مقتل شقيقتين إسرائيليتين وإصابة والدتهما بجراح حرجة في هجوم إطلاق نار في الضفة الغربية
يُعتقد أن منفذي الهجوم أطلقوا النار على السيارة، مما تسبب باصطدامها بكتف الطريق، بعد ذلك قاموا بإطلاق 22 رصاصة عليها مرة أخرى في منطقة الأغوار بالقرب من مستوطنة حمرا
أعلن مسؤولون أن شقيقتين إسرائيليتين قتلتا وأصيبت والدتهما بجروح خطيرة في هجوم إطلاق نار وقع في الضفة الغربية يوم الجمعة، في تصعيد جديد في الوضع المتوتر بالفعل على جبهات متعددة.
لم يتم الكشف عن اسماء القتلى وهم من سكان مستوطنة افرات، والبالغات من العمر 16 و21 عاما، ووالدتها المصابة 48 عاما.
وقال رئيس مجلس مستوطنة إفرات إن والد الأسرة سافر في سيارة منفصلة، أمام المركبة المصابة مباشرة، وعاد إلى الوراء في أعقاب الهجوم، وكان حاضرا مع وصول المسعفين لتقديم العلاج لأسرته.
وقالت خدمة الإسعاف نجمة داود الحمراء إن مسعفيها استجابوا في البداية على تقرير عن تصادم سيارة على الطريق السريع 57، بالقرب من مفرق “حمرا” في شمال غور الأردن، بالقرب من المستوطنة التي تحمل نفس الاسم.
عندما وصل المسعفون والقوات إلى مكان الحادث، وجدوا السيارة مليئة بثقوب الرصاص.
وفقا لنجمة داود الحمراء، أُعلن عن وفاة شابتين في العشرينات من العمر في مكان الحادث، وتم نقل امرأة أصيبت بجروح خطيرة في الهجوم إلى مستشفى في القدس بطائرة مروحية، حيث قال الأطباء إن حياتها في خطر بسبب الرصاص في الجزء العلوي من جسدها.
وقال الجيش إن إطلاق النار كان هجوما وبدأت عملية مطاردة للمسلحين ومشتبه بهم آخرين الذين فروا من المكان. وأن “قوات الجيش الإسرائيلي أغلقت الطرق في المنطقة وبدأت في ملاحقة الإرهابيين”.
وقال رئيس مجلس إفرات، عوديد رفيعي، إن القتيلتين شقيقتان، وأن والدتهما هي المصابة الثالثة، وجميعهن من سكان إفرات.
وذكر البيان أن مجلس إفرات المحلي يرافق أفراد الأسرة بالتنسيق مع مسؤولي الرفاه.
وبحسب تحقيق أولي في إطلاق النار، أطلق المسلحون النار على السيارة قبل أن تصطدم بطرف الطريق السريع.
ثم أطلق المسلحون النار على السيارة مرة أخرى، مما أسفر عن مقتل اثنتين من ركابها وإصابة الثالثة بجروح خطيرة.
وعثرت القوات التي قامت بمسح المنطقة على 22 رصاصة فارغة من عيار 7.62 ملم، تُستخدم عادة ببندقية كلاشينكوف.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه سيجري تقييما أمنيا للوضع. وبالمثل، قال مكتب وزير الدفاع يوآف غالانت إن الوزير سيجري تقييما مع كبار مسؤولي الدفاع والجيش.
وأمر رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي يوم الجمعة بتعبئة عدد لم يتم تحديده من جنود الاحتياط.
و قال هليفي في بيان إن التعبئة ستركز على وحدات الدفاع الجوي و”مجموعات الهجوم الجوي”، أي طياري الطائرات المقاتلة ومشغلي الطائرات المسيرة الهجومية، بالإضافة إلى طواقم جوية أخرى.
كما أمر هليفي الجيش بتعزيز الدفاعات في القيادة الوسطى، التي تغطي الضفة الغربية، في أعقاب موجة من الهجمات من بينها عملية إطلاق نار دامية.
في غضون ذلك، طالب أعضاء الكنيست في الإئتلاف الحاكم برد قاس على الهجوم، وقدم متحدث باسم نائبة يمينية متطرفة استقالته احتجاجا على سياسات الحكومة “الضعيفة”.
