إسرائيل في حالة حرب - اليوم 532

بحث

مسؤول أمني كبير يتهم نتنياهو بالعمل على تجنب المرحلة الثانية من صفقة الرهائن

المصدر يتهم الحكومة بوضع أهداف سياسية فوق حياة الرهائن؛ المحادثات بشأن المرحلة الثانية تعتمد على موافقة المجلس الوزاري الأمني المصغر، كما طالب سموتريتش، بحسب تقرير

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحضر مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى في القدس، في 16 فبراير، 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحضر مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى في القدس، في 16 فبراير، 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)

قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير مطلع على المفاوضات لموقع “واينت” الإخباري يوم الأحد إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعمل على منع تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة الرهائن.

وقال المسؤول الذي لم يكشف عن هويته لموقع واينت، معبرا عن غضبه بشأن بيان أصدره المتحدث باسم نتنياهو الأسبوع الماضي أصر فيه الأخير على أن إسرائيل لا تجري حاليا مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الرهائن: “في كل مرة تعتقد أنه من المستحيل الانحدار إلى مستوى أدنى… يتبين أن ذلك ممكن، وأن هناك مستويات أدنى بكثير لا يزال هؤلاء الأشخاص على استعداد للانحدار إليها لتحقيق أهداف سياسية على حساب حياة الرهائن”.

وأكد المسؤول الأمني ​​الإسرائيلي الكبير أن هذا يرقى إلى انتهاك لاتفاقية الرهائن، التي تنص على أن تبدأ الأطراف في إجراء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة في موعد لا يتجاوز اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، والذي كان في الثالث من فبراير – قبل أسبوعين تقريبا.

وقد أوقف اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل، والذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، نحو 15 شهرا من القتال الذي اندلعت شرارته بعد اقتحام حماس لإسرائيل في 7 أكتوبر 2023، عندما قتل مسلحون قادتهم الحركة نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.

ويتطلب تنفيذ الخطة بالكامل أن تفرج حماس عن جميع الرهائن المحتجزين لديها، وأن تفرج إسرائيل عن آلاف السجناء الأمنيين الفلسطينيين – بما في ذلك المئات الذين يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة – ووقف القتال في القطاع، يليه مفاوضات من أجل “هدوء مستدام” وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.

ومن المقرر إطلاق سراح 33 رهينة فقط، على دفعات، خلال الأسابيع الستة للمرحلة الأولى.

وزير المالية ورئيس الحزب “الصهيونية المتدينة” بتسلئيل سموتريتش يقود اجتماعا لكتلة الحزب في الكنيست، البرلمان الإسرائيلي في القدس، 10 فبراير، 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

ويتعرض نتنياهو لضغوط من الجناح اليميني المتطرف في ائتلافه لاستئناف القتال ضد حماس حتى يتم تدمير الحركة الفلسطينية. ولقد هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بإخراج حزبه “الصهيونية المتدينة” من الحكومة إذا لم يتم ذلك، وهو ما من شأنه أن يلغي الأغلبية البرلمانية التي يتمتع بها نتنياهو.

وادعى المسؤول أنه حتى لو غيرت إسرائيل نهجها وانخرطت على الفور بشكل مكثف في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، فلن يكون هناك وقت كاف لإنهاء هذه المحادثات بحلول نهاية المرحلة الأولى في الثاني من مارس.

ومع ذلك، تسمح شروط الاتفاق باستمرار المرحلة الأولى إلى أجل غير مسمى طالما بقي الجانبان على طاولة المفاوضات بحسن نية.

وأكد المسؤول الأمني ​​الإسرائيلي الكبير أن “نتنياهو حريص على إنكار حدوث مثل هذه المفاوضات على الفور. لكنه لا يلقي باللائمة على حماس لأنه إذا فعل ذلك، فإن ذلك يشير إلى أن إسرائيل معنية بإجراء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية في المقام الأول”.

ولقد وعد نتنياهو سموتريتش بأن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار فقط بعد أن يعطي المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) الضوء الأخضر للخطوة، حسبما أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان”.

وزعم التقرير غير الموثق أنه تم الاتفاق على بند ينص على ذلك قبل عدة أسابيع، في نفس اجتماع الكابينت الذي تم خلاله الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.

وقال التقرير إن سموتريتش طالب بهذا الإجراء كشرط للبقاء في الحكومة.

وبناء على ذلك، فإن المفاوضين الإسرائيليين الذين سيزورون القاهرة يوم الاثنين لإجراء محادثات ليس لديهم تفويض لمناقشة المرحلة الثانية ما لم يوافق الكابينت ​​على ذلك في اجتماع مقرر عقده مساء الاثنين.

متظاهرون يحتجون من أجل إطلاق سراح الرهائن وضد الحكومة، خارج مقر الجيش الإسرائيلي (الكرياه) في تل أبيب، 15 فبراير، 2025. (Miriam Alster/Flash90)

وأشار المسؤول الأمني ​​الكبير الذي تحدث إلى موقع واينت إلى خمسة أمثلة قال إنها توضح تصميم نتنياهو على عدم إتمام المرحلة الثانية من الصفقة.

الأول كان سيل التسريبات من مكتب نتنياهو بأن إسرائيل تسعى إلى تمديد المرحلة الأولى من الصفقة إلى أجل غير مسمى وإطلاق سراح العديد من الرهائن كل نهاية أسبوع مقابل عدد معين من السجناء الأمنيين الفلسطينيين، بدلا من تنفيذ المرحلة الثانية، التي من المفترض أن تنهي الحرب بشكل دائم.

