إسرائيل في حالة حرب - اليوم 344

بحث

مسؤول أمريكي كبير يشكك في قدرة إسرائيل على تحقيق “النصر الكامل” الذي وعد به نتنياهو في غزة

نائب بلينكن: “في بعض النواحي، نجد صعوبة في تحديد ماهية نظرية النصر”؛ الولايات المتحدة تنفي تقريرا بأنها اشترطت معلومات تقديم استخباراتية بشأن زعماء حماس بقيام إسرائيل بالامتناع عن هجوم كبير في رفح

ملف: منسق مجلس الأمن القومي آنذاك لشؤون المحيطين الهندي والهادئ، كورت كامبل، يستمع خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لفحص ترشيحه لمنصب نائب وزير الخارجية في الكابيتول هيل، الخميس 7 ديسمبر 2023، في واشنطن. (AP Photo/Mariam Zuhaib)
ملف: منسق مجلس الأمن القومي آنذاك لشؤون المحيطين الهندي والهادئ، كورت كامبل، يستمع خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لفحص ترشيحه لمنصب نائب وزير الخارجية في الكابيتول هيل، الخميس 7 ديسمبر 2023، في واشنطن. (AP Photo/Mariam Zuhaib)

قال كيرت كامبل نائب وزير الخارجية الأمريكي يوم الاثنين إن إدارة الرئيس جو بايدن لا ترى أن إسرائيل ستحقق “نصرا كاملا” في هزيمة حماس بقطاع غزة الفلسطيني.

هذه العبارة كثيرا ما يستخدمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أكد مرارا أن مثل هذا الهدف في متناول اليد.

وفي حين حث المسؤولون الأمريكيون إسرائيل على المساعدة في وضع خطة واضحة لحكم غزة بعد الحرب، فإن تعليقات كامبل هي الأكثر وضوحا حتى الآن لمسؤول أمريكي كبير يعترف فعليا بأن الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية الحالية لن تحقق النتيجة التي تهدف إليها.

وقال كامبل خلال قمة لشباب حلف شمال الأطلسي في ميامي “في بعض النواحي، نجد صعوبة في تحديد ماهية نظرية النصر.. وفي بعض الأحيان عندما نستمع عن كثب إلى القادة الإسرائيليين، فإنهم يتحدثون في الغالب عن فكرة… نصر كاسح في ساحة المعركة، نصر كامل”.

وأضاف: “لا أعتقد أننا نرى أن هذا محتمل أو ممكن وأن هذا يشبه إلى حد بعيد المواقف التي وجدنا أنفسنا فيها بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث، يستمر التمرد بعد نقل السكان المدنيين والكثير من أعمال العنف”.

وتأتي تصريحات كامبل في الوقت الذي تحذر فيه واشنطن إسرائيل من المضي قدما في هجوم عسكري كبير على رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، حيث يحتمي أكثر من مليون شخص نزحوا بالفعل بسبب الهجمات الإسرائيلية.

أرشيف: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست، 13 مارس، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

وشبه كامبل الوضع في غزة بالتمرد المتجدد الذي واجهته الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق بعد غزوها البلدين في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، وقال إن هناك حاجة إلى حل سياسي.

وأضاف: “أعتقد أننا نرى أنه يجب أن يكون هناك المزيد فيما يتعلق بحل سياسي… والأمر المختلف عن الماضي بهذا المعنى هو أن العديد من الدول تريد التحرك نحو حل سياسي تحظى فيه حقوق الفلسطينيين باحترام أكبر”.

وأضاف: “لا أعتقد أن الأمر كان أكثر صعوبة مما هو عليه الآن”.

في الوقت نفسه، نفى البيت الأبيض التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة حجبت معلومات استخباراتية عن إسرائيل حول مكان وجود قادة حماس.

وزعمت التقارير أن الولايات المتحدة ستقدم المعلومات الاستخبارية مقابل قيام إسرائيل بالامتناع عن تنفيذ هجومها المخطط له في رفح.

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ”وكالة التلغراف اليهودية” إن “الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل ليل نهار للوصول إلى كبار قادة حماس، مدبري الهجوم الإرهابي الوحشي في 7 أكتوبر”.

قوات الفرقة 99 تعمل في حي الزيتون بمدينة غزة، في صورة تم نشرها في 13 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

وتابع قائلا: “نحن نوفر دعما غير مسبوق – بطرق لا تستطيع سوى الولايات المتحدة تقديمها – لمساعدة إسرائيل على تقديمهم إلى العدالة. وسنواصل العمل بلا هوادة لتحقيق هذا الهدف في الفترة المقبلة”.

