إسرائيل في حالة حرب - اليوم 475

بحث
القصة من الداخل

مسؤولون في إدارة بايدن: هاريس لن تغير مسارها بشأن دعم إسرائيل

المسؤولون يقولون إن أولئك الذين يزعمون أن نائبة الرئيس ستتخذ موقفا أكثر تشددا مع القدس منخرطون في تفكير مليء بالتمني، مضيفين أن هاريس تشارك "الالتزام الأمريكي الثابت بأمن إسرائيل"

الرئيس الأمريكي جو بايدن ( على يسار الصورة) ونائبته كامالا هاريس يمسكان بأيدي بعضهما البعض ويلوحان للجمهور أثناء مشاهدتهما عرض الألعاب النارية بمناسبة عيد الاستقلال من شرفة ترومان بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة، 4 يوليو، 2024. ( Mandel NGAN / AFP)
الرئيس الأمريكي جو بايدن ( على يسار الصورة) ونائبته كامالا هاريس يمسكان بأيدي بعضهما البعض ويلوحان للجمهور أثناء مشاهدتهما عرض الألعاب النارية بمناسبة عيد الاستقلال من شرفة ترومان بالبيت الأبيض في واشنطن العاصمة، 4 يوليو، 2024. ( Mandel NGAN / AFP)

تمت الإشارة بشكل دوري إلى نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، على أنها تلعب شخصية الشرطي السيئ عندما يتعلق الأمر بالسياسة التي تنتهجها إدارة الرئيس جو بايدن إزاء الحرب بين إسرائيل وحماس.

ويشير أولئك الذين يدفعون بهذا الإطار في كثير من الأحيان إلى كيف أن هاريس أصبحت أكبر مسؤولة في الإدارة تدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في مارس. ومع ذلك، يبدو أنهم يتجاهلون كيف أن الهتافات الفورية من المؤيدين التقدميين الذين استمعوا إلى ذلك الخطاب في مدينة سلمى بولاية ألاباما، غطت على توضيح نائبة الرئيس بأنها كانت تشير إلى صفقة الرهائن التي كانت الإدارة تحاول التوسط فيها منذ أشهر.

كما أن هاريس – نائبة عامة وعضو في مجلس الشيوخ الأمريكي من ولاية كاليفورنيا سابقا التي ساعدها استجوابها القوي للشهود والمرشحين بداية في دفعها إلى دائرة الضوء الوطنية – تحدثت بالتفصيل عن الأزمة الانسانية في غزة، وانتقدت إسرائيل لقيامهما بمفاقمة الأزمة وحذرت من أن الولايات المتحدة لا تستبعد أي خيار إذا تجاهلت إسرائيل تحذيراتها من شن هجوم كبير على مدينة رفح في أقصى جنوب غزة. لكن بايدن فعل كل هذه الأشياء أيضا، بل ونفذ التهديد الذي وجهته هاريس من خلال تعليق ارسال شحنة من القنابل الثقيلة.

اثنان من المسؤولين الحاليين ومسؤول سابق في الإدارة تحدثوا إلى “تايمز أوف إسرائيل” بعد قرار بايدن المفاجئ يوم الأحد بالانسحاب من السباق الرئاسي وإعلان دعمه لهاريس، رفضوا رواية الشرطي السيئ باعتبارها مجرد تفكير بالتمني من أولئك الداعمين لخط أمريكي أكثر صرامة تجاه إسرائيل.

وقال مسؤول أمريكي “لم يكن هناك تقسيم للعمل أو نزاع حول السياسية. تشارك نائبة الرئيس هاريس دعم بايدن لالتزام الولايات المتحدة المتين بأمن إسرائيل إلى جانب الالتزام بالدفع بحل الدولتين من أجل وضع حد لدائرة العنف هذه”.

وذهب مسؤول كبير حالي في الإدارة إلى أبعد من ذلك وقال “بيبي وبايدن يعرفان بعضهما البعض منذ عقود. أنت لا تقوم بإرسال شخص آخر للقيام بعملك القذر (انتقاد إسرائيل). لن يكون ذلك فعالا”.

الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع نائبة الرئيس كامالا هاريس (على يسار الصورة) ووزير الخارجية أنتوني بلينكن (يمين)، يتحدثون عن الفظائع التي ارتبكتها حماس ضد الإسرائيليين، ويتعهدون بدعم غير محدود لإسرائيل، في البيت الأبيض في واشنطن. العاصمة، 10 أكتوبر، 2023. (Brendan SMIALOWSKI / AFP)

وأشار المسؤول الأمريكي إلى محادثة بايدن مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مباشرة بعد أن ساعدت الولايات المتحدة إسرائيل في إحباط هجوم إيراني كبير بصواريخ ومسيّرات في أبريل. وقال المسؤول الأمريكي إن إسرائيل ردت بضربة مضادة أكثر اعتدالا بعد أن حذر بايدن نتنياهو في تلك المكالمة الهاتفية من أن الولايات المتحدة لن تدعم ردا أكثر عدوانية من شأنه المخاطرة بحرب إقليمية.