وزعم المسؤول أن مثل هذا السيناريو غير واقعي تماما وأن مكتب نتنياهو يرفع توقعات الجمهور بشكل زائف بأن ذلك يشكل خيارا، على الرغم من أن حماس لن توافق على إطلاق سراح المزيد من الرهائن بعد انتهاء المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع ما لم تحصل على نهاية للحرب في المقابل.

وأشار المسؤول بعد ذلك إلى فريق التفاوض الذي أرسله نتنياهو إلى الدوحة الأسبوع الماضي، والذي ضم مبعوث رئيس الوزراء لشؤون المختطفين غال هيرش، الذي لم يكن حتى جزءا من مثل هذه المفاوضات حتى الآن.

وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير: “لقد تم إرسال الوفد فقط لكي تقول إسرائيل للولايات المتحدة بأنها فعلت ذلك”، مضيفا أن الفريق لم يُمنح تفويضا لمناقشة أي شيء جوهري. “لقد فهم الجميع أن كل هذا [هراء]. من المستحيل المضي قدما في المفاوضات إذا لم يكن أحد الجانبين معنيا بذلك”.

المثال الثالث هو مطالبة نتنياهو لحماس بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن نظرا للحالة الصحية المزرية لأولئك الذين تم إطلاق سراحهم في وقت سابق من هذا الشهر.

منظر للدمار في رفح، جنوب قطاع غزة، 7 فبراير، 2025. (Abed Rahim Khatib/Flash90)

وأشار المسؤول بعد ذلك إلى أن حماس كانت محقة في ادعائها الأسبوع الماضي بأن إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار برفضها السماح بدخول المقطورات السكنية ومعدات إزالة الأنقاض إلى غزة وأنه كان لابد من الضغط على القدس من أجل الافراج عن هذه المعدات. عانت غزة من دمار واسع النطاق أثناء القتال وتقول حماس إنها بحاجة إلى مساكن مؤقتة ومعدات بناء لإعادة تأهيل القطاع.

كما زعم المسؤول أن نتنياهو يجلس مستريحا ويعتقد خطأ أن الولايات المتحدة ستحل أي انهيار في صفقة الرهائن. وفي إشارة إلى تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد حماس مطالبا إياها بالافراج عن جميع الرهائن بحلول يوم السبت الماضي، على الرغم من أن الصفقة لم تتطلب من الحركة سوى إطلاق سراح ثلاثة في ذلك اليوم، زعم المسؤول الإسرائيلي الكبير أن ترامب “تسبب في أضرار جسيمة للصفقة التي دعمها بقوة عند إنشائها”.

ورد مكتب نتنياهو على تقرير موقع واينت، متهما الموقع الإخباري بأنه تجاهل عمدا حقيقة أن إسرائيل اختارت تعليق مشاركتها في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة لأن حماس هددت بعدم إطلاق سراح أي رهائن يوم السبت الماضي.

وأضاف البيان أن “إسرائيل والولايات المتحدة تنسقان بينهما بشكل كامل ووثيق، بما في ذلك خلال المحادثة التي أجراها رئيس الوزراء نتنياهو اليوم مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، حيث أبلغه رئيس الوزراء أنه سيعقد اجتماعا للمجلس الوزراي الأمني المصغر ​​غدا لمناقشة المرحلة الثانية”.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية لم تسمها قولها الأحد إن المناقشات جارية لعقد مفاوضات بشأن المرحلة الثانية في قطر في الأسبوع المقبل، إلا أن الأمر يعتمد على ما إذا كان نتنياهو سيوافق على هذه الخطوة وسيمنح الفريق الإسرائيلي تفويضا كافيا.

كما زعم التقرير أن حماس حذرت الوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة من أنها لن تطلق سراح الدفعة التالية من الرهائن الثلاث يوم السبت المقبل، مشيرة إلى الانتهاكات الإسرائيلية المزعومة للصفقة – وبالتحديد التأخير في السماح للمقطورات السكنية ومعدات إزالة الأنقاض بالدخول إلى غزة من مصر.

وعلى عكس الأسبوع الماضي، وفقا لهيئة البث، تدرس الحركة الفلسطينية حفظ الإعلان بأنها لن تطلق سراح الرهائن الثلاث التاليين حتى موعد يكون أقرب إلى نهاية الأسبوع، مما يترك وقتا أقل لحل الأزمة المحتملة.

سيارات الصليب الأحمر تنتظر في المكان الذي كان من المقرر أن يسلم فيه نشطاء حركة حماس رهائن إسرائيليين في خان يونس في جنوب قطاع غزة في 15 فبراير، 2025، كجزء من صفقة الرهائن. (Bashar TALEB / AFP)

من بين 251 رهينة اختُطفوا في 7 أكتوبر 2023، لا يزال سبعون منهم محتجزين في غزة، من بينهم جثث 35 على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

أفرجت حماس حتى الآن عن 24 رهينة – مدنيين ومجندات ومواطنين تايلانديين – خلال وقف إطلاق النار الذي بدأ في يناير. وأطلقت الحركة سراح 105 مدنيين خلال الهدنة التي استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر 2023، كما تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك.

وحررت القوات الإسرائيلية ثماني رهائن أحياء، كما تم العثور على جثث 40 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.

كما تحتجز حماس مدنييّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جندي إسرائيلي قُتل في عام 2014. كما تم استعادة رفات جندي إسرائيلي آخر، قُتل هو أيضا في عام 2014، من غزة في يناير.

اقرأ المزيد عن