إسرائيل في حالة حرب - اليوم 346

بحث

مسؤولون يقرون بالتأثير “الفادح” لصور رجال الشرطة وهم يضربون المصلين في الأقصى

المفوض العام للشرطة يقر بأنه تم استخدام "قوة مبالغ فيها بعض الشيء"؛ ربما كان بحوزة المتحصنين في المسجد قنابل أنبوبية، بحسب تقرير؛ الحكومة تدرس منع اليهود من دخول الحرم القدسي حتى نهاية رمضان

لقطة شاشة من مقطع فيديو يظهر الشرطة الإسرائيلية تضرب فلسطينيين داخل المسجد الأقصى بالقدس ليل  4 -5 أبريل   مسؤول في الشرطة قال إن قوات الشرطة تعرضت لإطلاق نار في المسجد. (Twitter screenshot, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
لقطة شاشة من مقطع فيديو يظهر الشرطة الإسرائيلية تضرب فلسطينيين داخل المسجد الأقصى بالقدس ليل 4 -5 أبريل مسؤول في الشرطة قال إن قوات الشرطة تعرضت لإطلاق نار في المسجد. (Twitter screenshot, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

أعرب مسؤولون إسرائيليون يوم الأحد عن أسفهم لواقعة في الأسبوع الماضي دخلت فيها الشرطة المسجد الأقصى بالقدس وتم تصوير عناصرها وهي تضرب فلسطينيين داخل المسجد، حيث أفاد تقرير إن أحد المسؤولين قال إنهم تسببوا في “أضرار فادحة” للبلاد.

وبدا أن المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي يقر بنفسه أنه ما كان ينبغي على الشرطة ضرب الفلسطينيين خلال الحادثة.

ولكن في مقابلة نادرة أجرتها معه هيئة البث الإسرائيلية “كان”، دافع شبتاي عن قرار الشرطة دخول المسجد ليل الثلاثاء بسبب ما قالوا إنها عملية لإخماد “أعمال شغب”، حيث قام الفلسطينيون بتخزين الحجارة والألعاب النارية والمتفجرات المرتجلة لاستخدامها ضد دخول اليهود للموقع كما يُزعم.

وأفاد موقع “واينت” الإخباري في وقت متأخر الأحد أن “المتحصنين الفلسطينيين ربما قاموا بتخزين قنابل أنبوبية لاستخدامها ضد القوات”، مضيفا أن جهاز الأمن العام (الشاباك) يحقق في المعلومات الاستخبارية “المعقدة”.

وقال شبتاي في المقابلة إن “القوة الإضافية كانت ضرورية للسيطرة على نحو 400 من مثيري الشغب الذين تحصنوا داخل المسجد مع أسلحة في ذلك الصباح”.

وأثارت صور الشرطة وهي تضرب الفلسطينيين خلال الواقعة غضبا واسع النطاق في العالم العربي، واستخدمت الفصائل الفلسطينية الصور للدعوة إلى تنفيذ هجمات ضد إسرائيل.

في غضون ذلك ، ذكر تقرير يوم الأحد أنه من المرجح أن تلتزم إسرائيل بسياستها التي تنتهجها منذ فترة طويلة في منع اليهود من دخول الحرم القدسي خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، على الرغم من الحكومة المتشددة الجديدة، التي تضم وزراء كبار لطالما طالبوا بالسماح لليهود بالصلاة في المكان المقدس.

كانت هناك تساؤلات في الأيام الأخيرة عما إذا كانت السياسة ستتغير، وأصدر وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بيانا يوم السبت قال فيه إنه يعارض إغلاق الموقع أمام اليهود ، كما أوصت المؤسسة الأمنية.

ووصف بن غفير الإغلاق بأنه “رضوخ للإرهاب”، وألقى باللوم في السياسة على الحكومة السابقة. يتم إغلاق الحرم القدسي أمام اليهود خلال شهر رمضان منذ فترة طويلة قبل تحالف بينيت-لابيد، الذي تولى السلطة خلال عيد الفصح اليهودي العام الماضي، وكانت هذه السياسة متبعة خلال الفترة السابقة التي تولى فيها بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء.

لا يزال بن غفير يطالب بالسماح لليهود بدخول الموقع لمدة يوم واحد على الأقل من الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان. وذكر تقرير إخباري للقناة 12 أن الوزير يريد السماح بالزيارات يوم الأربعاء، آخر أيام عيد الفصح اليهودي.

قوات الأمن تحرس زوارا يهودا في الحرم القدسي خلال عيد الفصح اليهودي، في البلدة القديمة بالقدس، 9 أبريل، 2023. (Jamal Awad / Flash90)

غالبا ما يشهد شهر رمضان أعمال عنف وتوترات شديدة، خاصة عندما يتزامن مع عيد الفصح اليهودي. يزور عشرات الآلاف من المصلين المسجد الأقصى على مدار الشهر، مما يؤدي في أحيان كثيرة إلى تصاعد التوترات.

ساهمت التوترات في الحرم القدسي في موجة العنف في الأسبوع الماضي التي شهدت مقتل ثلاثة إسرائيليين في هجمات فلسطينية مفترضة وإطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل من لبنان وسوريا وغزة.

في المقابلة مع “كان”، سلط شبتاي الضوء على حقيقة أن الأسبوعين الأولين من رمضان قد مرا بهدوء نسبي وألقى باللوم على المتطرفين في إثارة التوترات.

