مسؤول: إندونيسيا مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في إطار محاولتها الانضمام إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
ورد إن رئيس المنتدى الاقتصادي توسط في صفقة قد تشهد قيام أكبر دولة إسلامية في العالم تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل تمهيد القدس الطريق إلى انضمام إندونيسيا إلى نادي الدول المتقدمة
قال مسؤول إسرائيلي يوم الخميس إن إندونيسيا قد تطبع علاقاتها مع إسرائيل في إطار اتفاق لتسهيل إنضمام أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان إلى منتدى عالمي للدول المتقدمة.
وأكد المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، تقريرا نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية يورد تفاصيل محادثات سرية استمرت أشهر بين القدس وجاكرتا والأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ماتياس كورمان.
ويمثل التطبيع تحولا مذهلا في موقف إندونيسيا في وقت تتزايد فيه المشاعر المعادية لإسرائيل في العالم الإسلامي بسبب الحرب في قطاع غزة.
لكن أفاد التقرير إن إقامة العلاقات من شأنه أن يضع حدا للمعارضة الإسرائيلية لانضمام إندونيسيا إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وبدأت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عملية إضافة جاكرتا إلى المنتدى الذي يضم 38 دولة في فبراير، ولكن ورد أن إسرائيل اعترضت على انضمامها بسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية معها. ويجب أن تحصل الدول على دعم بالإجماع للانضمام إلى الكتلة المكرسة لتعزيز النمو الاقتصادي من خلال السياسات المالية الليبرالية الجديدة.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن كورمان حصل في البداية على وعد من إندونيسيا بتغيير موقفها الانتقادي تجاه إسرائيل، لكن وزير الخارجية يسرائيل كاتس رفض سحب معارضة اسرائيل، قائلا إن التطبيع سيكون ضروريا.
وقالت الصحيفة أنه بعد عدة أسابيع من المفاوضات، أرسل كورمان رسالة إلى كاتس قبل أسبوعين قال فيها إنه توسط في اتفاق لن يسمح بموجبه لإندونيسيا بالانضمام إلى الكتلة حتى تطبيع العلاقات. ووافقت إندونيسيا على صياغة الرسالة، بحسب يديعوت.
وأشار متحدث باسم منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى اعتماد خارطة طريق متعددة السنوات لانضمام إندونيسيا من قِبَل مجلس منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في التاسع والعشرين من مارس. وتتضمن خارطة الطريق متطلبا مفاده أن المرشحين “يظهرون… تطابقا بين تصريحاتهم وأفعالهم في علاقاتهم مع المنظمة وأعضائها”.
وقال المتحدث: “أي قرار بدعوة إندونيسيا للإنضمام إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يجب أن يتم اتخاذه بإجماع جميع أعضاء المنظمة”.
ولم يكن هناك تعليق على التقرير من السلطات في إندونيسيا.
وسمحت إسرائيل لإندونيسيا بالمشاركة يوم الثلاثاء في مهمة إسقاط جوي للمساعدات فوق غزة للمرة الأولى، في إشارة محتملة إلى تحسن العلاقات.
كما وافقت إندونيسيا في عهد الرئيس المنتهية ولايته جوكو ويدودو على اتصالات شرية منخفضة المستوى مع إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالتجارة، لكنها تجنبت إلى حد كبير العلاقات المفتوحة مع الدولة اليهودية.
ونفى مكتب ويدودو في مارس تقريرًا لصحيفة جاكرتا بوست يفيد بأن جاكرتا واسرائيل كانتا تعتزمان تطبيع العلاقات في أكتوبر 2023، قبل أن يتسبب هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل والحرب الناتجة في تأجيل الخطة.
وترددت شائعات منذ سنوات عن تحرك البلدان نحو التطبيع، لكن إندونيسيا رفضت تعزيز العلاقات قبل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وكانت داعما قويا للفلسطينيين. ويوجد في البلاد جالية يهودية صغيرة.
والاحتجاجات المناهضة لإسرائيل شائعة في إندونيسيا، حيث يرتفع الدعم للفلسطينيين.
وفي مارس من العام الماضي، تم تجريد البلاد من دورها كمضيف لكأس العالم للرجال تحت 20 عاما في ظل معارضة داخلية هائلة لمشاركة فريق كرة قدم إسرائيلي في البطولة.
وحتى بدون العلاقات الرسمية، تصل التجارة المباشرة وغير المباشرة بين إسرائيل وإندونيسيا إلى حوالي 500 مليون دولار سنويا، حسبما قالت المديرة التنفيذية للمركز الإسرائيلي الآسيوي ريبيكا زيفيرت لتايمز أوف إسرائيل في عام 2022.
وقد أدان ويدودو مرارا العنف في غزة وحث الأطراف على “وقف التصعيد، ووقف استخدام العنف، والتركيز على القضايا الإنسانية، وحل جذور المشكلة، وهي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين”.
وفي يناير، رفعت جاكرتا دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي. كما أيدت اتهامات جنوب أفريقيا بالإبادة الجماعية في تلك المحكمة بشأن حرب إسرائيل ضد حماس في غزة.
ساهمت وكالة جي تي إيه في إعداد هذا التقرير