطرد المركزي. وعندما قاموا بتركيب هذا الأساس داخل منشأة نطنز، لم يكن لديهم أدنى فكرة عن أنه يحتوي بالفعل على كمية هائلة من المتفجرات”.

هل ستعيد إيران بناء برنامجها النووي إذا تعرضت لهجوم؟
في غضون ذلك، ألمح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن علنا إلى معارضته لشن إسرائيل هجوما على المنشآت النووية الإيرانية، عندما سُئل خلال مقابلة مع شبكة MSNBC يوم الاثنين حول ما الذي يمنع إسرائيل من تدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل نهائي الآن بعد أن ضعفت طهران بشكل كبير.
ورد بلينكن: “يجب النظر إلى ما قد يدوم وما قد يضمن عودة البرنامج. لذا فإن أحد الأشياء التي يتعين عليك تقييمها هو: إذا حدث ذلك، فهل ستعيد إيران البناء ببساطة وفي أعماق أكبر تحت الأرض في مكان سيكون من الصعب الوصول إليه؟”.
كرر بلينكن اقراره مؤخرا بأن إيران جمعت ما يكفي من المواد الانشطارية اللازمة لصنع سلاح نووي ويمكنها ترقية المواد إلى جودة القنبلة في غضون أسبوع أو نحو ذلك. ومع ذلك، أكد أن تطوير سلاح نووي في الواقع سيستغرق وقتا أطول بكثير.
وقال: “ستواجه إيران قرارات خاصة بها حول كيفية المضي قدما، لكنني أعتقد أن الإدارة القادمة ستحظى بفرصة على وجه التحديد لأن إيران في وضع غير مؤات.. إنها تعاني اقتصاديا بشكل رهيب. شعبها يختلف كثيرا مع ما يفعله النظام، وخاصة التدخل في شؤون الدول الأخرى في جميع أنحاء المنطقة”.
وأضاف: “هذه فرصة سانحة، وربما فرصة سانحة لحل التحدي النووي الذي تشكله إيران بطريقة دائمة، ولكن أيضا الإجراءات التي تتخذها إيران في جميع أنحاء المنطقة”.

جاءت تعليقات بلينكن في الوقت الذي قال فيه مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان مرة أخرى يوم الثلاثاء إن إيران في أضعف نقطة لها منذ ثورة البلاد عام 1979 وأن ضعفها يشكل مصدر قلق لأنه قد يدفع البلاد إلى إعادة التفكير في وضعيتها بشأن الأسلحة النووية، وهو القلق الذي أعرب عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن أيضا.
ساهمت وكالة رويترز في هذا التقرير