وقال: “معظم السكان هنا يذهبون للصلاة ويتمتعون بحرية العبادة، لكن للأسف قلة من الشباب تمكنت من إشعال المنطقة واستجبنا وفقا لذلك”.

المفوض العام للشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي (يمين الصورة) وقائد منطقة القدس دورون ترغمان خلال جولة في باحة الحرم القدسي، 31 مارس، 2023. (Israel Police)

تحصن الفلسطينيون داخل المسجد بمخزون من الحجارة والألعاب النارية، لكن شبتاي أقر بأن الشرطة استخدمت “قوة مبالغ فيها بعض الشيء”.

وقال شبتاي: “هل أنا سعيد بالصور التي خرجت من هناك؟ لا. إننا نحقق في الحادثة، وسنتعلم منها، وسنفهم ما حدث، ولكن في النهاية رأى الجميع نقطة موجزة من الصورة الأكبر التي دخل فيها عدد كبير من الشرطيين وتعاملوا مع الواقعة باحترام”.

أدلى مسؤول إسرائيلي كبير لم يذكر اسمه بتصريحات مماثلة للقناة 12، قال فيها للشبكة التلفزيونية إن لقطات الشرطة وهي تضرب الفلسطينيين تسببت في “أضرار فادحة” لإسرائيل.

وقال المسؤول إن الشرطة لم يكن أمامها خيار سوى دخول المسجد، بعد تلقي معلومات تفيد بأن عدة مئات من الفلسطينيين لديهم مخزون أسلحة بداخله لاستخدامها ضد المدنيين الإسرائيليين وقوات الأمن.

ومع ذلك، أقر المسؤول أن الشرطة بالغت في ضرب الفلسطينيين، وقال إن ذلك أعطى شرعية للمزاعم بأن الأقصى في خطر، وحفز خصوم إسرائيل وتسبب بضرر كبير لسمعة إسرائيل على الساحة العالمية.

وقال المسؤول الكبير للقناة 12 أنه ينبغي مراجعة سلوك الشرطة حيث تم إخبارهم مسبقا بالتصرف مع الالتزام بضبط النفس.

آلاف المصلين المسلمين يشاركون في صلاة الجمعة خلال شهر رمضان ، في مجمع المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس، 7 أبريل، 2023. (Jamal Awad / Flash90)

وقال مسؤول أمني آخر للشبكة إن “دائرة الأوقاف الإسلامية المدعومة من الأردن والتي تدير الحرم القدسي لا تفعل ما يكفي لكبح جماح مثيري الشغب الفلسطينيين”. واندلعت خلافات بين إسرائيل والأوقاف في الأيام الأخيرة، حيث رفضت الأخيرة دعوات إسرائيل لاتخاذ إجراءات ضد الاضطرابات المحتملة في الموقع.

كما أفادت القناة 12، نقلا عن مصادر أمنية، أنه خلال الأسابيع الماضية، كانت المؤشرات التي وردت بشأن هجمات مخطط لها في الأسابيع الثلاثة الأخيرة أكبر بثلاث مرات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

يوم السبت، أفاد تقرير للشبكة التلفزيونية بحدوث صدام بين بن غفير وشبتاي بشأن دخول اليهود إلى الحرم القدسي خلال الأيام الأخيرة من رمضان.

وذكر التقرير إن شبتاي يؤيد منع الزيارات اليهودية. بينما بن غفير، بصفته وزيرا للأمن القومي، يشرف على الشرطة وقد اشتبك مرارا مع شبتاي منذ توليه المنصب.

سُمح لليهود بدخول الحرم القدسي صباح الأحد، بعد ساعات من قيام عدد من الفلسطينيين بالتحصن داخل المسجد الأقصى ليلا، مما أثار بداية مخاوف من اندلاع اشتباكات.

وقررت الشرطة عدم دخول المبنى في الساعات الاولى من صباح الأحد، في محاولة كما يبدو لتجنب مشاهد العنف وأي تداعيات محتملة.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في البلدة القديمة بالقدس في أول صلاة جمعة من رمضان، 24 مارس، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

وفقا لأخبار القناة 12، أدركت الشرطة أن المتحصنين في الداخل “لم يجلبوا معهم أشياء” كان من الممكن أن تتسبب بوقوع أحداث عنيفة، وتم “إخلائهم” في ساعات الصباح الباكر “بهدوء نسبي” مع بدء وصول الزوار اليهود إلى الموقع.

في ختام صلاة الفجر، بدأت الشرطة في السماح لليهود بدخول المجمع الحساس، تحت الحراسة وفي مجموعات من حوالي 20 شخصا.

وفقا لمجموعة “جبل الهيكل”، كان هناك 842 يهوديا يوم الأحد، و 1041 إجمالا خلال عطلة عيد الفصح اليهودي – مما يمثل زيادة بنسبة 43%.

وصرخ بعض الفلسطينيين في الموقع على اليهود، لكن لم ترد تقارير عن وقوع أعمال عنف.

تعهدت إسرائيل مرارا بالحفاظ على الوضع الراهن في الموقع، حيث يُسمح لليهود بالدخول في ظل قيود عديدة وفقط خلال ساعات محددة، ولكن بدون الصلاة.

ومع ذلك، فقد سُمح لليهود بشكل متزايد بالصلاة بهدوء هناك، بينما قام الفلسطينيون بشكل أحادي بتخصيص المزيد من الأجزاء في الموقع للصلاة.

اقرأ المزيد عن