مسؤول إسرائيلي: التقارير عن تحقيق اختراق في محادثات الهدنة والرهائن “غير دقيقة”
مسؤول في حماس أيضا ينفي تحقيق تقدم في القاهرة، بعد تقرير أفاد بأن المفاوضين توصلوا إلى اتفاق مبدئي على إطلاق سراح رهائن في مايو وفتح ثلاثة ممرات للمساعدات في غزة

قال مسؤول إسرائيلي يوم الثلاثاء إن التقارير التي صدرت خلال الليل عن تحقيق اختراق في محادثات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن في غزة مع وسطاء أمريكيين ومصريين وقطريين في القاهرة “غير دقيقة”، وذلك في وقت أشارت فيه وسائل إعلام عربية إلى وجود اتفاق أولي لإطلاق سراح بعض الرهائن في مايو.
وقال المسؤول الإسرائيلي: “تعمل إسرائيل بلا كلل مع الأمريكيين والوسطاء بهدف دفع صفقة لتحرير رهائننا، لكن حتى الآن، لم يتم التوصل إلى أي اتفاق”، مؤكدًا ما نقلته وسائل إعلام عبرية ليلة الأحد عن مسؤولين إسرائيليين، أيضًا بدون كشف أسمائهم، نفوا حدوث أي اختراق.
كما نفى مسؤول كبير في حماس إحراز أي تقدم في المحادثات، قائلًا لقناة “فلسطين اليوم” التي لها صلات بحركة الجهاد الإسلامي يوم الثلاثاء إن حماس لم تتسلم أي اقتراحات جديدة بشأن هدنة في غزة. وأكد المسؤول في حماس أن الحركة ترفض مقترحات الهدنة الجزئية أو المؤقتة.
مع ذلك، نقلت شبكة “العربية” المملوكة للسعودية عن مصادر قولها إن المفاوضين توصلوا إلى اتفاق مبدئي لتحرير الجندي الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر وعدد آخر غير محدد من الرهائن. وأضافت المصادر أن المفاوضين اتفقوا أيضًا على إنشاء ثلاثة ممرات إنسانية في غزة ستخضع لإشراف الوسطاء.
ونقلت الشبكة عن مصادر إسرائيلية، بينها مفاوض، قولهم إن وفد إسرائيل في المحادثات ينتظر رد المستوى السياسي على الاتفاقات المزعومة. وقالت المصادر إنه تم تبادل رسائل إيجابية خلال المحادثات، حتى مع ممارسة الولايات المتحدة ضغوطًا على حماس مباشرة وعبر الوسطاء الآخرين. ولم ترد إسرائيل فورًا على تقرير “العربية”.
وكان مصدران أمنيان مصريان قد قالا لوكالة “رويترز” ليلة الإثنين إن محادثات القاهرة تشهد تقدما كبيرا. وكان خمسة أعضاء مجلس حماس التنفيذي متواجدين جميعًا في العاصمة المصرية السبت للقاء كبار المسؤولين المصريين، فيما كان من المتوقع أن يلتقي وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، كبير المفاوضين الإسرائيليين، مع رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء حسن محمود رشاد يوم الإثنين.

وقال المصدران اللذان استندت إليهما “رويترز” إن هناك إجماعا على وقف إطلاق نار طويل الأمد في القطاع المحاصر، إلا أن بعض النقاط الشائكة لا تزال قائمة، ومنها سلاح حماس، والذي تطالب إسرائيل الحركة بنزعه.
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” يوم الثلاثاء إنه رغم تحقيق بعض التقدم في المحادثات، إلا أن “ليس كل ما يقوله المصريون صحيح”. وأوضح أن النقاط الجوهرية العالقة لا تزال قائمة، بما في ذلك مدة الهدنة ومستقبل حماس.
وفيما يتعلق بالتصريحات الأخيرة لمسؤولين إسرائيليين أعربوا فيها عن استيائهم من الوساطة القطرية، قال المسؤول: “هذا ليس بجديد”.
وأضاف: “قطر موجودة في المفاوضات لمصلحتها الخاصة — لكي يأتي قادة العالم إلى الدوحة — وليس للضغط على حماس”، مؤكدًا أن “مصر تضغط على حماس”.

يوم الإثنين، قال مسؤول إسرائيلي إنه “من المستحيل” لقبول إسرائيل بمقترح هدنة مدته خمس سنوات كانت حماس تناقشه مع وسطاء عرب. وأشار إلى أن قطر “أثرت مؤخرًا بشكل غير إيجابي على المفاوضات”، مرددا تقارير ظهرت في الإعلام العبري نهاية الأسبوع تفيد بأن الدوحة تقوّض المفاوضات من خلال حثّ حماس على رفض اقتراح الهدنة المصري الأخير.
لكن نفى مسؤول عربي غير قطري هذه التقارير يوم الأحد، وقال لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أنها “مختلقة” من قبل مسؤولين إسرائيليين يسعون لتحويل اللوم عن فشل المحادثات بعيدًا عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتُعد قطر، التي تستضيف مكتب حماس السياسي، وسيطًا رئيسيًا في مفاوضات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن بين إسرائيل وحماس، منذ اندلاع الحرب التي بدأت بهجوم شنته الحركة المدعومة من إيران، والتي تسيطر فعليا على قطاع غزة، على إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين.
وساعدت قطر في التوصل إلى اتفاقين سابقين لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن في غزة، في نوفمبر 2023 ويناير من هذا العام. وقد انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق الأخير، التي استمرت 42 يومًا، في 2 مارس بسبب رفض نتنياهو التفاوض على المرحلة الثانية، التي كانت تتطلب انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من غزة — وهو خط أحمر لشركائه في الائتلاف اليميني المتطرف. وأوقفت إسرائيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد ساعات من انتهاء وقف إطلاق النار، واستأنفت العمليات القتالية في القطاع في 18 مارس.

ويخضع كبار مساعدي نتنياهو للتحقيق للاشتباه بتلقيهم مدفوعات من قطر مقابل ترديد تصريحات داعمة للإمارة، بما في ذلك الادعاء بأن القاهرة كانت تؤدي دورًا سلبيًا كوسيط مقارنة بالدوحة. وينفي مساعدو نتنياهو ارتكاب أي مخالفات، فيما وصف نتنياهو التحقيق بأنه “حملة شعواء من الدولة العميقة” ضد زعيم يميني في منصبه.
وقبل اندلاع الحرب في غزة، أيد نتنياهو سياسة سمحت لقطر بتحويل ملايين الدولارات نقدًا إلى حماس شهريًا، رغم تحذيرات المسؤولين الأمنيين من أن الحركة كانت تستخدم الأموال لإعادة التسلح. وقد قال نتنياهو إن الأموال كانت مخصصة حصريًا للعائلات المحتاجة ولتسديد رواتب موظفي الحكومة في القطاع.
وفي تحقيق حول هجوم حماس، أشار الشاباك في وقت سابق من هذا العام إلى أن التحويلات النقدية القطرية كانت من بين العوامل التي مكنت الهجوم المفاجئ.