مسؤول إماراتي كبير: السلام الدافئ مع إسرائيل “قد يتحول إلى بارد” إذا استمرت الحرب في غزة
التصريحات لـ"تايمز أوف إسرائيل" تشير أيضا إلى أن الدول الموقعة على اتفاقيات إبراهيم لا تفكر في قطع العلاقات، لكنها تشير أيضا إلى أن العلاقات قد تصبح مماثلة لتلك الباردة التي تربط إسرائيل بمصر والأردن
حذر مسؤول إماراتي كبير يوم الأربعاء من أن الحرب الطويلة في غزة تخاطر بتحويل علاقات أبو ظبي الناشئة مع إسرائيل إلى “سلام بارد”.
وقال المسؤول لـ”تايمز أوف إسرائيل” شريطة عدم الكشف عن اسمه: “كلما طال أمد هذه [الحرب]، أصبحت إسرائيل أكثر عزلة. حتى السلام الدافئ يمكن أن يتحول في النهاية إلى سلام بارد”.
ويبدو أن هذا التحذير هو الأكثر صرامة الذي تلقته إسرائيل منذ اندلاع الحرب من شركائها في “اتفاقيات إبراهيم” – الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب – الذين قاموا بتطبيع العلاقات مع اسرائيل قبل أقل من أربع سنوات.
وتشير التصريحات إلى أن الإمارات لا تفكر في قطع علاقاتها مع إسرائيل، لكن تلك العلاقات قد تصبح مماثلة لتلك التي تربط إسرائيل بمصر والأردن.
وقد أبرمت القاهرة وعمّان معاهدتي سلام مع إسرائيل منذ عقود، لكن هذه العلاقات تظل إلى حد كبير على المستوى الحكومي، حيث يفضل البلدان إبقائها بعيدة عن الأضواء، في الوقت الذي يصبح فيه الصراع-الإسرائيلي الفلسطيني أكثر استعصاء على الحل.
وكانت اتفاقيات التطبيع مع الدول الشريكة في “اتفاقيات إبراهيم” – وخاصة الإمارات – أعمق بكثير منذ البداية، حيث زار أكثر من مليون إسرائيلي الإمارات ونمت التجارة بين البلدين إلى أكثر من 5 مليارات دولار.
وتراجعت العلاقات الحكومية رفيعة المستوى بعد تشكيل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة في ديسمبر 2022، وتوقفت تقريبا منذ الحرب. تواصل إسرائيل تشغيل سفارتها في أبو ظبي، لكن كان هناك انحسار في الأحداث والاجتماعات العامة.
وتحدث نتنياهو عدة مرات منذ 7 أكتوبر مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، لكن في مكالمتهما الأخيرة، ضغط رئيس الوزراء على الزعيم الإماراتي لكي تدفع أبو ظبي رواتب البطالة للعمال الفلسطينيين الذين منعتهم اسرائيل من العودة إلى وظائفهم في إسرائيل، وفقا لمسؤول إسرائيلي، مؤكدا تقريرا لموقع “أكسيوس”. ورفض بن زايد الفكرة جملة وتفصيلا وصُدم من جرأة الطلب.
ومع ذلك، عارض مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش هذا الشهر فكرة قطع العلاقات مع إسرائيل بسبب الحرب، موضحا أن إقامة العلاقات في المقام الأول كانت “قرارا استراتيجيا” تم اتخاذه على المدى الطويل، مع الإدراك بأنه ستكون هناك مطبات على طول الطريق.
نفس العبارة – “قرار استراتيجي” تم استخدامها من قبل المسؤولين الأردنيين والمصريين والبحرينيين والمغاربة الذين تحدثوا مع “تايمز أوف إسرائيل” في الأسابيع الأخيرة، في إشارة إلى أن تطبيع العلاقات مع القدس هو جزء من نهج إقليمي أوسع وأنهم لا ينوون قطعها.
ومع ذلك، وضح مسؤولان عربيان أن أي تحرك قد تقوم به إسرائيل لتهجير الفلسطينين بأعداد كبيرة من شأنه أن يغير هذه الحسابات.
قُتل 25,700 فلسطينيا على الأقل حتى الآن في حرب غزة، حسبما أعلنت وزارة الصحة في القطاع يوم الأربعاء، وهي أرقام لا يمكن التأكد منها ويُعتقد أنها تشمل 10 آلاف من مقاتلي حماس تقول إسرائيل إنها قتلتهم خلال القتال في القطاع. كما قُتل ألف مسلح آخر في إسرائيل في 7 أكتوبر.
وقد قُتل مائتان وتسعة عشر جنديا إسرائيليا في الهجوم البري على غزة.
شنت إسرائيل هجومها على حماس في أعقاب الهجوم الذي نفذته الحركة في بلدات ومهرجان موسيقي في جنوب إسرائيل، والذي قتلت فيه ما يقارب من 1200 شخص واحتجزت 253 آخرين كرهائن، يُعتقد أن 132 منهم ما زالوا محتجزين في غزة.