واقترح المسؤول الأمريكي أن أولئك الذين يدفعون بفكرة أن علاقة نائبة الرئيس مع إسرائيل عدائية أكثر من علاقة الرئيس بالدولة اليهودية يشملون على الأرجح “الأشخاص المقربين من بايدن” الذين استشهدت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الجمعة بأقوالهم في تقرير زعم أن بايدن لن ينسحب من السباق الرئاسي قبل لقائه هذا الأسبوع مع نتنياهو حتى لا يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي “الشعور بالرضا” وسط التوتر في العلاقة بينهما.

وقال المسؤول الأمريكي الكبير “كان ذلك سخيفا لأن هناك عوامل أكبر بكثير تلعب دورا في قرار بايدن”.

وأضاف أن “الجانب الذي يسرب أكثر من غيره، والجانب الذي لديه أكثر التعليقات المبالغ بها في الخلفية هو الجانب الذي يخسر النقاش حول السياسة”، في إشارة إلى معسكر الأقلية في الإدارة المستاء من دعم بايدن لإسرائيل. وأعرب المسؤول الكبير في الإدارة عن استيائه من أن هذه المجموعة تضم أولئك الذين يرغبون في “المخاطرة بالسجن لتسريب معلومات سرية للفوز في حرب الرسائل”.

بالإضافة إلى ذلك، قال المسؤول الكبير في الإدارة إن “أولئك الذين يشعرون بخيبة أمل من سياسات الرئيس جو بايدن في الشرق الأوسط سيشعرون بخيبة أمل مماثلة من سياسات الرئيسة كامالا هاريس”.

وأقر المسؤول الكبير السابق في الإدارة بأن هاريس قد لا تعرّف نفسها علانية على أنها صهيونية كما فعل بايدن مرة أخرى الأسبوع الماضي “لكن الإيمان بالحاجة إلى دولة يهودية – هذا هو موقفها”، على حد قول المسؤول السابق، مشيرا إلى كيف أن هاريس تحب أن تتذكر باعتزاز تبرعها للصندوق القومي اليهودي (كاكال) عندما كانت طفلة من أجل زراعة الأشجار في إسرائيل.

وقال المسؤول الحالي في الإدارة الأمريكية “على مدى عقود، يندد الناس بنهاية دعم الحزب الديمقراطي لإسرائيل. نعم، لقد تغير الحزب – كما تغيرت إسرائيل – ولكن هذه الرواية مبالغ بها إلى حد كبير”، مشيرا  إلى كيفية قيام الحزب في الأسبوع الماضي فقط بدعم برنامج يعرب عن دعمه لإسرائيل في الحرب ضد حماس، متجاهلا جهود نشطاء اليسار المتطرف الذين سعوا إلى رفض المساعدات الأمريكية للدولة اليهودية.

نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس (الثانية من اليمين) تتحدث مع عميت سوسانا (في الوسط)، قبل عرض فيلم “صرخات قبل الصمت” في مبنى مكتب أيزنهاور بمجمع البيت الأبيض في واشنطن، الاثنين 17 يونيو، 2024. (AP Photo/Susan Walsh)

سير الأمور على النحو المعتاد

أما بالنسبة لكيفية تأثير قرار بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي على رحلة نتنياهو إلى واشنطن، فقد اتفقت المصادر الثلاثة التي تحدثت مع تايمز أوف إسرائيل على أن التداعيات العملية ستكون ضئيلة.

وأكد المسؤل الأمريكي قائلا “من المرجح أن يتقلص الاهتمام الموجه للزيارة حيث تحول التركيز بشكل واضح إلى مكان آخر، لكن عدم الترشح لا يغير نهج الرئيس في سعيه إلى اتفاق بشأن الهدنة والرهائن. سيضغط دائما على رئيس الوزراء بشدة في هذا الشأن”.

وقال المسؤول الكبير السابق في الإدارة “بالطبع، سيكون للاجتماع مع نائبة الرئيس أهمية إضافية، لكنها ستردد نفس رسائل الرئيس”.