وقال رئيس المجلس الإقليمي غور الأردن ديفيد الحياني لأخبار القناة 12 إن الهجوم كان “حادثا خطيرا للغاية له تداعيات بعيدة المدى”.
وقالت عضو الكنيست من حزب الليكود، كيتي شطريت، إن الوضع الحالي “لا يطاق ولا يمكن أن يستمر… من واجبنا استعادة الأمن واتخاذ إجراءات صارمة وفعالة من أجل استعادة الردع. نصلي لأيام أفضل”.
وقال دان إيلوز، عضو الكنيست عن حزب الليكود: “في هذا الوقت، يجب علينا جميعًا أن نقف معا من أجل دولة إسرائيل. قلبي مع العائلات. لن نستسلم للإرهاب. هناك حاجة إلى رد صارم ضد الإرهاب”.
كما قال عضو الكنيست عن حزب الليكود أفيشاي بورون إن على الحكومة أن “تفكر جديا” في ضم غور الأردن على الفور.
وأعلن إليشاع يارد، المتحدث باسم عضو الكنيست ليمور سون هار-ميلخ، تقديم استقالته بسبب ما قال إنها “سياسة أمنية ضعيفة للحكومة، والتي تكلفنا دماء”.
في غضون ذلك، أشادت حركة حماس بهجوم إطلاق النار، ووصفته بأنه “رد طبيعي على جرائم الاحتلال المستمرة ضد المسجد الأقصى وعدوانه البربري على لبنان وغزة الصامدة”.
وحذرت حماس إسرائيل من “مواصلة جرائمها ضد المسجد الأقصى”، زاعمة أن الموقع المقدس يجب أن يظل “إسلاميا بحتا، ولا مكان للاحتلال أو للسيادة [الإسرائيلية]”.
ويأتي الهجوم المفترض في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات في جميع أنحاء المنطقة بعد وابل صاروخي كبير من لبنان، وأيام من الهجمات الصاروخية من قطاع غزة، واشتباكات في الحرم القدسي، بالإضافة إلى طائرة مسيّرة إيرانية يشتبه في أنها انطلقت من سوريا في وقت سابق من الأسبوع.
ووقعت عدة هجمات أيضا في الضفة الغربية، حيث أصيب ثلاثة جنود في هجوم دهس يوم السبت وأصيب جندي آخر في هجوم إطلاق نار يوم الأربعاء.
وخلال الأسبوع الماضي أيضا، أصيب جنديان، أحدهما بإصابات خطيرة، في هجوم طعن بالقرب من قاعدة “تسريفين” العسكرية في وسط البلاد.
وعادة ما يشهد شهر رمضان، الذي يتزامن هذا العام مرة أخرى مع عيد الفصح اليهودي، توترات شديدة. ويزور عشرات الآلاف من المصلين المسجد الأقصى خلال الشهر، مما يؤدي إلى تصاعد التوترات.
وفرض الجيش إغلاقا على الضفة الغربية اعتبارا من الساعة الخامسة مساءً الأربعاء حتى مساء السبت، مع إغلاق المعابر أمام الفلسطينيين في اليوم الأول من عيد الفصح. كما تم إغلاق معابر غزة الحدودية. ومن المقرر فرض إغلاق مماثل الأسبوع المقبل في اليوم الأخير من عيد الفصح الذي يبدأ في 11 أبريل ويستمر حتى 12 أبريل.
وتم فتح بعض المعابر يوم الجمعة للسماح للمصلين بحضور صلاة الجمعة في الأقصى.
ويتم فرض هذه الإغلاقات خلال الأعياد العبرية. ويقول الجيش إنها إجراء وقائي ضد الهجمات في فترات التوتر المتزايد.
تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الأخير، حيث ينفذ الجيش عمليات ليلية شبه يومية في الضفة الغربية وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية.
أسفرت الهجمات في إسرائيل والضفة الغربية في الأشهر الأخيرة عن مقتل 17 إسرائيليا وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة، بما في ذلك هجوم يوم الجمعة.
وقُتل ما لا يقل عن 89 فلسطينيا منذ بداية العام، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، على الرغم من أن بعضهم كانوا مدنيين غير متورطين في القتال، في حين قُتل آخرون في ظروف قيد التحقيق.