إسرائيل في حالة حرب - اليوم 566

بحث

مسؤولون فيدراليون: اعتقال متظاهرة أخرى مناهضة لإسرائيل في كولومبيا، وثالثة “ترحل نفسها”

الاعتقال يأتي بعد أن أثار احتجاز الناشط الجامعي محمود خليل ضجة واسعة النطاق؛ عملاء فيدراليون يزورون السكن الجامعي؛ المئات يتظاهرون خارج بوابات الكلية

متظاهرون مناهضون لإسرائيل خارج جامعة كولومبيا، 14 مارس 2025. (Luke Tress/Times of Israel)
متظاهرون مناهضون لإسرائيل خارج جامعة كولومبيا، 14 مارس 2025. (Luke Tress/Times of Israel)

نيويورك – قالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية يوم الجمعة إنه تم اعتقال طالبة فلسطينية متظاهرة في جامعة كولومبيا في نيويورك، وطالبة أخرى “رحلت نفسها” بعد سحب تأشيرتها.

جاء هذا الإعلان بعد أن اعتقل عملاء فيدراليون يوم السبت الماضي أحد قادة الاحتجاجات في الحرم الجامعي، محمود خليل، في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة. وتعد هذه الاعتقالات جزءًا من حملة أوسع نطاقًا ضد النشاط المناهض لإسرائيل في الجامعات الأمريكية من قبل إدارة ترامب.

وقالت الوزارة يوم الجمعة إن لقاء كردية، وهي فلسطينية من الضفة الغربية، اعتقلت من قبل ضباط الهجرة في نيوارك بولاية نيوجيرسي بسبب تجاوزها مدة صلاحية تأشيرة طالب منتهية الصلاحية.

وقال البيان إن تأشيرتها انتهت صلاحيتها في يناير 2022 بسبب “عدم حضورها”، مضيفا أن كردية اعتُقلت بعد مشاركتها في “احتجاجات مؤيدة لحماس” في جامعة كولومبيا في أبريل 2024. وقد استولى النشطاء على مبنى في الحرم الجامعي وأقاموا مخيمًا احتجاجيًا غير مصرح به في ذلك الوقت تقريبًا.

أما الطالبة الأخرى، وهي رانجاني سرينيفاسان، من الهند، فقد ألغيت تأشيرتها في 5 مارس بتهمة “دعم حماس والأنشطة الإرهابية”، حسبما قالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية. وكانت سرينيفاسان طالبة دكتوراه في التخطيط الحضري في جامعة كولومبيا ولديها تأشيرة طالب. وقالت الوزارة إنها استخدمت تطبيقًا للجمارك وحماية الحدود الأمريكية “لترحيل نفسها” يوم الثلاثاء.

“الحصول على تأشيرة للعيش والدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية امتياز. عندما يتم الدفاع عن العنف والإرهاب، يجب إلغاء هذا الامتياز، ويجب ألا تكونوا في هذا البلد”.

متظاهرون يطالبون بالإفراج عن محمود خليل خارج جامعة كولومبيا، 14 مارس 2025. (Luke Tress/Times of Israel)

وصرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الجمعة للصحفيين في اجتماع في كندا بأن الإدارة الأمريكية تعتزم إلغاء المزيد من تأشيرات الطلاب.

وقالت رئيسة الجامعة المؤقتة كاترينا أرمسترونغ في رسالة بريد إلكتروني للطلاب إن عملاء فيدراليين زاروا يوم الخميس مسكنين جامعيين لكنهم لم يقوموا بأي اعتقالات. وقالت أرمسترونغ إنها “مفجوعة”.

وقد أثار اعتقال خليل ضجة واسعة النطاق واحتجاجات يومية في نيويورك، بما في ذلك يوم الجمعة، عندما تجمع عدة مئات من المتظاهرين خارج جامعة كولومبيا دعماً لخليل.

وردد المتظاهرون هتافات “الانتفاضة حرب الشعب” و”المقاومة مجيدة”.

وهتفوا “من حقنا أن نتمرد، لتذهب كولومبيا إلى الجحيم”.

جرت المظاهرة خارج الحرم الجامعي في جادة برودواي، خارج البوابة الرئيسية لجامعة كولومبيا. ولا يمكن الوصول إلى الحرم الجامعي إلا لمن يحملون بطاقة هوية جامعة كولومبيا.

لم يكن من الواضح كم من المتظاهرين هم طلاب. وغطى العديد منهم وجوههم بأقنعة أو كوفيات. وحملوا لافتات كتب عليها “حرروا محمود” و “الشعب يريد إسقاط النظام”.

وأقامت الشرطة حواجز معدنية حول منطقة الاحتجاج. وحلقت طائرتا هليكوبتر في أجواء الموقع، وشاهد المتفرجون المظاهرة من الشرفات والنوافذ في الحرم الجامعي.

وحظيت المظاهرة بدعم مجموعة من الجماعات الإسلامية وجماعات الناشطين المناهضة لإسرائيل.

