إسرائيل في حالة حرب - اليوم 494

بحث

مسؤولون في إدارة بايدن: خطاب نتنياهو المناهض للسلطة الفلسطينية يظهر أنه يجري “حملة انتخابية”

في إشارة على تصاعد الإحباط من رئيس الوزراء، أشار مسؤولون أمريكيون إلى أنه الوزير الوحيد في حكومة الحرب الذي أعرب عن رفضه لحكم عباس في غزة

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (وسط) يحضر الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 10 ديسمبر، 2023. (Ronen Zvulun/Pool Photo via AP)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (وسط) يحضر الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 10 ديسمبر، 2023. (Ronen Zvulun/Pool Photo via AP)

إدارة بايدن مقتنعة بشكل متزايد بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدأ إجراء “حملة انتخابية” مع تصعيد رئيس الوزراء خطابه ضد السلطة الفلسطينية، حسبما قال مسؤولان أمريكيان لتايمز أوف إسرائيل.

وقال أحد المسؤولين الذين تحدثوا خلال عطلة نهاية الأسبوع شريطة عدم الكشف عن هويتهم: “هذا ليس نهجا على مستوى الحكومة. إنه صادر بشكل أساسي من رئيس الوزراء، وهو أمر مثير للاهتمام”.

ويبدو أن ربط دوافع نتنياهو بالمصالح السياسية بدلا من المصالح الأمنية يكشف عن الإحباط المتزايد في واشنطن تجاه رئيس الوزراء.

لمدة شهر تقريبا بعد الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر في إسرائيل، تجنب نتنياهو أي ذكر للسلطة الفلسطينية في تصريحاته العلنية، وركز بدلا من ذلك على هدفي الحرب الرئيسيين: القضاء على حماس وإعادة الرهائن من غزة.

وقد دعمت الولايات المتحدة هذه الأهداف، في حين ضغطت على إسرائيل لبدء التخطيط لمن سيحكم القطاع بعد الحرب، وأوضحت بشكل متزايد أنها ترغب في أن تتولى السلطة الفلسطينية القيادة. وأوضحت واشنطن أن وجود هيئة حاكمة موحدة لكل من الضفة الغربية وغزة سيمكن الفلسطينيين من التفاوض بشكل أفضل على حل الدولتين مع إسرائيل.

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في 15 أكتوبر أنه “يجب أن تكون هناك سلطة فلسطينية. يجب أن يكون هناك طريق إلى الدولة الفلسطينية”.

أرشيف: رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (يمين) يلتقي بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مكتبه بمدينة رام الله بالضفة الغربية، في 30 نوفمبر، 2023. (AP Photo/Nasser Nasser, Pool)

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في وقت لاحق أن هناك حاجة إلى “إعادة تنشيط” السلطة الفلسطينية، التي تعاني من ضائقة مالية ولا تحظى بشعبية محلية، قبل العودة إلى غزة، وأنه ستكون هناك حاجة إلى قوات دولية أو عربية لإدارة غزة في هذه الأثناء.

ولكن استبعد نتنياهو الفكرة الأخيرة بحلول العاشر من نوفمبر، وأخبر مجموعة من رؤساء البلدات الحدودية الجنوبية أن إسرائيل “لن تعطي [غزة] للقوات الدولية”.

وفي اليوم التالي، هاجم السلطة الفلسطينية للمرة الأولى: “سأقول لك ما لن يكون… لن تكون هناك سلطة مدنية تعلم أطفالها كراهية إسرائيل، وقتل الإسرائيليين، والقضاء على دولة إسرائيل”.

“لا يمكن أن تكون هناك سلطة تدفع لأهالي القتلة [مبالغ] على أساس عدد القتلى. لا يمكن أن تكون هناك سلطة لم يدين زعيمها بعد المذبحة الرهيبة [7 أكتوبر] بعد 30 يوما”، قال رئيس الوزراء، في إشارة واضحة جدا إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وكرر نتنياهو هذه الانتقادات ضد رام الله في الأسابيع التي تلت ذلك، لكن أكد مسؤول إسرائيلي مجهول على أن رئيس الوزراء لم يستبعد صراحة عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وأصر فقط على أنها بحاجة إلى الخضوع “لإصلاح كبير”.

وحاول نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر تبنى هذا المنطق أيضا، حيث قال لمنتدى أسبن الأمني الأسبوع الماضي إن نتنياهو كان يشير إلى السلطة الفلسطينية “في شكلها الحالي”.

رئيس حزب الليكود، عضو الكنيست بنيامين نتنياهو وزوجته سارة، يحتفلان بنتائج الانتخابات في القدس، 2 نوفمبر 2022 (Olivier Fitoussi / Flash90)

لكن لم يترك رئيس الوزراء مجالا كبيرا للتفسيرات، إذ غرّد في 6 ديسمبر بأنه طالما أنه رئيسا للوزراء، فإن السلطة الفلسطينية لن تسيطر على غزة، وبعد يومين قال إن السلطة الفلسطينية “ليست الحل”.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن اقتباسات مماثلة تسربت أيضا إلى وسائل إعلام عبرية في وقت سابق من هذا الشهر، مما عزز الاعتقاد في واشنطن بأن نتنياهو يخوض “حملة انتخابية”.

ووافق المسؤول الأمريكي الثاني على هذا التوصيف، وأشار إلى أن نتنياهو كان الوزير الإسرائيلي الوحيد في حكومة الحرب الذي هاجم السلطة الفلسطينية علناً.

وقد استخدم رئيس الوزراء تصريحاته كأساس لهدفه الثالث للحرب: ضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى.

لكن لم يتبنى وزير الدفاع يوآف غالانت وزميله في حكومة الحرب بيني غانتس هذا الهدف، متمسكا بالهدفين الأصليين – الإطاحة بحماس وإعادة الرهائن – خلال المؤتمرات الصحفية إلى جانب رئيس الوزراء، الذي يصر على أن عملية الجيش الإسرائيلي لها ثلاثة أهداف.

من اليسار إلى اليمين: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب “الوحدة الوطنية”: بيني غانتس، ووزير الدفاع يوآف غالانت يعقدون مؤتمرا صحفيا مشتركا في وزارة الدفاع، في تل أبيب، 28 أكتوبر، 2023. (Dana Kopel/POOL)

وردا على انتقادات نظرائه الأمريكيين، قال مسؤول من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو إن إدارة بايدن تتأثر أيضا بحملة الانتخابات الرئاسية الوشيكة.

لكن لم يتم الدعوة إلى أي انتخابات في إسرائيل، رغم توقع المحللون عودة الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع في عام 2024 مع الاستياء الواسع النطاق من حكومة نتنياهو.

وادعى المسؤول الإسرائيلي أن اقتراب الانتخابات الأمريكية لعام 2024 دفع واشنطن إلى مضاعفة الخطاب اعام بشأن حماية المدنيين في غزة، رغم التصريحات الأكثر دقة في السر، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة تدرك أن الجيش الإسرائيلي يبذل قصارى جهده لمنع إلحاق الضرر بغير المقاتلين.

وقال المسؤول الإسرائيلي أنه في حين أن الانتقادات العلنية للسلطة الفلسطينية جاءت من نتنياهو ووزرائه اليمينيين المتطرفين، فإن المعارضة لرام الله تمتد إلى أبعد من ذلك بكثير، في إشارة إلى النقاش الذي دار خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني ليلة الأحد، والذي قاوم خلاله الوزراء الضغوط الأمريكية لتسليم عائدات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية والسماح للعمال من الضفة الغربية بالعودة إلى إسرائيل.

اقرأ المزيد عن