“أي تقرير يفيد عكس ذلك هو كاذب. إن مساعدة إسرائيل في استهداف قادة حماس، وتوفير أي معلومات لدينا بشأن أماكن تواجدهم، هي أولوية قصوى بالنسبة لنا، وليست صفقة مقايضة.  لا شيء من هذا يعتمد على القرارات العملياتية التي تتخذها إسرائيل”.

وجاء تصريح المسؤول في عقب المحادثة التي جرت في البيت الأبيض مع قادة يهود يوم الإثنين. في الاجتماع – الذي كان تركيزه على طرح استراتيجية بايدن لمحاربة معاداة السامية – سأل الحاخام ليفي شمطوف  نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون فاينر، حول المقايضة المزعومة.

وأكد البيت الأبيض المحادثة التي جرت بين فاينر وشيمتوف، نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة “أصدقاء حباد في أمريكا” (لوبافيتش) في واشنطن، وأضاف أن فاينر قال: “هذا ليس صحيحا”.

قوات لواء غيفعاتي تعمل في شرق رفح بجنوب قطاع غزة، في صورة تم نشرها في 13 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

ويأتي هذا الرد القوي في الوقت الذي تسعى فيه إدارة بايدن إلى توضيح أنه على الرغم من التوترات الأخيرة، فإنها تواصل دعم المجهود الحربي الإسرائيلي ضد حماس.

وقال فاينر للمشاركين إنه يريد “توضيح الالتباس” بشأن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت سابق من هذا الشهر تعليق ارسال شحنة من القنابل الثقيلة إلى إسرائيل كوسيلة للتأثير على العملية في رفح.

ويعارض بايدن اجتياحا واسعا لأن المدينة أصبحت ملجأ لمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين. ويقول نتنياهو إن الاجتياح ضروري لهزيمة كتائب حماس المتبقية.

وأعربت وسائل إعلام الإسرائيلية وأمريكية محافظة عن قلقها بعد أن ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن إدارة بايدن “تعرض على إسرائيل تقديم مساعدة قيّمة في محاولة لإقناعها بعدم المضي قدما، بما في ذلك معلومات استخباراتية حساسة لمساعدة الجيش الإسرائيلي على تحديد موقع قادة حماس والعثور على أنفاق مخفية للحركة”، واستشهدت الصحيفة بأربعة مصادر لم تذكر أسماءها.

يوم الإثنين أيضا، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن الإدارة لا تعتبر قتل الفلسطينيين في غزة على يد إسرائيل خلال الحرب مع حماس إبادة جماعية.

وفي حديثه للصحفيين في البيت الأبيض، قال سوليفان إن الولايات المتحدة تريد رؤية حماس مهزومة، وأن الفلسطينيين العالقين في خضم الحرب هم في “جحيم”، وأن أي عملية عسكرية كبيرة ستقوم بها إسرائيل في رفح ستكون خطأ.

مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان يتحدث خلال الإحاطة اليومية في البيت الأبيض في واشنطن، 13 مايو، 2024.(Susan Walsh/AP)

وقال سوليفان: “لا نعتقد أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية. لقد أبدينا رسميا رفضنا لهذه الفكرة”.

وفي تكرار لتعليق أدلى به بايدن خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال سوليفان أنه من الممكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة الآن إذا أطلقت حماس سراح الرهائن.

وقال إنه ينبغي على العالم أن يدعو حماس للعودة إلى طاولة المفاوضات وقبول الاتفاق، مضيفا أن واشنطن تعمل بشكل عاجل من أجل اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لكنها لا تستطيع التنبؤ متى أو ما إذا كان سيتم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

اندلعت الحرب في غزة بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام حوالي 3000 مسلح الأراضي الإسرائيلية عبر الحدود إلى إسرائيل عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 252 آخرين كرهائن.

وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 35 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في القتال حتى الآن، وهو عدد لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل. وتقول الأمم المتحدة إنه تم التعرف على هوية نحو 24 ألف قتيل في المستشفيات في هذا الوقت. ويستند باقي الرقم الإجمالي إلى “تقارير إعلامية” أكثر ضبابية لحماس. ويشمل ذلك أيضا حوالي 15 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعارك. كما تقول إسرائيل أيضا إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

وقُتل 272 جندي إسرائيلي خلال الهجوم البري ضد حماس وفي عمليات على طول الحدود مع غزة.

ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد

اقرأ المزيد عن