مسؤول أمني كبير في السلطة الفلسطينية: حماس والجهاد الإسلامي تجندان شبان “ليس لديهم ما يعيشون من أجله”
العميد حسن عصفور يقول إن أموالا تُدفع للفلسطينيين لاستهداف المستوطنين والجيش الإسرائيلي؛ وإنه حث وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للضغط على إسرائيل لمحاربة عنف المستوطنين، والموافقة على المزيد من التصاريح، لتغيير الاتجاه
تواجه السلطة الفلسطينية معركة شاقة في محاولتها لكبح العنف في الضفة الغربية، حيث تقوم حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” الفلسطينيتين بتجنيد الشبان الفقراء لتنفيذ هجمات، كما كشف ضابط كبير في جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في اجتماع هذا الأسبوع، حسبما قال مصدر مطلع على الأمر لـ”تايمز أوف إسرائيل”.
وقال العميد حسن عصفور، الذي يشغل منصب مدير العمليات المركزية في جهاز الأمن الوقائي، لأفراد من الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة إن السلطة الفلسطينية كثفت اعتقالاتها لمقاتلي حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة.
خلال التحقيق مع هؤلاء المشتبه بهم، علم جهاز الأمن الوقائي أن العديد منهم ينتمون لأفقر شرائح المجتمع حيث “لا يوجد لديهم ما يأكلونه” ولا “يوجد لديهم ما يعيشون من أجله”، كما قال عصفور، بحسب المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن الوقت والموقع المحددين للقاء الذي عُقد في الولايات المتحدة لحماية هويته. عقد عصفور عدة اجتماعات أخيرة مع الجاليات الفلسطينية في الشتات في فرجينيا وشيكاغو ونشر صورا من اللقاء الأخير يوم الأحد.
وقال المصدر إن عصفور كشف عن أن المشتبه بهم الذين تقوم السلطة الفلسطينية باعتقالهم يحصلون في كثير من الأحيان على أموال لتنفيذ هجمات ضد المستوطنين والقوات الإسرائيلية. وقال عصفور، الذي يتولي جهازه للأمن الوقائي إلى حد كبير العمليات التي تستهدف كلتا الحركتين اللتين تُعتبران خصمي رام الله الرئيسيين في الضفة الغربية، إن “حماس والجهاد يريدان تدمير الضفة الغربية، ولا يريدان أن تكون السلطة الفلسطينية في الجوار”.
مثل هذه التعليقات التفصيلية حول جهود السلطة الفلسطينية لمكافحة العنف والوضع المتدهور للفلسطينيين في الضفة الغربية لا يتم مشاركتها علنا عادة من قبل المسؤولين الحكوميين. والأندر من ذلك هو أن يدلي عضو في جهاز المخابرات الداخلية بهذه التصريحات الصريحة للمغتربين الفلسطينيين.
وقال عصفور أنه بالإضافة إلى كونهم مدفوعين بالأموال التي تدفعها الحركتين، فقد أخبر بعض المشتبه بهم الذين اعتقلتهم السلطة الفلسطينية المحققين أن المشاكل العائلية دفعتهم إلى المشاركة في اشتباكات في الضفة الغربية.
وقال: “من يدخل في شجار مع حبيبته أو أخته أو والدته يريد أن يهاجم مستوطنا”.
ووضح عصفور للمجموعة إنه يزور الولايات المتحدة لحضور اجتماعات وتدريب في وكالة المخابرات المركزية في منطقة واشنطن، وفقا للمصدر.
وحث عصفور نظراءه الأمريكيين على الضغط على إسرائيل لمحاربة عنف المستوطنين المتفشي والمصادقة على المزيد من التصاريح للفلسطينيين للعمل داخل إسرائيل حتى يكون للجيل الشاب الذي يعاني تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية “ما يعيش من أجله”، وفقا للمصدر.
متحدث باسم جهاز الأمن الوقائي قال إن عصفور التقى بالفعل مع أعضاء في الجالية الفلسطينية الأمريكية لكنه نفى التصريحات التي نُسبت إليه في التقرير، في حين رفض متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التعليق.

فقدت السلطة الفلسطينية ببطء السيطرة الأمنية على مناطق في شمال الضفة الغربية وسط مزاعم بالفساد وفشلها في عكس اتجاه توسع السيطرة المدنية والعسكرية الإسرائيلية على الضفة الغربية. وتسعى حماس والجهاد وفصائل أخرى ممولة من إيران إلى ملئ الفراغ وتستهدف بشكل مطرد المستوطنين ومواقع عسكرية في الأشهر الأخيرة.
في محاولة لعكس الاتجاه، وجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قوات الأمن في وقت سابق من هذا الشهر للعمل ضد حماس والجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية، لا سيما في جنين، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة في 3 و4 يوليو.
في حين تنتقد بشدة نظام الرفاه في رام الله، الذي يشمل دفع رواتب للأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، تقر إسرائيل بأنها تفضل سلطة فلسطينية قادرة على القيام بعملها، بالنظر إلى أن الأخيرة تقدم الخدمات لملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

في وقت سابق من هذا الشهر، مررت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة قرارا باتخاذ خطوات لمنع انهيار السلطة الفلسطينية التي تعاني من ضائقة مالية. إلا أن القرار لم يتضمن أي خطوات ملموسة، التي سيكون من الصعب على الأرجح الدفع بها، بالنظر إلى دعم العديد من الأعضاء في حكومة نتنياهو ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية وحتى حل السلطة الفلسطينية.
كما ذكر تقرير أن نتنياهو بنفسه قال في الشهر الماضي إنه ينبغي على إسرائيل “سحق” التطلعات الفلسطينية لبناء دولة موضحا في الوقت نفسه أن إسرائيل لا تزال بحاجة إلى السلطة الفلسطينية، ظاهريا كمقاول فرعي أمني له.
في مقابلة أجريت معه في وقت سابق من هذا الشهر، طرح نتنياهو رؤيته لحل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني التي سيسمح بموجبها بالإبقاء على جميع المستوطنات الإسرائيلية كجيوب خاضعة للسلطة الإسرائيلية، في حين سيحصل الفلسطينيون على دولة شبه-سيادية على ما تبقى من الأرض، دون سيطرة أمنية، التي ستبقى بين أيدي اسرائيل.