ونشر تحالف للجماعات المناهضة لإسرائيل “سحب استثمارات جامعة كولومبيا من الفصل العنصري” يوم الجمعة صورًا لـ “تقديم مجهول” يظهر فيها طلاء أحمر ملطخ على مقر إقامة رئيس جامعة كولومبيا إلى جانب كتابات على الجدران تقول “حرروهم جميعًا”، ومثلث مقلوب، وهو من رموز حماس.

متظاهرون مناهضون لإسرائيل خارج جامعة كولومبيا، 14 مارس 2025. (Luke Tress/Times of Israel)

يوم الجمعة أيضًا، قالت وزارة العدل الأمريكية إنها تنظر فيما قالت إنها انتهاكات محتملة لقوانين الإرهاب خلال الاحتجاجات في كولومبيا. وقال نائب المدعي العام تود بلانش إن التحقيق جزء من “مهمة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء معاداة السامية في هذا البلد”، واصفًا ذلك بأنه رد فعل “طال انتظاره”.

يوم الخميس، أرسل مسؤولون فيدراليون رسالة إلى قادة الجامعة يحددون فيها الخطوات التي يجب على جامعة كولومبيا اتخاذها لتأمين تمويلها الفيدرالي. وكانت إدارة ترامب قد قطعت 400 مليون دولار من تمويل جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي بسبب معاداة السامية في الحرم الجامعي، وهددت بقطع مليارات أخرى.

وجاء في الرسالة أن على الجامعة أن تنفذ إجراءات تأديبية ضد الطلاب المتظاهرين، وأن تفرض حظرًا على ارتداء الأقنعة، وأن تتبنى تعريف معاداة السامية الذي وضعته الجمعية الدولية لحقوق الإنسان لمناهضة معاداة السامية، وأن تضع خطة لإصلاح نظام القبول، وأن تضع القسم الأكاديمي الذي يتناول الشرق الأوسط تحت الوصاية الأكاديمية، ما يعني أن تتولى شخصية من خارج القسم، وليس من أعضاء هيئة التدريس في القسم، رئاسة القسم.

وفي خضم الضغوطات التي تمارسها الإدارة، قالت جامعة كولومبيا يوم الخميس إنها طردت وعلقت تعليم وألغت شهادات الطلاب الذين استولوا بالقوة على مبنى في الحرم الجامعي العام الماضي. ولم ترد تفاصيل حول عدد الطلاب الذين عوقبوا.

وزعم تحالف الجماعات المناهضة لإرائيل في جامعة كولومبيا أنه تمت معاقبة 22 طالبًا.

الطالب المفاوض محمود خليل في حرم جامعة كولومبيا في نيويورك في مخيم احتجاجي مناهض لإسرائيل ومؤيد للفلسطينيين في 29 أبريل، 2024. (Ted Shaffrey/AP)

خليل، وهو سوري الأصل، حصل بطاقة الإقامة الخضراء الأمريكية وتخرج حديثًا. وكان من قادة حملة “سحب استثمارات جامعة كولومبيا من الفصل العنصري”، واعتُقل خارج منزله في نيويورك يوم السبت.

وقال البيت الأبيض أنه سيتم ترحيل خليل لترويجه دعاية مؤيدة لحماس. وقبل أيام من اعتقاله، حضر خليل احتجاجًا في برنارد، حيث وزّع نشطاء موادّ تابعة لحماس. وتحظر قوانين الهجرة الفيدرالية على غير المواطنين دعم الجماعات الإرهابية.

ويقول أنصار خليل إنه يتعرض للاضطهاد بسبب نشاطه، في انتهاك لحماية حرية التعبير. ولم يتم اتهامه بارتكاب أي جريمة.

وقال محامو خليل في ملف مقدم للمحكمة يوم الخميس إنه فلسطيني نشأ في سوريا. وعندما اندلعت الحرب في سوريا، نزحت عائلته وتشتت أفرادها في أوروبا وغرب آسيا. دخل خليل إلى الولايات المتحدة بتأشيرة طالب في عام 2022 للدراسة في جامعة كولومبيا، وأكمل البرنامج في ديسمبر.

أصبح خليل مقيمًا دائمًا بشكل قانوني في عام 2024، وهو متزوج من مواطنة أمريكية حامل بطفلهما الأول.

وقد عمل سابقًا في سفارة بريطانية وتدرب في الأمم المتحدة ويحمل الجنسية الجزائرية، حسبما جاء في ملف المحكمة. وكان قائدًا للمخيم الاحتجاجي في الربيع الماضي، وعمل وسيطًا بين المحتجين وإدارة الجامعة.

وتم تقديم الملف للمحكمة يوم الخميس كشكوى معدلة جاءت بعد أن أمر القاضي بالسماح لخليل بإجراء مكالمات هاتفية مع محاميه. وقال خليل لمحاميه إنه “شعر كما لو كان مختطفاً” لأن العملاء الفيدراليين لم يعطوه سوى القليل من المعلومات أثناء نقله عبر البلاد إلى مركز الاحتجاز الذي يحتجز فيه في لويزيانا.

ويسعى فريق خليل القانوني لإطلاق سراحه في محكمة فيدرالية في مانهاتن.

ساهمت وكالة رويترز في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن