إسرائيل في حالة حرب - اليوم 471

بحث

مسؤول إيراني كبير: طهران على تواصل مباشر مع فصائل في القيادة الجديدة بسوريا

طهران تحاول "منع مسار عدائي" بين البلدين بحسب مسؤول، في ظل القلق من أن تؤثر طريقة تغيير السلطة في دمشق على نفوذها في سوريا، العمود الفقري لنفوذها في المنطقة

مقاتل معارض يلوح بعلم إسلامي فوق دبابة في دمشق في 9 ديسمبر 2024. - (OMAR HAJ KADOUR / AFP)
مقاتل معارض يلوح بعلم إسلامي فوق دبابة في دمشق في 9 ديسمبر 2024. - (OMAR HAJ KADOUR / AFP)

قال مسؤول إيراني كبير لرويترز اليوم الاثنين إن طهران فتحت قناة مباشرة للتواصل مع فصائل في القيادة الجديدة في سوريا بعد الإطاحة بحليف طهران بشار الأسد.

وأضاف المسؤول أن هذا يمثل محاولة “لمنع مسار عدائي” بين البلدين.

وكان التقدم المباغت لمسلحي المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، وهي جماعة تابعة سابقا لتنظيم القاعدة، أحد أكبر نقاط التحول في الشرق الأوسط منذ عقود. وأزال سقوط الرئيس بشار الأسد معقلا مارست منه إيران وروسيا نفوذا في أنحاء العالم العربي.

وقالت إيران إنها تتوقع استمرار العلاقات مع دمشق على أساس “نهج حكيم وبعيد النظر” ودعت إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل كل فئات المجتمع السوري.

ولا شك أن إيران تشعر بالقلق من أن تؤثر طريقة تغيير السلطة في دمشق على نفوذها في سوريا، العمود الفقري لنفوذها في المنطقة.

وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين لرويترز إن الأمر لا يدعو للذعر وإن طهران ستتبع السبل الدبلوماسية للتواصل مع أشخاص وصفهم أحد المسؤولين بأنهم “داخل الجماعات الحاكمة الجديدة في سوريا الذين تقترب آراؤهم من (وجهات نظر) إيران”.

وقال مسؤول إيراني ثان “القلق الرئيسي بالنسبة لإيران هو ما إذا كان خليفة الأسد سيدفع سوريا للدوران بعيدا عن فلك طهران… هذا السيناريو تحرص إيران على تجنبه”.

مقاتل من المعارضة يحتفل بالسيطرة على العاصمة السورية دمشق، 8 ديسمبر 2024. (Hussein Malla/AP)

وإذا أصبحت سوريا ما بعد الأسد دولة معادية فستحرم جماعة حزب الله اللبنانية من طريق الإمداد البري الوحيد لها وستمنع إيران من الوصول إلى البحر المتوسط ​​و”خط المواجهة” مع إسرائيل.

وقال أحد المسؤولين الكبار إن حكام إيران من رجال الدين، الذين يواجهون الآن فقدان حليف مهم في دمشق وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، منفتحون على التعامل مع القادة السوريين الجدد.

وأضاف: “هذا التواصل مفتاح لاستقرار العلاقات وتجنب مزيد من التوترات الإقليمية”.

الاتصالات مع القيادة السورية

قال السؤول إن إيران أقامت اتصالات مع جماعتين في القيادة الجديدة وستقيم مستوى التفاعل في الأيام المقبلة بعد اجتماع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو جهاز أمني كبير.

وذكر مسؤولان إيرانيان أن طهران تخشى من أن يستغل ترامب سقوط الأسد في زيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية على إيران “إما لإجبارها على تقديم تنازلات أو لزعزعة استقرارها”.

وبعد انسحاب الولايات المتحدة في عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 مع ست قوى كبرى، سعى الرئيس ترامب آنذاك إلى انتهاج سياسة ممارسة “أقصى درجات الضغط” التي أدت إلى صعوبات اقتصادية شديدة وزيادة الغضب الشعبي في إيران. ويُعين ترامب في إدارته الجديدة صقورا متشددين تجاه إيران.

وأمر ترامب في عام 2020 بشن ضربة بطائرة مسيرة أدت إلى مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والعقل المدبر للهجوم على مصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفائها في الخارج.

وقال علي فايز من مجموعة الأزمات الدولية “لم يتبق لإيران الآن سوى خيارين، التراجع ورسم خط دفاعي في العراق أو السعي إلى التوصل لاتفاق مع ترامب”.

سوريون يرفعون علم المعارضة السورية في ساحة الأمويين في دمشق في 9 ديسمبر 2024. (OMAR HAJ KADOUR / AFP)

وكشف سقوط الأسد عن تضاؤل ​​النفوذ الاستراتيجي لإيران في المنطقة، والذي زاد سوءا بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية على حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة.

وأنفق حكام إيران من رجال الدين مليارات الدولارات على دعم الأسد خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا عام 2011 ونشروا فيها الحرس الثوري لإبقاء حليفهم في السلطة والحفاظ على “محور المقاومة” الإيراني في مواجهة إسرائيل ونفوذ الولايات المتحدة بالشرق الأوسط.

وسقوط الأسد يكسر حلقة مهمة في سلسلة المقاومة الإيرانية بالمنطقة والتي كانت بمثابة طريق عبور مهم تزود طهران من خلاله حلفاءها، وخاصة حزب الله، بالأسلحة والتمويل.

اقرأ المزيد عن