في توضيحه لقراره بالتخلي عن رغبته في الترشح لإعادة انتخابه، كتب بايدن في إعلانه يوم الأحد: “أعتقد أنه من مصلحة حزبي والدولة أن أتنحى وأن أركز فقط على أداء واجباتي كرئيس للولايات المتحدة للفترة المتبقية من ولايتي”.

في انتقاد لاذع لنتنياهو، قال المسؤول الكبير الحالي في الإدارة إن رسالة بايدن المتمثلة في وضع البلاد أولا “تخلق تناقضا واضحا بين الطريقة التي اختار بها التصرف، وكيف يتصرف بيبي”.

وأضاف “ليس الخلاف حول السياسة فقط هو الذي دفع الكثيرين في إسرائيل إلى مطالبة بيبي بالتنحي، بل أيضا الاعتقاد بأنه يأخذ في الاعتبار أمورا أخرى إلى جانب المصلحة الوطنية من خلال مواصلته لهذه الحرب وتخريب صفقة الرهائن”.

إن الحفاظ على مثل هذا التصور السلبي للحكومة الإسرائيلية الحالية، مع دعم الشعب الإسرائيلي هو أمر ألمحت إليه هاريس نفسها.

قالت هاريس لشبكة أخبار CBS عندما سئلت خلال مقابلة في شهر مارس عما إذا كانت القدس معرضة لخطر فقدان دعم واشنطن بسبب إدارتها للحرب في غزة ، والتي اندلعت بسبب المذبحة التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر في إسرائيل، إن الإسرائيليين يستحقون الأمن والولايات المتحدة ستواصل “الدفاع عن أمن إسرائيل وشعبها”.

وفي إشارة إلى هجوم حماس، ذكرت هاريس على وجه التحديد الضحايا الإسرائيليين الذين “تعرضوا للإيذاء والاغتصاب بشكل فظيع، وكان الاغتصاب أداة للحرب”، وهي قضية واصلت التحدث عنها بصراحة.

وقالت لشبكة CBS “من المهم بالنسبة لنا التمييز، أو على الأقل عدم الخلط، بين الحكومة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي. من حق الشعب الإسرائيلي أن يتمتع بالأمن، كما هو الحال مع الفلسطينيين. بنفس القدر”.

متظاهرون يتظاهرون ضد زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى الولايات المتحدة في مطار بن غوريون، 21 يوليو، 2024. (Tanya Zion-Waldoks/ Pro-Democracy Protest Movement)

عدد المقاطعات لخطاب رئيس الوزراء قد يتجاوز عام 2015

بعد يوم من الاجتماع مع بايدن في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، من المقرر أن يلقي نتنياهو كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس للمرة الرابعة في مسيرته السياسية، متفوقا على جميع الزعماء الأجانب الآخرين.

بصفتها نائبة للرئيس، لدى هاريس مقعد محجوز خلف المنصة التي سيستخدمها نتنياهو. لكن في الأسبوع الماضي، حددت حملة بايدن موعدا لها لإلقاء كلمة في حدث في إنديانابوليس.

وقال المسؤول الكبير السابق في الإدارة “ربما لم يكن ذلك مجرد حادث”، متوقعا أن إعلان بايدن يوم الأحد من غير المرجح أن يعيدها إلى واشنطن يوم الأربعاء، لأن البيت الأبيض سيرغب أكثر في تجنب مقاطع لها وهي تصفق أو تبقى جالسة خلال سطور معينة من خطاب نتنياهو.

أعلن عدد متزايد من الديمقراطيين التقدميين نيتهم مقاطعة الخطاب، ويمكن أن يفوق هذا العدد 58 نائبا قاطعوا خطاب رئيس الوزراء الأخير أمام الكونغرس في عام 2015 عندما مارس ضغوطا ضد الاتفاق النووي الإيراني الذي كان الرئيس السابق باراك أوباما يعتزم إبرامه.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث ضد الاتفاق النووي الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، مع إيران في عام 2015 أمام جلسة مشتركة للكونغرس في تلة الكابيتول في واشنطن، 3 مارس 2015. (AP Photo/J. Scott Applewhite, File)

ومع ذلك، يعتقد المسؤول الكبير الحالي في الإدارة أن مزيج محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وإعلان بايدن يوم الأحد يهيئ الظروف لبيئة أقل إثارة للانقسام عندما يلقي نتنياهو كلمته.

وقال المسؤول “أظن أن بيبي سيشكر الرئيس بايدن على دعمه”.

لكن المسؤول السابق في الإدارة قال ساخرا إن نتنياهو سيحاول على الأرجح تجنب المبالغة في مديحه حتى لا يزعج ترامب كما فعل في عام 2020 عندما هنأ بايدن على فوزه في الانتخابات.

اقرأ المزيد عن